ترمب يهزّ حملته الانتخابية ويقيل مديرها

مدير حملته الانتخابية براد بارسكال الذي أقيل من منصبه واستُبدل بنائبه بيل ستيبيان (إ.ب.أ)
مدير حملته الانتخابية براد بارسكال الذي أقيل من منصبه واستُبدل بنائبه بيل ستيبيان (إ.ب.أ)
TT

ترمب يهزّ حملته الانتخابية ويقيل مديرها

مدير حملته الانتخابية براد بارسكال الذي أقيل من منصبه واستُبدل بنائبه بيل ستيبيان (إ.ب.أ)
مدير حملته الانتخابية براد بارسكال الذي أقيل من منصبه واستُبدل بنائبه بيل ستيبيان (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تغيير مدير حملته الانتخابية، براد بارسكال، واستبداله بنائبه، بيل ستيبيان. ولجأ ترمب إلى موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لإعلان هذا الخبر، بدلاً من «تويتر» الذي واجه عطلاً على مدى أكثر من ساعة يوم الأربعاء، فقال: «الرجلان لعبا دوراً أساسياً في فوزنا التاريخي في العام 2016، وأنا أتطلع قدماً للاحتفال معهما بفوز ثانٍ كبير ومهم». وتابع ترمب الذي أبقى على بارسكال في منصب مستشار للحملة: «هذه المرة ستكون أسهل نظراً لارتفاع أرقام دعمنا في استطلاعات الرأي، فالاقتصاد يتحسن، واللقاحات والعلاجات ستتوفر، والأميركيون يريدون شوارع ومجتمعات أكثر أمناً». وكان بارسكال واجه انتقادات عدة بعد تجمع تولسا الانتخابي الذي شهد حضوراً متواضعاً لمناصري ترمب، بعد توقعات الحملة مشاركة أكثر من مليون مؤيد في الحدث. وتقول مصادر داخل الحملة إن صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر أبلغ باسكال خبر إقالته عوضاً عن ترمب، في إشارة إلى الدور الكبير الذي يلعبه كوشنر في حملة ترمب الانتخابية. ويقرّ مسؤولو الحملة والحزب الجمهوري ضمنياً بأن كوشنر هو من يدير الحملة فعلياً، وأن بارسكال كان كبش المحرقة بعد تجمع تلسا وأداء ترمب المتراجع في استطلاعات الرأي.
فعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي مصرّ على تفاؤله في أرقام استطلاعات الرأي، فإن هذه الأرقام أظهرت لأسابيع تقدم منافسه جو بايدن عليه، آخرها استطلاع أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بالمشاركة مع شبكة «إن بي سي» أظهر تقدم بايدن بـ11 نقطة على ترمب؛ حيث قال 51 في المائة من الناخبين إنهم سيصوتون للمرشح الديمقراطي في حال عقدت الانتخابات اليوم، مقابل 40 في المائة من الداعمين للمرشح الجمهوري. وعلى الرغم من أن الناخبين أعربوا عن امتعاضهم من أداء الإدارة فيما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا، فإن الاقتصاد لا يزال نقطة قوة ترمب؛ حيث أعرب 54 في المائة من المشاركين بالاستطلاع عن تأييدهم لأدائه في الاقتصاد. كما اعتبر 72 في المائة من الناخبين أن البلاد تسير باتجاه خاطئ. وبحسب الاستطلاع، يعاني الرجلان من مشكلة فعلية في استقطاب حماسة الناخبين، إذ قال 14 في المائة من الناخبين إنهم متحمسون لانتخاب بايدن، مقابل 23 في المائة من المتحمسين للتصويت لترمب. وفيما أكد ناخب من أصل اثنين أنه سيصوت لصالح رئيس يتمكن من إخراج البلاد من أزمة تفشي «كورونا»، يبدو أن الحزب الجمهوري بدأ بالتفاعل مع هذه الآراء المتكررة في استطلاعات الرأي. فأعلن الحزب عن تخفيف عدد الحضور في المؤتمر الوطني للحزب الشهر المقبل، وذلك بعد أشهر من إصراره على عقد المؤتمر بكامل الحضور رغم تفشي الفيروس. وكان هذا الإصرار أدى إلى نقل الحزب لفعاليات المؤتمر الأساسية من ولاية كارولاينا الشمالية إلى فلوريدا، بعد رفض حاكم كارولاينا الشمالية طلب الإدارة عقد مؤتمر كامل. لكن عودة الفيروس إلى الواجهة في فلوريدا أدى إلى تغيير خطط الجمهوريين، فقالت رئيسة المؤتمر الوطني رونا مكدانييل: «عندما غيّرنا من موقع المؤتمر كنا نأمل عقد مؤتمر احتفالي تقليدي. لكننا اليوم يجب أن نعدل من البرنامج التزاماً منّا بتعليمات الولاية والخبراء الطبيين». وقالت مكدانييل إن عدد الحضور لن يتعدى 2500 شخص في الأيام الثلاثة الأولى من المؤتمر، على أن يُسمح بحضور نحو 7000 شخص لخطاب موافقة ترمب رسمياً على ترشيح الحزب في اليوم الأخير من المؤتمر. ورجّح المنظمون أن يتم عقد المؤتمر في الهواء الطلق، وليس في الداخل كما كان مقرراً.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه ماري ترمب، ابنة أخ ترمب، أنها ستصوت لصالح بايدن، ودعت ماري عمّها الرئيس إلى الاستقالة من منصبه، في سلسلة من المقابلات التي أجرتها لترويج كتابها «الكثير ليس كافياً... كيف خلقت عائلتي الرجل الأخطر في العالم». وكانت ماري فازت في عدد من الدعاوى القضائية التي رفعها شقيق ترمب لمحاولة وقفها عن نشر الكتاب الذي صدر في الرابع عشر من الشهر الحالي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.