الجيش التركي يعزز قواته في إدلب... وقوات النظام تقصف ريفها الجنوبي

«هيئة تحرير الشام» تشن حملة اعتقالات ضد «خلايا داعش» شمال غربي سوريا

عناصر الدفاع المدني يسعفون مصاباً بعد قصف على ريف إدلب في 10 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يسعفون مصاباً بعد قصف على ريف إدلب في 10 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

الجيش التركي يعزز قواته في إدلب... وقوات النظام تقصف ريفها الجنوبي

عناصر الدفاع المدني يسعفون مصاباً بعد قصف على ريف إدلب في 10 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يسعفون مصاباً بعد قصف على ريف إدلب في 10 الشهر الحالي (أ.ف.ب)

دفع الجيش التركي بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواته المنتشرة في نقاط المراقبة بمناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا وسط استمرار التوتر في إدلب، وقصف النظام لريفها الجنوبي بعد تعرض دورية روسية - تركية لهجوم قرب أريحا يوم أول من أمس.
وأدخلت القوات التركية المزيد من الآليات التركية المحملة بمواد لوجيستية وتعزيزات عسكرية عبر معبر كفرلوسين الحدودي، في ساعة مبكرة من صباح أمس (الأربعاء)، اتجهت مباشرة نحو المواقع التركية في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
ومنذ بداية شهر فبراير (شباط) الماضي وحتى الآن أدخلت القوات التركية نحو 8040 شاحنة وآلية عسكرية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، في حين بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 11500 ألف جندي تركي.
في الوقت ذاته، تجدد القصف الصاروخي ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب من جانب قوات النظام، التي قصفت، أمس، مناطق في البارة وكنصفرة، ومناطق أخرى في جبل الزاوية جنوب إدلب بأكثر من 30 قذيفة صاروخية ومدفعية.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رصد هدوءاً حذراً ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب منذ ما بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء وحتى صباح أمس، تخلله سقوط قذائف أطلقتها قوات النظام على قرى واقعة ضمن جبل الزاوية.
وجاء ذلك بعد انفجار بعبوة ناسفة استهدف دورية عسكرية روسية - تركية مشتركة على طريق حلب اللاذقية الدولية (إم4)؛ ما أسفر عن إصابة 3 جنود روس وعدد آخر من الجنود الأتراك.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لاحقاً بـ«تجدد القصف الصاروخي، حيث قصفت قوات النظام صباح الأربعاء بنحو 30 قذيفة صاروخية ومدفعية، مناطق في البارة وكنصفرة ومناطق أخرى في جبل الزاوية»، ولا أنباء عن إصابات.
وكان «المرصد» أشار إلى أن طائرات حربية روسية شنت نحو 25 غارة جوية أول من أمس، استهدفت محور كبانة بجبل الأكراد بـ12 غارة، في حين استهدفت بالبقية مناطق في كفرعويد، وسفوهن، وسرجيلا، والبارة ومحيطها وبينين بريف إدلب الجنوبي، لافتاً إلى مقتل رجل وطفله وإصابة 3 آخرين بجراح جراء قصف صاروخي نفذته قوات النظام على مدينة أريحا.
وفي السياق ذاته، رصد «المرصد»، حركة نزوح جديدة، تشهدها أريحا وقرى واقعة بجبل الزاوية، جراء التصعيد العنيف، سواء من قبل قوات النظام عبر عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، أو من قبل الطائرات الحربية الروسية وغاراتها المكثفة.
واعتبر نشطاء معارضون «التصعيد العسكري من قبل النظام وضامنه الروسي الذي يستهدف المناطق الجنوبية في إدلب وجبل الأكراد شرقي اللاذقية، خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين (الضامنيين) تركيا وروسيا؛ الأمر الذي سيعقّد المشهد الميداني في حال وصلت الأطراف قصفها وخروقاتها لمناطق خفض التصعيد»، مشيرين إلى أن مواصلة قوات النظام والروس قصفهم للمناطق المأهولة بالسكان، وعلى رأسها مدن أريحا والبلدات الواقعة جنوب إدلب سيدفع إلى حدوث حركة نزوح جديدة للمدنيين نحو المخيمات في المناطق الحدودية وسيزيد من معاناتهم وعلى المجتمع الدولي الالتزام بتعهداته وزيادة الضغط على النظام وحلفائه لوقف العمليات العسكرية والخروقات ضد المدنيين.
إلى ذلك، نفذت «(هيئة تحرير الشام) حملة أمنية جديدة في كل من سرمين وسرمدا بريف إدلب، حيث داهمت مقرات ومواقع عدة، بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، وجرى اعتقال أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، ووقعت اشتباكات مع عناصر رفضت الاستسلام». وقال «المرصد»، إنه «وثق مقتل متزعم خلية تابعة لتنظيم (داعش) جراء تبادل إطلاق نار مع قوة أمنية تابعة لـ(هيئة تحرير الشام)، أثناء الحملة الأمنية للأخيرة في ريف إدلب الشمالي».
وكان أشار قبل يومين إلى أن «القوة التنفيذية التابعة لـ(هيئة تحرير الشام)، داهمت منزلاً في بلدة سرمين شرق مدينة إدلب، واشتبكت مع 6 أشخاص من المطلوبين لديها بتهمة الانتماء إلى تنظيم (داعش) وزعزعة الأمن في مناطق نفوذها؛ ما أدى إلى مقتل أحدهم واعتقال الـ5 الآخرين».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».