«الوفاق» تنتظر تعليمات السراج لمهاجمة سرت

«الوطني الليبي» يتحدث عن استخدام سيارات إسعاف في مصراتة غرف تحكم لطائرات مسيرة تركية

TT

«الوفاق» تنتظر تعليمات السراج لمهاجمة سرت

بينما يستعد رئيس مجلس النواب الليبـي، المستشار عقيلة صالح، للقيام بجولة عربية وأوروبية موسعة للمطالبة بتدخل لتفادي حرب وشيكة في مدينة سرت الاستراتيجية (وسط)، أعلنت قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، جاهزيتها للمعركة، وأنها باتت في انتظار تعليماته للتقدم صوب المدينة، التي يسيطر عليها «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر. وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن صالح سيقوم بجولة، تقوده إلى الجزائر والأردن والسعودية وبريطانيا على التوالي، اعتباراً من الأحد المقبل، علماً بأنه أنهى ما وصفه الناطق باسم المجلس، عبد الله بليحق، زيارة ناجحة إلى إيطاليا، موضحاً في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية الموالية للبرلمان، أنها شهدت تقارباً كبيراً في وجهات النظر حول ضرورة إنهاء الأزمة الليبية، وعودة الحوار السياسي في أقرب وقت، وفقاً لمخرجات مؤتمر «برلين» الدولي، والالتزام بوقف إطلاق النار، وتحقيق التوزيع العادل لعائدات النفط لكل الليبيين والشفافية في صرف هذه العائدات، بما يخدم مصالح الشعب الليبي ويُلبي احتياجاته.
في المقابل، بحث السراج في العاصمة طرابلس، أمس، مع وزيرة الداخلية الإيطالية ألوتشانا لامورجيزي ملفات التعاون المشترك في مجال الأمن وبناء القدرات الأمنية، والهجرة غير الشرعية، إلى جانب ملف مكافحة الاتجار بالبشر والتهريب. وقال السراج، في بيان لمكتبه أمس، إن اللقاء بحث ما وصفه بالخطوات التمهيدية لعودة الشركات الإيطالية لاستئناف نشاطها في ليبيا، واستمرار مساهمة إيطاليا في عملية نزع الألغام. كما تطرق إلى موضوع إغلاق المواقع النفطية، والضرورة القصوى لعودة إنتاج النفط، الذي يمثل ثروة الليبيين ومصدر دخلهم الرئيسي.
وطبقاً لما أعلنته مؤسسة النفط، الموالية لحكومة «الوفاق»، فقد بلغت الخسائر التراكمية منذ إعلان حالة «القوة القاهرة» بسبب إيقاف صادرات النفط من الموانئ النفطية في 18 من يناير (كانون الثاني) الماضي، أكثر من 6.8 مليار دولار أميركي.
ميدانياً، أكد الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة، التابعة لحكومة «الوفاق»، أن قواته جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لمعركة سرت، خاصة بعد وصول الدعم اللوجيستي والعسكري بكميات كبيرة، لافتاً إلى أن كل غرف العمليات على تواصل مع السراج، باعتباره القائد العام للجيش الليبي، في انتظار التعليمات للتقدم نحو سرت أو الجفرة، حسب ما تقتضيه الخطة والظروف السياسية، على حد تعبيره. وبعدما قال إن قواته تلقت معلومات بشأن انسحاب مرتزقة «فاغنر» من مدينتي سوكنة وهون، تابع في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس: «سواء انسحبوا، أم لم ينسحبوا، فإننا لن نتراجع عن تحرير مدينتي سرت والجفرة».
بدوره، أبدى محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة «الوفاق» خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليز، عن أمله في دخول قوات حكومته إلى مدينة سرت، دون إراقة الدماء. ونقل سيالة عن أرانتشا، في بيان، مساء أول من أمس، إعرابها عن أملها في استئناف المحادثات السياسية، وعودة مسار «5+5»، وفق مخرجات برلين، كما أكدت دعم إسبانيا لحكومته.
وأوضح سيالة أن الجانبين ناقشا تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين على كل المستويات السياسية والاقتصادية، وإمكانية تقديم المساعدة الفنية في عمليات نزع الألغام، ومخلفات الحرب من منازل المواطنين جنوب العاصمة طرابلس، كما أكد على تحسن الأوضاع الميدانية، وبدء العودة التدريجية للحياة جنوب العاصمة طرابلس، والمدن التي استعادت قوات حكومته السيطرة عليها مؤخراً.
من جهته، تحدث المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، بالجيش الوطني، عن استخدام سيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة بحكومة «الوفاق» في مدينة مصراتة (غرب) كغرفة تحكم الخاصة بالطائرات المسيرة التابعة لـ«الغزو التركي» بعد تصفيحها وتعتيمها.
ونقل المركز، في بيان له، مساء أول من أمس، عن مصادر في المدينة، أن هذه السيارات سوف تكون في الخطوط الأمامية للميليشيات لتسيير المهام العسكرية لقوات «الوفاق».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.