العراق يطلب دعم ألمانيا لرفعه من قائمة «تمويل الإرهاب»

العراق يطلب دعم ألمانيا لرفعه من قائمة «تمويل الإرهاب»
TT

العراق يطلب دعم ألمانيا لرفعه من قائمة «تمويل الإرهاب»

العراق يطلب دعم ألمانيا لرفعه من قائمة «تمويل الإرهاب»

دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ألمانيا إلى تكثيف جهودها لرفع اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر في غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأفاد بيان للخارجية العراقية أمس (الأحد) أن حسين قال خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الألماني هايكو ماس: «نحرص على تعزيز سبل التعاون الثنائي مع برلين في شتى المجالات». وأضاف أن «أبواب السوق العراقية مفتوحة للشركات الألمانية لما لها من تأريخ طويل في العمل بالعراق، وستعمل الوزارة بقدر تعلق الأمر بها على التواصل مع الجهات والوزارات المعنية لمعالجة ما تتعرض شركة سيمنز من صعوبات».
ودعا ألمانيا إلى استخدام «ثقلها السياسي والاقتصادي مع الدول الإقليمية لمنع التدخل في شؤون العراق الداخلية».
وقال حسين إن «سياسة العراق الخارجية الجديدة تعتمد على مُعادَلة إيجاد علاقات مُتوازِنة مع جميع دول الجوار قائمة على مبدأ حُسن الجوار، وتحقيق المصالح المُشترَكة، وحل المشاكل بالطرق السلمية، وإبعاد العراق وشعبه عن التوترات الدولية والإقليمية». وأكد أن «الوضع الأمني والسياسي المعقد والقتال في سوريا يُؤثر سلباً في الوضع الأمني العراقي».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني أنه سيترأس الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل، وسيُسخّر جُهده في معالجة، مسألة قائمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بناءً على طلب العراق.وأضاف أن ألمانيا عضو في التحالف الدولي في محاربة «داعش»، ومُستعِدّة للاستمرار في الدعم في هذا المجال لأن تنظيم «داعش» الإرهابي خطر على الجميع. وأعرب عن «رغبة الشركات الألمانية الشديدة في العمل بالعراق». وقال ماس إن «سياسة العراق في إقامة علاقته تُمثّل المسار الصحيح للعلاقات مع الدول الإقليمية»، مؤكداً أن ألمانيا ستعمل بقوة لحماية السيادة العراقية، واستمرار دعم ألمانيا للعراق في شتى المجالات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.