جهود سعودية لمنع «اندثار» حرف تراثية بزلزال «كورونا»

تبذل جهات سعودية جهوداً كبيرة للحفاظ على بقاء الحِرف التراثية، وتوفير الدعم للحرفيين لإنقاذهم من شبح الاندثار وتداعيات فيروس «كورونا» المستجد.
ويوضح عبد الرحمن العيدان، مدير عام «الجمعية السعودية للمحافظة على التراث» (نحن تراثنا)، أنّ جمعيته أطلقت مؤخراً مبادرة «لا توقف»، لدعم الحرفيين والمهتمين بالتراث خلال فترة توقفهم عن العمل بسبب جائحة «كورونا»، وهي مبادرة استفاد منها حتى الآن 100 حرفي من مختلف مناطق البلاد.
وتابع العيدان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنّه يجري تنفيذ المرحلة الثانية، وتشمل 150 مستفيداً، وسيصل مجموع المستفيدين بعد المرحلة الثالثة إلى 311 مستفيداً في كافة مناطق السعودية.
وأشار إلى أنّ نوعية الحرف المدعومة، هي: السدو، والفخار، والخوصيات، والخشبيات، والبشت، والتطريز، والحفر على الجبس، والقط العسيري.
وفي خطوة أخرى للحفاظ على الحرف التقليدية والتراثية، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بالشراكة مع مؤسسة «تركواز ماونتن» غير الربحية للحفاظ على الحرف التراثية، عن تنظيم عدة دورات في أربعة مجالات، وهي: صناعة الخوص (الخواصة التقليدية)، والسيراميك (الفخار التقليدي)، والمجوهرات التقليدية، وفنون القماش. وانطلقت الورش التدريبية بداية من شهر يوليو (تموز) الحالي، لتستمر حتى شهر يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.
وتهدف الورش التدريبية إلى مساعدة الحرفيين في الحصول على دخل دائم ومستقل، وإنتاج مشغولات حرفية مميزة، تعكس عراقة تراث وثقافة العلا، وذلك لتسويقها في الأسواق المحلية والعالمية، وتطوير المهارات الحرفية للمتدربين لإنتاج مشغولات فنية عالية الجودة تحتفي بالثقافة الثرية لمحافظة العلا.
جدير بالذكر أن عدد الحرفيين المسجلين في السعودية يبلغ 4667 حرفياً وحرفية، حسب ما يظهر تقرير سابق للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع»، وتصدرت منطقة مكة المكرمة مناطق البلاد من حيث عدد الحرفيين المسجلين، حيث بلغ عددهم 1077 حرفية وحرفياً، تليها المنطقة الشرقية بعدد 647 حرفية وحرفياً، وتليها منطقة الرياض بعدد 603 حرفيين وحرفيات. وقد ركزت «رؤية السعودية 2030» على الأهمية الاستراتيجية للتراث الثقافي السعودي والإسلامي والعربي، وبرنامج «بارع» يعمل على تعزيز هذه الاستراتيجية من خلال تطوير الحرفيين، والوصول بالمنتجات الحرفية للعالمية.