كلوديا مرشيليان: العمل يحكي عن واقع عايشه الممثلون في فترة الحجْر

أول من تناول تداعيات الجائحة في دراما «وقف التصوير»

كلوديا مرشيليان
كلوديا مرشيليان
TT

كلوديا مرشيليان: العمل يحكي عن واقع عايشه الممثلون في فترة الحجْر

كلوديا مرشيليان
كلوديا مرشيليان

لم توفر جائحة «كورونا» الممثلين كغيرهم من الناس من تداعيات وتأثيرات عاشوها في هذه الفترة وكانت مفاجئة لهم. فمن دون سابق إنذار اضطرت شركات إنتاج درامية لإيقاف تصوير أعمالها بسبب الوباء. كما أن كثيرين من الممثلين حوصروا في بلدان عربية وغربية، ومنعوا من مغادرة أراضيها عملا بقرارات إغلاق المطارات والحد من الاختلاط الاجتماعي. بعض هؤلاء عاشوا فترة حجر قسري في غرف فنادقهم، بينما قلة أخرى منهم أكملت عملية تصوير أدوارها ضمن إجراءات وقائية قاسية.
هذه الأجواء التي طبعت إيقاع حياة أبطال مسلسلات عدة، دفعت بالأردني أياد الخزوز صاحب شركة «أي سي ميديا» للإنتاج الدرامي تناولها في مسلسل «وقف التصوير». فهو عاش هذه التجربة كغيره من المنتجين الذي اضطره الوباء إلى إيقاف عملية تصوير عدد من أعماله الرمضانية. فقدمها على الشاشة الصغيرة كما هي غير مكتملة الحلقات والمحتوى.
ويتألف مسلسل «وقف التصوير» من 10 حلقات كتبتها كلوديا مرشيليان ويخرجها ايلي حبيب. ويشارك في هذا المسلسل الذي سيعرض على إحدى المنصات الإلكترونية المعروفة، باقة من الممثلين وهو من بطولة كارين رزق الله. أما تصويره فيدور في بيروت، بعد أن اتخذ المنتج قرارا نهائيا بذلك إثر تداول إمكانية تصويره في سوريا.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تؤكد الكاتبة كلوديا مرشيليان أن العمل ينبع من واقع عاشه بعض الممثلين. والفكرة تدور حول مسلسل كان في طور التصوير وطلب من المشاركين فيه التوقف عن العمل، وتطبيق الحجر المنزلي. وتتابع كلوديا مرشيليان: «يطبع العمل خليط من الدراما الرومانسية والاجتماعية والبوليسية في آن. القصة مشوقة تدور أحداثها في فترة الحجر في ظل قرار وقف التصوير، الذي عمم في بلدان كثيرة كلبنان والإمارات وغيرهما، إثر انتشار الوباء».
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء خوضها هذه التجربة تقول مرشيليان في سياق حديثها: «لم تواجهني صعوبات تذكر، سيما وأن أحداث العمل نابعة من واقع حقيقي أجبرت عدداً من الممثلين على البقاء في المكان الذي يصورون فيه. فالممثلون يمثلون قصصهم، وألقي الضوء في سياق العمل على أخبار الجائحة والشلل التام الذي تسببت به في العالم أجمع. وأجريت أبحاثا كثيرة حول واقع هذه الجائحة وتأثيرها على الناس بشكل عام، وكذلك تناولت اختبار «بي سي آر» الخاص بتحديد المصاب بالفيروس وكل ما هنالك من موضوعات ترتبط ارتباطا مباشرا بهذه الجائحة».
وعما إذا هي شخصيا تأثرت بالوباء مما دفعها إلى التغيير في أسلوب حياتها تقول: «طبيعة عملي تضطرني إلى ممارسته من منزلي. لم أتأثر في هذا الإطار كغيري من الناس الذين اضطروا إلى ممارسة عملهم لأول مرة من بيوتهم ووجدوا بالأمر صعوبة كبيرة. كما أني أسكن في عمارة واحدة مع أهلي مما أتاح لي رؤيتهم بشكل دائم. ففترة الحجر المنزلي أمضيناها مع بعضنا. وهو ما وفر لنا أجواء عائلية طبيعية. ولكن من دون شك الأجواء العامة المتوترة والخوف من الإصابة بالعدوى، وإمكانية التقاطها كانت شغلنا الشاغل. كما أن الشلل الذي أصاب مختلف المجالات ترك بأثره علي كغيري من اللبنانيين».
وترى مرشيليان أن الوباء لم يكن هو بحد ذاته المشكلة الأكبر لدى اللبنانيين وتعلق: «الوباء شكل واحدة من الصعوبات التي واجهت اللبنانيين. ولكننا اكتشفنا إثر فتح البلاد وعودة جميع قطاعاتها إلى العمل، بأن هناك ما هو أسوأ من «كورونا» وأن أزمة اقتصادية صعبة جدا تواجهنا. فاعتقدنا بداية أن المطعم والمقهى والفندق والمستشفى والمدرسة متعثرة اقتصاديا بسبب الوباء. ولنكتشف فيما بعد أن الأمر يتجاوز ذلك وهو أسوأ بكثير مما تخيلناه».
وتصف مرشيليان تجربتها مع «وقف التصوير» أنها تتماشى مع أسلوبها العام الذي ينقل واقعا معيشياً أمام الكاميرا. وتقول في معرض حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن للكاتب إلا أن ينقل الواقع بقلمه الدرامي كي يلامس الناس عن قرب ويحكيهم بلغتهم. لا شك أن الأعمال الرومانسية لا تزال مطلوبة ولكني ككاتبة لا أستطيع أن أمر مرور الكرام بالقرب من واقع صعب نعيشه فلا أتناوله بمؤلفاتي».
بالنسبة لكلوديا مرشيليان فهي سبق وكتبت في مسلسلات كثيرة مشاهد حياتية تشبه تلك التي يشهدها اللبنانيون اليوم. «في مسلسل «جذور» و«وين كنتي» نقلت واقعا مشابها ولكننا لم نكن متنبهين إلى عمق الهوة التي تنتظرنا. ومؤخرا لمست هذا الواقع الأليم عن قرب عندما دعيت بعض الأصدقاء إلى العشاء. واتفقوا جميعا أن يحملوا لي بدل الهدايا مساعدات كي أقوم بتوزيعها على المحتاجين. وعندما غادروا ورأيت كل هذه الصناديق مكدسة أمامي، أدركت أننا بالفعل نعيش تجربة سيئة جدا. والأسوأ من ذلك هو عندما تكتشفين أن من بين المعوزين لبنانيين كانوا يتمتعون بحياة رغيدة، إلا أنهم وجدوا أنفسهم فجأة في حالة لا يحسدون عليها بعد أن توقفت أشغالهم ومداخيلهم الشهرية».
وتشير كلوديا مرشيليان أن اختيار الممثلة كارين رزق الله لبطولة هذا العمل يعود إلى المنتج نفسه. «عندما التقيت المنتج أياد الخزوز في أبوظبي سألني مباشرة عن كارين. فهو معجب بأدائها التمثيلي ويطمح للتعاون معها في إنتاج غير محلي. فكارين تتمتع بموهبة تمثيلية رفيعة المستوى، وتعد من الممثلات النادرات اللاتي لا يزلن يحافظن على شكلهن الخارجي الطبيعي. واعتبر اختيارها من قبل منتج عربي هو علامة دامغة بأنها نجمة ناجحة محليا وعربيا».
وعما إذا هي بصدد كتابة أعمال جديدة تنبع من الواقع اللبناني الحالي ترد: «طبعا فأنا أحضر لعدد من المسلسلات وننتظر قريبا عرض مسلسل «عا اسمك» على قناة «إم تي في». فهو تأجل عرضه من ديسمبر (كانون الأول) 2019 إلى ديسمبر (كانون الأول) 2020 بسبب اندلاع الثورة في لبنان».
وعن رأيها بالهجرة من لبنان الذي بات يشكل موضوع الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي تقول: «إننا نمر بحالة استثنائية، وهناك بعض اللبنانيين الذين يغادرون لبنان حاليا وموقتا لارتباطهم بأعمال خارجية لأكثر من سنة. ولكني لا أعتبرهم في عداد اللبنانيين المهاجرين. فقط من يقفل أبواب عمله ومنزله ويغادر لبنان مع عائلته يمكن أن نصنفه ضمن المهاجرين من البلاد. ويحزنني رؤية شريحة من الشباب اللبناني تفكر بالهجرة سعيا وراء مستقبل أفضل تؤمنه له بلدان غربية أو عربية وتفتقده في بلدها الأم».



نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
TT

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})

أكدت المطربة المصرية نوران أبو طالب أنها تحمست كثيراً لفكرة تقديم «ميدلي» من أغاني الأفلام في حفل افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» الذي شاركت فيه بالغناء مع المطربين محمد الشرنوبي وهنا يسري، مؤكدة أنها تتطلع لدخول مجال التمثيل وتقديم أعمال موسيقية في السينما.

وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بدأت كمطربة بإعادة أغنيات معروفة، واختارت أغنية «شبابيك»، كما أن الفنان محمد منير دعاها لتغني معه الأغنية، وأشارت إلى أنها تعمل بشكل مستقل مع فرقتها بعدما رفضت احتكار بعض شركات الإنتاج، وتجمع نوران بين الغناء وتأليف وتلحين بعض أغنياتها، وتؤكد أنها لا تسعى لتقليد نجوم الأغنية العربية.

نوران والفنان محمد الشرنوبي في حفل افتتاح مهرجان الجونة ({الشرق الأوسط})

وتقول عن حفل افتتاح مهرجان الجونة: «تحمست له لأنني من محبي أغاني الأفلام وتترات المسلسلات التي تظل في وجدان الناس رغم مرور السنوات، كما أن المُلحن ماهر الملاخ أعدّ الموسيقى بشكل لطيف، وقدمنا عرضاً موسيقياً متكاملاً مع الراقصين؛ لمحاكاة المشاهد الدرامية التي تخللت الغناء».

وتلفت نوران إلى أن أول أغنية خاصة بها كانت «تتر» مسلسل «علامة استفهام» الذي عُرض في رمضان 2019، وقامت هي بوضع ألحانها مع الموسيقي سامر جورج، كما غنت تتر مسلسلين آخرين هما «بيت فرح» و«كل يوم».

تكتب وتلحن بعض أغنياتها لكنها لاتحتكر موهبتها ({الشرق الأوسط})

وتؤكد المطربة الشابة أن «الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي، بتأثير والدتي الدكتورة نسرين رشدي عميدة معهد الكونسرفتوار حالياً، ووالدي الدكتور أسامة أبو طالب رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق»، وتضيف: «أراد والدي أن يوجهني للشعر والموسيقى، وقال لي (جربي أن تلحني أحد الدواوين)، وكان عمري 9 سنوات حيث قمت بتلحين عدة قصائد من ديوان للشاعر سيد حجاب».

ورغم دراستها القانون، فإنها كانت تدرس أيضاً الموسيقى طوال الوقت؛ فدرست آلة العود وتعرفت على موسيقيي الفرق المستقلة، وتقول: «في لحظة شعرت أنني لا بد أن أغني، كان ذلك بتشجيع من موسيقيين كبار مثل الراحل صلاح عرام، وراجح داود ويحيى خليل وفتحي سلامة، كما كانت والدتي تشجعني لكنها لم تتوقع أن أحترفه».

عندما غنت شبابيك مع المطرب محمد منير ({الشرق الأوسط})

بدأت نوران الغناء بإعادة تقديم أغنيات مطربين آخرين ولكن بشكل مختلف، وكانت أول أغنية تقدمها هي «شبابيك» لمحمد منير التي تراها «أغنية حزينة جداً لكن موسيقاها بها قدر من الحماس»، وقد عرفها الجمهور من خلالها ونشرتها على حسابها بـ«فيسبوك»، وسمعها المطرب الكبير محمد منير فدعاها لتشاركه غناءها في حفل عُرض «أونلاين» خلال جائحة «كوفيد 19».

وتشير نوران إلى أن أحدث أغنياتها المصورة التي طرحتها عبر مختلف المواقع الموسيقية «ليلة» هي من كتبت كلماتها، وقبلها قدمت أغنية «في ظروف تانية»، وأنها سجلت 8 أغانٍ تنوي طرحها ضمن ألبوم، خصوصاً بعد نجاح ألبوم أنغام والمطرب «تو ليت» اللذين طرحا أخيراً عبر «السوشيال ميديا»، مما يشجع لعودة فكرة الألبوم مجدداً، وفق قولها.

الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي

نوران أبو طالب

وقدمت نوران حفلات عدة بالأوبرا ومكتبة الإسكندرية ومسارح الجامعة الأميركية، كما غنت قبل أيام في روما خلال حفل المنتدى السنوي لمنظمة «الفاو» كأول مصرية وعربية تقدم أغنية المنتدى، وتقول عن ذلك: «سعدت جداً بهذا الحفل وقدمت خلاله أغنية حماسية للشباب الذين جاءوا من مختلف بلدان العالم وتضمنت جزءاً بالعربية وآخر بالإنجليزية، وأحدثت صدى أسعدني»، كما أحيت حفلات بالدنمارك والأردن والبحرين، وأكدت أنه «من المهم لكل مغنٍ أن يكون له تواجد على الأرض بين الجمهور».

وكونت المطربة المصرية فرقة موسيقية تضم 5 عازفين، وتوضح أنها «لا تعتبر فرقتها مجرد موسيقيين يصاحبونها بل هم جزء مما تقدمه».

جديدي أغنية «كان لك معايا» وستطرح على جميع المنصات الموسيقية

نوران أبو طالب

وعن خوضها تجربة تلحين بعض أغنياتها تقول: «وجدت نفسي أرغب في خوض هذه التجربة، وقد شجعني عليها موسيقيون لديهم خبرة مثل سامر جورج وهاني بدير ومصطفى سعيد، خصوصاً أن التلحين اختلف عما كان عليه في الماضي، حين كان المطرب يذهب للملحن ويبحث لديه عن أغان جديدة، الآن هناك فنانون يجمعون بين الغناء والتلحين، وفي الفرق المستقلة بعض المطربات يضعن ألحانهن، سواء في مصر أو العالم العربي، لكنني أيضاً أحب التعامل مع ملحنين آخرين».

تؤكد نوران اعتزازها بأنها قدمت أعمالاً تشبهها لكنها قد تتغير في أي وقت؛ لأن الإنسان نفسه يتغير، كما تعتز بأنها لم تسع لتقليد أحد ولم تقدم أي أغنية لإحداث «فرقعة»، مؤكدة: «لدي مشروعي الفني الذي أشعر بالمسؤولية تجاهه، لأنني أتعامل مع تجربتي بشكل مستقل».

وكشفت المطربة المصرية عن طرحها أغاني جديدة من بينها «كان لك معايا» من كلمات مصطفى ناصر وألحان تيام، وستطرحها على كل المنصات الموسيقية، كما تخوض تجربة التمثيل عبر أعمال تختار من بينها، مشددة على «ضرورة عودة العروض المسرحية الموسيقية وكذلك الأفلام الغنائية».