بعد تحقيق فريقهم الكروي بطولة كأس الملك، وبلوغه منافسات دوري أبطال آسيا، يشعر مسؤولو نادي التعاون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ على المسار التصاعدي المميز لفريقهم، والسعي للمنافسة على بطولات أخرى، وهو ما يضعهم في مواجهة مع قضايا مستجدة لم تكن في الحسبان، أكثرها حساسية وأهمية قضيتا «عبد المجيد السواط» و«تاومبا» اللتان يخشى أن تلقيا بظلالهما السلبية على استعدادات الفريق لاستئناف دوري المحترفين السعودي فضلاً عن دوري أبطال آسيا.
ويعتبر فريق التعاون من أندية الوسط، وظل لسنوات طويلة يترنح بين دوري المحترفين والأولى إلا أنه نجح خلال السنوات الأخيرة في فرض نفسه كفريق متمكّن، وحقق نتائج تاريخية لم تقتصر على حصد بطولة كأس الملك من أمام فريق متمرس كالاتحاد فحسب، بل والمساهمة بشكل واضح في تحديد مسار دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين في نسخته الأخيرة، حينما تغلب على الهلال بخماسية أعادت الصدارة مجدداً للنصر الذي واصل حتى تحقيق اللقب الذي يفضل أنصاره أن يسموه «الاستثنائي». فيما جاء التعاون ثالثاً كأفضل مركز يحققه في بطولة الدوري.
هذه المنجزات الكبيرة للتعاون في السنوات الأخيرة، خصوصاً الموسم الماضي، جعلت هذا الفريق محط أنظار كثير من الأندية على المستوى المحلي والخارجي، حيث كانت البداية برحيل مدربه البرتغالي بيدرو إيمانويل لفريق الميريا الإسباني، فيما لم يطُل الوقت حتى رحل نجم الفريق مد الله العليان للهلال، في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع دخوله فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده الاحترافي.
ولم يتوقف الأمر عند رحيل العليان، بل لحقه زميله عبد المجيد السواط بالتوقيع للاتحاد، فيما كانت الخسارة الأكبر للتعاونيين هي رفض اللاعب الكاميروني ليندر تاومبا البقاء لفترة مقبلة، وهو الهداف البارز وأحد أهم عناصر المنجزات التي تحققت لـ«سكري القصيم»، كما يحلو لأنصاره تسميته.
هذه المصاعب التي تواجه إدارة التعاون جعلت أنصار التعاون يخشون كثيراً على فريقهم أن يتراجع بشكل تدريجي، كما حصل مع فريق الفتح الذي كان قد حصد بطولة الدوري والسوبر السعودي منذ نحو 8 سنوات إلا أنه بدأ في التراجع التدريجي في النتائج حتى بات في مهدداً بالهبوط لدوري الدرجة الأولى في عدة نسخ، من بينها النسخة الحالية.
وعلى الصعيد المحلي، يدرك الجميع أنه من الصعوبة لأي فريق كان أن يحافظ على المكتسبات التي حققها طويلاً، خصوصاً إن لم يكن من الفرق التي تلقى دعماً كبيراً من الأعضاء الذهبيين، أو كما يُعرف سابقاً «أعضاء الشرف»، حيث تختلف إمكانيات كل نادٍ عن الآخر من الجانب المادي، وهذا ما يجعل نجوم الأندية التي تحقق منجزات تاريخية تبحث عن استغلال المجد التي هي عليه للانتقال إلى أندية ذات إرث وحاضر كبير من حيث البطولات والمنجزات، وكذلك من أجل تحقيق مكاسب مالية من نظام الاحتراف.
ومن المؤكد أن بروز أندية مصنّفة كفرق وسط أو أقل ومنافستها الأندية الكبيرة على البطولات يخلق الكثير من الإيجابيات قياساً بالوضع الذي ساد طويلاً بكون الأندية الأكثر قدرة مالية هي التي تحتكر البطولات، إلا أن هذه التوازنات غير مريحة خصوصاً للأندية التي تلقى دعماً كبيراً وتريد أن تنافس على كل البطولات.
على صعيد النتائج فإن فريق التعاون لم يقدم مستويات لافتة في دوري هذا الموسم سوى في مباريات معدودة، وإن كان مركزه الحالي جيداً حيث لا يزال قريباً من المركز الرابع في جدول الترتيب، حيث إن الفارق بينه وبين الأهلي 5 نقاط فقط، إلا أن هناك تخوفاً من حصول تراجع إضافي للفريق مع طفو مشكلات جديدة على السطح تتعلق باللاعبين عبد المجيد السواط وتاومبا، وهذا ما جعل إدارة النادي تصدر بياناً رسمياً بشأن انتظام اللاعب السواط تحديداً لمعسكر الاتحاد الحالي دون الالتزام مع نادي التعاون بإكمال العقد.
كما أن رفض اللاعب توامبا كل الحلول المطروحة من أجل تفعيل بند تمديد عقده قد يكون له أثر سلبي على وضع الفريق الطموح.
على الصعيد القاري يقدم فريق التعاون مستويات فنية عالية، ويتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا بعد الفوز على الشارقة الإماراتي والدحيل القطري، بينما تنتظره منافسات أكثر حدة في هذه البطولة مع قرار الاستئناف لها بنظام المجموعات في سبتمبر (أيلول) المقبل، وتحديداً بعد نهاية منافسات الدوري المحلي.
ويسعى فريق التعاون إلى العبور للدور الثاني في البطولة الآسيوية من خلال إكمال مساره الإيجابي في بقية المباريات، رغم أنه سيعاني من ضغط مباريات الدوري المحلي أولاً قبل الانتقال لخوض بقية المباريات في البطولة القارية خلال فترة زمنية يخوض من خلالها أربع مباريات.
وفي حال نجاح التعاون في العبور للدور الثاني في البطولة الآسيوية فسيمثل ذلك منجزاً تاريخياً يضاف إلى منجزاته السابقة التي تحققت.
أما على الصعيد المحلي فمع فرص التقدم للأمام في جدول ترتيب الدوري فإن الفريق خرج من بطولة كأس الملك التي يحمل لقبها من أمام فريق أبها العائد حديثاً لدوري المحترفين، حيث مثَّل خروجه واحدة من كبرى مفاجآت منافسات هذا الموسم، خصوصاً أن الفوز تحقق في الدور ربع النهائي.
ويبدو أنه على المدرب البرتغالي فيتور كامبيلوس عمل الكثير خلال الفترة المقبلة من خلال تجهيز صف ثانٍ قوي قادر على تعويض أي لاعب يتعرض للإصابة أو أي ظرف آخر، في ظل ضغط المنافسات وفقدان عدد من النجوم المؤثرين.
وكان نائب رئيس نادي التعاون علي الشايعي قد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن فريقه يعيش حالة من الاستقرار بعد أن سددت الإدارة جميع المستحقات المالية المتأخرة، كما أنها مددت عقد اللاعب البرتغالي ريكاردو ماتشادو لموسمين بدعم من المجلس التنفيذي وإدارة النادي مبدياً تفاؤله الكبير بالمرحلة المقبلة.
بقيت الإشارة إلى أن فريق التعاون خاض أولى مبارياته الودية ضد الهلال وخسرها بهدف على أن يلعب 3 مباريات ودية إضافية أمام الفيحاء والحزم والجبلين، بعد أن ألغى المعسكر الإعدادي خارج القصيم، إلا أنه تم إلغاؤه لتكون التدريبات على ملعب النادي قبل استئناف المنافسات لبطولة الدوري في الرابع مع أغسطس (آب) المقبل حيث سيخوض الفريق أولى مبارياته ضد الفيصلي في المجمعة.
سيناريو «النموذجي» يقض مضاجع التعاونيين
بطل «كأس الملك» يصطدم بقضيتي السواط وتاومبا قبل استئناف دوري المحترفين
سيناريو «النموذجي» يقض مضاجع التعاونيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة