هل يغلق معتقل غوانتانامو قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض؟

هل يغلق معتقل غوانتانامو قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض؟
TT

هل يغلق معتقل غوانتانامو قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض؟

هل يغلق معتقل غوانتانامو قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض؟

مع الإفراج عن 6 من معتقلي غوانتانامو ونقلهم إلى الأوروغواي، ليصل عدد الذين أطلق سراحهم من هذا السجن العسكري الأميركي إلى نحو 20 خلال سنة، تقترب إدارة باراك أوباما بشكل محتوم من هدفها النهائي وهو إغلاق السجن. لكن، هل تحقق ذلك قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض؟
رُحّب بهذا الخبر يوم الأحد، عندما تأكد، كما كان مرتقبا، نقل الرجال الستة، المعتقلين في زنزانات غوانتانامو منذ نحو 13 سنة من دون اتهام ولا محاكمة، إلى الأوروغواي.
وهذا الإفراج الجماعي النادر يرفع إلى 19 عدد المعتقلين الذين رُحّلوا منذ بداية السنة، منهم 13 خلال شهر تقريبا، في إطار جهود تبذلها الحكومة لتسريع عمليات النقل بهدف إفراغ السجن ثم إغلاقه.
وجدد باتريك فنتريل، أحد المتحدثين باسم الرئاسة، التأكيد في رسالة إلكترونية الاثنين إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أن «سياسة الإدارة بشأن غوانتانامو واضحة: إن عمل معتقل غوانتانامو يطرح مخاطر كبيرة على أمننا القومي ويجب إقفاله».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «إن الأميركيين يجب ألا ينفقوا مئات ملايين الدولارات سنويا على منشأة تسيء إلى مكانتنا في العالم، وتضر بعلاقاتنا مع حلفائنا الرئيسين وتشجع المتطرفين العنيفين».
لكن بعد 6 سنوات على انتخاب باراك أوباما الذي وعد بإغلاق غوانتانامو، ما زال في السجن 136 معتقلا، أعلن إمكانية الإفراج عن 67 منهم من قبل إدارتي الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما على التوالي.
واعتبر ديكسون أوزبرن، الخبير في مركز البحوث «أميركان سيكيوريتي بروجيكت»، أنه على الرغم من التسريع الظاهر، «فإن الطريق وعر للتمكن من إغلاق السجن في غضون سنتين» قبل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما.
وكان قائد السجن، الكولونيل ديفيد هيث، اعتبر إغلاق السجن «غير واقعي» قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
وقال مسؤول في الإدارة لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا التكتم على ذكر اسمه، إن عمليات «نقل عدة أخرى» مقررة «في الأسابيع المقبلة»، لرجال جرت الموافقة على الإفراج عنهم.
وفيما يتعلق بنحو 50 معتقلا آخرين، ستواصل لجنة لمراجعة الأوضاع إعادة النظر في حالة الرجال المعتقلين لمدة غير محدودة بموجب قوانين متعلقة بالحرب، لتحديد ما إذا كانوا «لا يزالون يشكلون خطرا كبيرا على أمن الولايات المتحدة»، كما قال اللفتنانت كولونيل مايلز كاغينز المتحدث باسم البنتاغون.
وللالتزام بالجدول الزمني، ناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش الوكالات الحكومية الست الممثلة في هذه اللجنة، تسريع جلساتها والنظر في حالات جميع المعتقلين المفترض إطلاق سراحهم بحلول نهاية 2015.
لكن، ما دام الكونغرس الأميركي يعارض نقل معتقلين سابقين في غوانتانامو إلى الأراضي الأميركية، سيتوجب إيجاد بلد يوافق على استقبالهم.
من جهته صرح أيان موس، المتحدث في وزارة الخارجية باسم الموفد الخاص كليف سلوان المكلف إغلاق غوانتانامو، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إننا نجول على دول كثيرة في العالم، وممتنون للدعم الذي نتلقاه».
ويطرح المعتقلون اليمنيون إحدى كبرى الصعوبات. وأوضح ديفيد ريمس، محامي معتقلين يمنيين عدة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «من أصل المعتقلين الـ67، الممكن الإفراج، عنهم هناك 54 يمنيا. ومن غير المحتمل ترحيلهم إلى بلادهم لأن البلاد في تفكك والعنف في كل مكان. لكن، هل يستطيع أوباما إيجاد بلدان أخرى لاستضافة الجميع؟ يبدو ذلك أمرا صعبا جدا».
كما رأى ريمس، أن أوباما لن يتمكن من إغلاق غوانتانامو في الوقت المطلوب إلا إذا سمح الكونغرس بنقل معتقلين إلى الولايات المتحدة، وهو أمر يبدو «بعيد الاحتمال».
في مجمل الأحوال، سيبقى نحو 15 معتقلا يعتبرون على درجة كبيرة من الخطورة مثل المتهمين الخمسة باعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، الذين أحيلوا إلى القضاء العسكري لاعتبارهم أخطر من أن يحاكموا ويسجنوا في الولايات المتحدة.
لكن ثمة أمل بالنسبة للذين يريدون رؤية نهاية النفق، فعملية النقل الأخيرة إلى الأوروغواي، تزامنت مع تعيين وزير جديد للدفاع مكان تشاك هاغل، المتهم بالمماطلة في هذه المسألة. ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش على الفور الوزير المقبل أشتون كارتر إلى أن «يجعل غوانتانامو من أولويات البنتاغون في السنتين المقبلتين».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».