محكمة مصرية تحيل أربعة من قيادات الإخوان إلى المفتي في قضية «مكتب الإرشاد»

الحكم النهائي في 28 فبراير

محكمة مصرية تحيل أربعة  من قيادات الإخوان إلى المفتي  في قضية «مكتب الإرشاد»
TT

محكمة مصرية تحيل أربعة من قيادات الإخوان إلى المفتي في قضية «مكتب الإرشاد»

محكمة مصرية تحيل أربعة  من قيادات الإخوان إلى المفتي  في قضية «مكتب الإرشاد»

أحالت محكمة مصرية أمس أوراق 4 من قيادات جماعة الإخوان إلى مفتي مصر للإدلاء برأيه الاستشاري تمهيدا للنطق بإعدامهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مكتب الإرشاد»، والمتهم فيها 17 من قيادات الجماعة بينهم مرشدها محمد بديع ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي والمرشد السابق للجماعة مهدي عاكف.
وقررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار معتز خفاجي، إحالة أوراق المتهمين الأربعة إلى المفتي على خلفية اتهامهم بالقتل العمد والتحريض عليه ضد المتظاهرين السلميين أمام مقر مكتب إرشاد التنظيم بضاحية المقطم إبان أحداث تظاهرات ثورة 30 يونيو (حزيران). كما حددت المحكمة جلسة 28 فبراير (شباط) المقبل للنطق بالحكم على المتهمين جميعا، الذين أحيلوا للمفتي والذين لم يصدر أي قرار في جلسة أمس بشأنهم.
والمتهمون الذين أحيلت أوراقهم للمفتي لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم هم: عبد الرحيم محمد عبد الرحيم ومصطفى عبد العظيم البشلاوي ومحمد عبد العظيم البشلاوي وعاطف عبد الجليل السمري، وذلك بإجماع آراء أعضاء هيئة المحكمة.
وتضم القضية 13 متهما آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، ينتظرون الحكم في الجلسة المقبلة، وهم: محمد بديع، المرشد العام لتنظيم الإخوان، ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، ومحمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب المنحل، ومحمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لتنظيم الإخوان، وأسامة ياسين وزير الشباب السابق، ومحمد البلتاجي عضو مجلس الشعب السابق، وعصام العريان عضو مجلس الشورى السابق، بالإضافة إلى كل من أيمن هدهد مستشار رئيس الجمهورية الأسبق، وأحمد شوشة وحسام أبو بكر الصديق ومحمود الزناتي ورضا فهمي.
وكان المستشار طارق أبو زيد المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية قد أحال 6 من المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، ونسبت النيابة العامة إلى 3 منهم (مصطفى ومحمد البشلاوي وعاطف السمري) أنهم قتلوا عددا من المواطنين عمدا مع سبق الإصرار، والشروع في قتل آخرين، وحيازتهم لمفرقعات عبارة عن قنبلة هجومية عسكرية، وأسلحة نارية (بنادق آلية وخرطوش).
وكشفت النيابة العامة في تحقيقاتها عن توافر الأدلة على ارتكاب المتهمين الـ3 الأول لجرائم القتل والشروع في قتل بعض المواطنين من المتظاهرين السلميين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وحيازة مفرقعات وأسلحة نارية آلية وبنادق خرطوش وذخائر، بقصد استعمالها في أنشطة تخل بالأمن العام والمساس بالسلام الاجتماعي.
كما أثبتت التحقيقات اشتراك بديع والشاطر والبيومي في ارتكاب تلك الجرائم، عن طريق الاتفاق مع المتهمين الـ3 الأول على الحضور داخل مقر مكتب الإرشاد، وإطلاق النار على من يتظاهر أمام المبنى، وذلك مقابل مبالغ مالية، وساعدوهم على ارتكاب تلك الجرائم بأن أمدوهم بالأسلحة والذخائر والمفرقعات.
واستكملت النيابة تحقيقاتها وأحالت الأعضاء والقيادات الأخرى بالإخوان للمحاكمة الجنائية عن ذات القضية، حيث أسندت إليهم النيابة تهم التحريض على القتل والشروع في القتل تنفيذا لغرض إرهابي، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة بواسطة الغير، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف.
وعلى صعيد ذي صلة، أجلت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات المنصورة المنعقدة أمس جلسة محاكمة 24 شخصا من أنصار جماعة الإخوان لاتهامهم بقتل رقيب شرطة واستهداف رجال الجيش والشرطة بالمنصورة إلى جلسه 6 يناير (كانون الثاني) المقبل، لصدور تقرير الطب الشرعي وسماع أقوال شهود الإثبات والنفي.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على المتهمين داخل إحدى الشقق السكنية بالمنصورة وعثر بحوزتهم على كميات كبيرة من السوائل التي تستخدم في تصنيع المتفجرات وعدد من الأسلحة وخرائط لمواقع ومنشآت حيوية بالدقهلية.
ووجهت لهم النيابة تهم الانضمام إلى جماعة إرهابية تدعو لتكفير الحاكم وارتكاب أعمال إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة وقتل رقيب شرطة بمديرية أمن الدقهلية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.