الاتحاد الأوروبي يشعل المواجهة مجدداً في المنطقة «ج»

مسؤول: انتظرنا الموافقة عامين على المشروعات ولم تأتِ

 التوقيع على اتفاق بقيمة 5.8 يورو بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية (د.ب.أ)
التوقيع على اتفاق بقيمة 5.8 يورو بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية (د.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يشعل المواجهة مجدداً في المنطقة «ج»

 التوقيع على اتفاق بقيمة 5.8 يورو بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية (د.ب.أ)
التوقيع على اتفاق بقيمة 5.8 يورو بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية (د.ب.أ)

قرر الاتحاد الأوروبي تحدي إسرائيل والبدء في تشييد مشروعات في المنطقة «ج»، في الضفة الغربية، على الرغم من عدم موافقة إسرائيل على ذلك.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لـ«هيئة البث الإسرائيلية الرسمية» (كان)، إن الاتحاد انتظر الموافقة الإسرائيلية منذ عامين، لكن بعد عدم وصول ردّ من إسرائيل، اتخذ القرار في الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، بالبدء في تنفيذ هذه المخططات.
ووفقاً للمسؤول الأوروبي، فإن الاتحاد يتصرف بهذه الطريقة دائما في قضايا مماثلة. ويدور الحديث عن 16 مشروعاً من المخطط إقامتها في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل بقيمة 5.8 مليون يورو. ووقعت السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، قبل أيام قليلة، اتفاقاً من أجل تمرير الأموال للسلطة بهدف تطوير هذه المشروعات، من دون الحصول على الموافقة الإسرائيلية كما جرت عليه العادة قبل ذلك. وتريد السلطة بناء مدارس، وتعبيد طرق، وإقامة بنية تحتية جديدة لشبكات المياه والكهرباء وأمور أخرى. وهذا جزء من رزمة دعم كبيرة من الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية، بهدف إقامة «بنية تحتية»، بميزانية قيمتها الإجمالية تصل إلى 15 مليون يورو. وقال رئيس الحكومة الفلسطيني محمد اشتية لدى توقيعه على الاتفاق، إن «رزمة المشروعات التي يدور الحديث عنها هي رد أوروبي عملي وجدّي على مخطط الضم الإسرائيلي». وأضاف أن «المشروعات تتماشى مع أهم المصالح الفلسطينية الوطنية». وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في السلطة الفلسطينية سفن كون فون برجسدورف، إن «الاتحاد الأوروبي يرى في المناطق (سي) جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، والأمر يُترجم في مشروعات واتفاقات كالتي أطلقناها. الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغيير على حدود 67 عدا التي يتفق عليها الطرفان». ويعيد قرار الاتحاد الأوروبي إلى الأذهان، الخلاف السابق بين الاتحاد وإسرائيل حول البناء في المناطق «ج»، الذي تصاعد إلى حد تبادل الاتهامات، قبل أن يتفق الطرفان قبل 4 أعوام على ضرورة حصول الاتحاد على التراخيص اللازمة لأي بناء، في المنطقة التي تشكل ثلثي مساحة الضفة.
والصراع على المنطقة «ج» حرب فلسطينية - إسرائيلية قديمة حتى قبل أن تقرر تل أبيب ضم أجزاء مهمة من هذه المنطقة إلى إسرائيل. ففي العام الماضي، أعلنت الحكومة الفلسطينية إلغاء تصنيفات المناطق في الضفة الغربية المعروفة «أ» و«ب» و«ج»، لكن شيئاً لم يتغير على الأرض بل هدمت إسرائيل في خطوة اعتيادية ومكررة، ممتلكات فلسطينية في المنطقة «ج»، وأسست لبناء مستوطنات جديدة، قبل أن تقرر مسألة الضم. والخطوة الفلسطينية جاءت بعد 26 عاماً من التوقيع على «اتفاقيات أوسلو»، التي قسمت الضفة إلى 3 مناطق «أ» و«ب» و«ج». وبحسب التصنيف، فإن المنطقة «أ» تتضمّن المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ فيما تقع مناطق «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما مناطق «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيليّة أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية. وتوجد في المنطقة «ج» مستوطنات ومساحات أراضٍ واسعة، وطرق خاصة بالمستوطنين تؤدي إلى القدس المعزولة عن باقي الضفة الغربية. ويتركز الصراع الآن على الأغوار التي تشكل الجزء الأهم والمستوطنات التي تقع جميعها في هذه المنطقة، وتريد إسرائيل ضمها. هذا، ولم تعقب إسرائيل فوراً على تجاهل الاتحاد الأوروبي لاتفاق سابق بضرورة الحصول على تصاريح لأي بناء في المنطقة «ج». ويرفض الاتحاد أي مس بالمنطقة «ج»، بما في ذلك أي تغيير للواقع أو حدود المنطقة.
في السياق، دعا أكثر من مائة برلماني فرنسي من كل التوجهات السياسية، أول من أمس (الأربعاء)، الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى الاعتراف بدولة فلسطين وإلى فرض عقوبات دولية على مشروع الحكومة الإسرائيلية لضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال النائب أوبير جوليان لافيريير من مجموعة «بيئة ديمقراطية تضامن» (أو دي إس)، المنبثقة عن الجناح اليساري من الحزب الرئاسي، خلال مؤتمر صحافي: «ينبغي تشكيل تعبئة شديدة بمواجهة هذا المشروع الخطير على الفلسطينيين وإسرائيل وعلى السلام في الشرق الأوسط».
وأوضح البرلمانيون في مقال في صحيفة «لوموند»، أنه «بمواجهة هذا التهديد الآني، ندعو إلى اعتراف الدول الـ27 أعضاء الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين. وإذا لم يتحقق ذلك، فبإمكان فرنسا القيام بهذا لاعتراف بشكل أحادي». وقال جوليان لافيريير الذي يقف خلف هذه المبادرة، وهو نائب رئيس مجموعة «فرنسا - فلسطين» للدراسات، إن «الوضع القائم اليوم لم يعد ممكناً». وأضاف أن «دولة فلسطين المزمعة تتحول إلى «بانتوستان»، في إشارة إلى معازل للسود أقيمت في عهد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 10 يوليو (تموز)، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، التخلي عن أي خطط لضم أراض فلسطينية، محذراً من أن ذلك سيضرّ بالسلام. كما اتخذت ألمانيا والمملكة المتحدة موقفاً مماثلاً بهذا الصدد.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.