زيدان: الفوز بعد معاناة يجعلنا نشعر بقيمة الأمور الجيدة

قد يرى الكثيرون أن فريقاً بحجم ريال مدريد لا يجب أن يعاني قبل مرحلتين على ختام موسم يسير فيه نحو إحراز لقب الدوري الإسباني لكرة القدم، أمام منافس من طينة غرناطة، لكن مدربه الفرنسي زين الدين زيدان كانت له نظرة مختلفة بعد انتصار صعب (2 - 1)، معتبراً المعاناة طريقاً «لتحقيق أمور جيدة وعرفنا كيف نعاني».
وبات ريال على بعد فوز واحد من إزاحة غريمه برشلونة عن عرش الدوري الإسباني، الذي تربع عليه في الموسمين الماضيين، بعدما حقق مساء أول من أمس فوزه التاسع توالياً منذ العودة من توقف لثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد.
ومن المؤكد أن فرحة التتويج الرابع والثلاثين للنادي الملكي ستكون ألذ طعماً لو تمكن ريال من الاحتفال به بحضور جمهوره الغفير، لكن لسوء الحظ حرمه فيروس «كوفيد - 19» من هذه الفرصة بعدما فرض إكمال الموسم خلف أبواب موصدة.
كما أن التتويج في حال حسم غداً، سيكون على ملعب «ألفريدو دي ستيفانو» عوضاً عن المعقل التاريخي «سانتياغو برنابيو»، بسبب أعمال الترميم والتجديدات حالياً في الأخير.
وبدا الفريق الملكي في طريقه لفوز كاسح على منافس خسر جميع مبارياته الـ13 السابقة أمام الريال في الدوري، باستثناء واحدة تعود إلى فبراير (شباط) 2012، وذلك بتقدمه بهدفين بنكهة فرنسية لفيرلان مندي وكريم بنزيمة بعد قرابة ربع ساعة على البداية.
لكن أداءه تراجع بعد ذلك، لا سيما في الشوط الثاني وسمح لمضيفه بالعودة إلى اللقاء، وتقليص الفارق، ووضع ضيفه العملاق تحت ضغط هائل في الدقائق الأخيرة، قبل أن ينجح الأخير في السير بالمباراة إلى بر الأمان، ما وضعه أمام فرصة حسم اللقب في حال فوزه على ضيفه فياريال غداً، بغض النظر عما سيحققه غريمه وملاحقه برشلونة.
ويدين ريال بحصوله على فرصة استعادة اللقب بشكل كبير إلى مدربه زيدان الذي كان آخر من يقود الفريق إلى التتويج في الدوري عام 2017، قبل أن يتركه في صيف 2018 بعد إنجاز تاريخي تمثل بالحصول على 3 ألقاب متتالية في دوري الأبطال.
وقال زيدان الذي عاد لاستلام قيادة نادي العاصمة في مارس (آذار) 2019، بعقد حتى 2022، بعد فشل جولن لوبيتيغي وخلفه الأرجنتيني سانتياغو سولاري في مهمتهما، «علينا أن نكون فخورين جداً بالفريق، لأنه ليس من السهل تحقيق 9 انتصارات في 9 مباريات متتالية».
وأضاف النجم الفرنسي: «قدمنا أداءً جيداً في الشوط الأول. كان استحواذنا على الكرة مذهلاً وسجلنا هدفين رائعين، لكن الشوط الثاني كان أسوأ وعانينا قليلاً لأننا واجهنا منافساً قوياً جداً». وأوضح: «لا بد من المعاناة لتحقيق أمور جيدة، لا بد أن أسلط الضوء على كيف تعلم اللاعبون من المعاناة، لأننا عرفنا كيف نصمد كفريق... أنا فخور باللاعبين لأنهم من يناضل وقد عرفوا كيف يقاتلون في الشوط الثاني، وهذا مهم جداً. بإمكاننا تسليط الضوء على الشوط الأول، لكني أركز على الشوط الثاني لأننا عرفنا كيف نصمد».
وعن تحقيق تسعة انتصارات متتالية منذ استئناف الموسم بعد أن حقق فوزاً وحيداً مقابل هزيمتين وتعادل في مبارياته الأربع التي سبقت التوقف، قال الفرنسي: «لا يمكننا طلب المزيد. كان فوزاً مستحقاً ونحن سعداء جداً... لدينا مباراتان أخريان، ولم نفز بأي شيء بعد. لقد حققنا ثلاث نقاط مهمة، لكننا سنلعب الخميس، وعلينا التعافي سريعاً. نتطلع للفوز بالليغا، وبكل شيء أمامنا، لقد اقتربنا من تحقيق غايتنا، لكننا لم نصل إلى الهدف بعد».
وما إن أعلن حكم اللقاء نهاية المباراة حتى أطلق زيدان صرخة كبيرة، وقد برر ذلك بأنه كان «سعيداً لأن كرة القدم جميلة جداً، والفوز بعد مباراة صعبة يكون له طعم خاص. المدرب يعاني أيضاً. عندما أرى اللاعبين يقاتلون، فإن صرخة كهذه أمر طبيعي لأنها ثلاث نقاط مهمة، وفي الليغا هذا يعني أن الفريق قدم أداءً رائعاً».
واستحق ريال أن يصل إلى الأمتار الأخيرة، وهو في هذا الموقع، إذ تألق في الخطوط الأمامية بتمتعه بثاني أفضل هجوم في الدوري خلف برشلونة (66 هدفاً مقابل 80)، وأفضل دفاع (تلقت شباكه 22 هدفاً فقط ولم تهتز في المباريات الخمس التي سبقت لقاء غرناطة).
كما تميز ريال هذا الموسم بتنوعه الهجومي، إذ إنه الفريق الوحيد في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى الذي سجل له 21 لاعباً مختلفاً هذا الموسم، في مقدمهم بنزيمة الذي ما زال يملك فرصة إزاحة نجم برشلونة وقائده ليونيل ميسي عن عرش ترتيب الهدافين في المباراتين الأخيرتين (19 للفرنسي مقابل 22 لأفضل لاعب في العالم).
ويبقى الأهم بالنسبة لزيدان بعد أن يسدل الستار على معركة لقب «لا ليغا» مع برشلونة، أن يتمكن فريقه من قلب الخسارة التي تلقاها في ذهاب ثمن النهائي على أرضه أمام مانشستر سيتي الإنجليزي (1 - 2) حين يحل ضيفاً على الأخير في السابع من أغسطس (آب) من أجل مواصلة الحلم بإحراز لقبه الرابع في المسابقة كمدرب للنادي الملكي.