عاصي الحلاني: ألبومي الجديد يرضي الأذواق العربية كافة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن التراث الغنائي العراقي مليء بـ«الكنوز»

الحلاني مع أسرته في كليب «بعشقك»
الحلاني مع أسرته في كليب «بعشقك»
TT

عاصي الحلاني: ألبومي الجديد يرضي الأذواق العربية كافة

الحلاني مع أسرته في كليب «بعشقك»
الحلاني مع أسرته في كليب «بعشقك»

قال الفنان اللبناني عاصي الحلاني إن ألبومه الغنائي الجديد الذي يستعد لإطلاقه خلال عيد الأضحى المبارك، يرضي كافة الأذواق والمستمعين العرب لأنه يضم كافة اللهجات العربية.
وأوضح في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه فضل تصوير أغنية «بعشقك» برفقة أولاده وزوجته في منزله، لكي تتماشى مع أجواء العزلة التي فرضها فيروس «كورونا». وكشف الحلاني أن الجائحة علمته أموراً كثيرة من بينها إدراك النعم التي أنعم الله بها عليه وعلى الناس خلال الظروف الطبيعية... وإلى نص الحوار:

> ما هي أصعب اللحظات التي مررت بها خلال أزمة وباء كورونا؟
- في الأيام الأولى لتفشي الوباء في المنطقة وتعليق الرحلات الجوية بين دول العالم، كانت زوجتي كوليت وأبنائي دانا والوليد في العاصمة الفرنسية باريس، وكنت أنا وابنتي ماريتا في منزلنا بالعاصمة بيروت، وطلبت من زوجتي والأولاد العودة سريعاً إلى بيروت خوفاً من إيقاف السفر لمدة طويلة، وعادوا على متن آخر رحلة طيران بين باريس إلى بيروت، وظللنا مبتعدين عن بعضنا البعض لمدة 16 يوماً، كنوع من أنواع العزل الذاتي للاطمئنان على صحتهم، ومنذ ذلك اليوم أصبحنا لا نفترق أبداً، نقضي طيلة فترة الحجر المنزلي سوياً في الغناء وممارسة الرياضة.
> هل معنى ذلك أنك اقتربت من أسرتك أكثر خلال فترة الحجر المنزلي؟
- أنا بطبعي أحب الجلوس مع الأسرة كثيراً، ربما أسافر وأعيش لأيام وأسابيع خارج المنزل بسبب حفلاتي، ولكن في النهاية البيت مقدس بالنسبة لي، ولكن بشكل عام المجتمع العربي والشرقي يتميز بشكل كبير عن المجتمع الغربي في التماسك الأسري، فمهما انشغل الأب والأم في العمل يعودون للم شمل منزلهم مجدداً، فمثلا في الغرب الفتاة أو الشاب حينما يبلغ 18 عاماً يستقل بحياته، ولكن في المجتمع الشرقي لا يستقل الشاب أو الفتاة بحياتهم إلا مع الزواج، ولو لم يتزوج مهما طال عمره يظل في منزل أبيه، فالآباء والأمهات العربيات ينظرون إلى أبنائهم على أنهم أطفال مهما بلغ عمرهم، فأنا حتى رحيل أمي وأبي كان يعاملونني كطفل، وأنا الآن أعامل أولادي بنفس الطريقة.
> وما الذي خرجت به من تجربة العزلة بالمنزل؟
- الإنسان منا كان يرى أن الخروج والسفر والترحال وزيارة الأهل والأصدقاء أمراً عاديا، ولكننا الآن بعد جائحة كورونا تعلمنا أن أي أمر يفعله الإنسان حتى ولو كان بسيطاً لا بد أن يشكر الله عليه، فالإنسان الآن لكي يخرج من منزله يظل يفكر فيما سيفعله خوفا من فيروس لعين لا يرى بالعين، وأصبحنا الآن غير قادرين على احتضان أقاربنا وأصدقائنا خوفاً عليهم من المرض، فالإنسان رغم ما وصل إليه من علم وتكنولوجيا حالياً غير قادر على الصمود أمام فيروس لا يرى بالعين.
> هل كان فيروس «كورونا» السبب الوحيد لتأجيل ألبومك الجديد؟
- كان من المقرر طرح ألبومي قبيل شهر رمضان الماضي، ولكن مع تفشي الجائحة، وإصابة ووفاة الآلاف به في العالم العربي كان يجب تأجيل طرح الألبوم بالاتفاق مع الشركة، واتفقنا على طرح الألبوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
> ما هي تفاصيل ألبومك الجديد؟
- ألبومي الجديد يرضي كافة الأذواق العربية، فمعظم اللهجات العربية متواجدة فيه «اللبنانية والمصرية والخليجية والعراقية»، وطرحت حتى الآن منه أغنيتين وهما «بعشقك» وهي أغنية مصرية من كلمات بهاء عبد العظيم وألحان محمد عيبة، وصورتها بطريقة الفيديو كليب في منزلي مع أسرتي، وفضلت إظهار كيفية قضائي فترة الحجر المنزلي مع زوجتي وأبنائي، والأغنية الثانية لبنانية بعنوان «رجعتيني لبدايتي»، ويتضمن العمل أعمال عديدة مع الشاعر الكبير نزار فرنسيس، والشاعر العراقي عادل العراقي، كما استفدت كثيراً من فترة الحجر المنزلي في استبدال بعض الأغنيات وتعديل موسيقى وتوزيع أغنيات أخرى.
> كيف ترى التعاون مع شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»؟
- سعيد للغاية بأنني فرد من أفراد شركة «روتانا»، فأنا متعاقد معهم منذ أكثر من 17 عاماً، وقدمت معهم ما يقرب من 18 ألبوماً غنائياً طيلة تلك الفترة، والحمد لله أهم وأكبر نجاحاتي الفنية كانت معهم، والمقبل معهم سيكون أكثر نجاحاً، فشركة روتانا قادرة على الحفاظ على نجومها، ودائماً ما توفر لهم كل ما يحتاجونه للنجاح، وأنا سعيد بالتعامل معهم، وأتمنى أن تحقق كل أعمالنا النجاح والتوفيق.
> لماذا تهتم دائماً بالأغنية العراقية في ألبوماتك الغنائية؟
- الأغنية العراقية كنز رائع، والتراث العراقي مليء بالأغنيات الشعبية الجميلة التي ولا بد أن يستمع لها كافة المستمعين العرب، وأنا من فترة لأخرى أحب التفتيش في هذا الكنز، فمن قبل قدمت أغنية «يا طير» وأصبح الجميع يطلب سماعها مني في مصر ولبنان، وأخيراً قدمت أغنية «بويا محمد»، وهي عمل رائع أحببتها حينما استمعت لها من إلياس خضر الذي اعتبره من أفضل الأصوات في العراق، فبلاد الرافدين بلد ولادة بالأصوات الرائعة الجميلة يأتي على رأسهم أخي وصديقي الفنان كاظم الساهر، والفنان ماجد المهندس الذي أحب صوته وأعماله الغنائية.
> كيف أثرت الجائحة على خططك الغنائية؟
- كان لدي حفلات عدة خلال الفترة الماضية منها حفل بالقاهرة بدار الأوبرا المصرية، وحفلات أخرى بالمملكة العربية السعودية، وتم تأجيلها كافة، ربما خلال الفترة المقبلة نعاود العمل على عودة تلك الحفلات مع عودة الحياة لطبيعتها في مصر والسعودية.
> هل ما زالت تمارس الفروسية والخيول رغم إصابتك الأخيرة بسببها؟
- بكل تأكيد، أنا أعشق الخيل، وسأظل أمارسها مدى الحياة، والحادث الذي حدث لي ما هو إلا قضاء وقدر والحمد لله شفيت منه تماما، ومنذ أيام استقبلنا مهراً صغيراً أطلقنا عليه اسم «صقر العاصي».



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».