«الملتقى الدولي للفوتوغرافيا» يحتفي بالفنون التراثية

بمشاركة 50 فناناً عربياً وأجنبياً

TT

«الملتقى الدولي للفوتوغرافيا» يحتفي بالفنون التراثية

مساحة واسعة من الجذور المشتركة للشعوب تجسدها الحرف اليدوية التقليدية عبر العصور، إلا أنها في الوقت نفسه تتنوع باختلاف البيئات المحلية؛ وهو ما يعزز من هذا الموروث الفني العريق ويمنحه رقعة كبيرة من الثراء والتعددية؛ ولحفظها من الاندثار عبر الفنون المرئية أطلقت المنصة الثقافية المصرية الإلكترونية «ألبوم الوطن» النسخة الأولى من «الملتقى الدولي الأول للتصوير الفوتوغرافي» تحت عنوان «الحرف والمهن الشعبية والتقليدية» والمستمر حتى نهاية يوليو (تموز) الجاري.
وعبر نحو 400 صورة فوتوغرافية التقطها أكثر من 50 فناناً للحرفيين في بلادهم يغوص الجمهور في الحضارات المختلفة التي مر بها البشر على مر العهود، ويزيد من أهمية الملتقى أن هذه المشاركة العربية والدولية الواسعة تضم أسماءً بارزة في الفوتوغرافيا يعرف عنها شغفها الشديد بالفنون التقليدية، إضافة إلى مفاجأة الملتقى وهي مشاركة «مركز التراث العربي بمعهد الشارقة للتراث» الذي يرعى الملتقى ويقدم مجموعة من الصور النادرة.
ويعرض الملتقى سرداً بصرياً تفصيلياً للحرف اليدوية والفنون التراثية في أنحاء متفرقة من العالم، ويعمل على توثيقها عبر فنون مرئية مغايرة حفاظاً عليها من الاندثار، وفق مؤسس الملتقى الإعلامي الفوتوغرافي أحمد راضي الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن الملتقى يبدأ بتقديم صور كل فنان بشكل ثابت ليتبع ذلك فيديو للأعمال تصاحبه موسيقى تراثية من الدولة التي يمثلها، تتوافق مع أجواء الحرف التي يجسدها هذا الفنان في أعماله، ليصل للمشاهد خصوصية ثقافة البيئة التي أنتجت هذه الحرف، ويصبح قادراً على التفاعل معها، كما لو أنه قد سافر وشاهدها عن قرب».
وتهدف هذه الفاعلية إلى مد جسور التواصل والحوار بين الشعوب المختلفة، وفي نفس الوقت تسلط الأضواء على الحرف والمهن التراثية، بجانب محاولة الارتقاء بالذوق العام عبر الاحتفاء بأعمال أصيلة نابعة من روح الأوطان.
ويمكن للمشاهد من خلال صور الفنان معتز الصاوي أن يشد الرحال إلى أماكن سياحية بامتياز في مصر ومنها واحة سيوة أو الواحات الخارجة ليلتقي بـ«أم جنى» تلك السيدة البدوية الشهيرة بمنتجاتها التراثية، أو يتجه معه إلى أحد الأحياء الشعبية القديمة ليلتقي وجهاً لوجه مع أحد الخياطين الذين قام بتصويرهم في مجموعة من الصور المتميزة ليصدق على المقولة المعروفة «الخياطون يأكلون بأعماق عيونهم» في إشارة إلى أن كسب رزقهم يتطلب التدقيق الشديد أثناء العمل.
ويقول الصاوي لـ«الشرق الأوسط»: «تبادلت الخبرات مع فنانين من ثقافات مختلفة، عبر الملتقى الذي أتاح لي أيضا التعرف على حرف وأمكنة لم أزرها من قبل حتى داخل مصر».
بينما يصحبنا الفنان أحمد منصور إلى قرية «غريس» المصرية لنشاهد الفخاريين أثناء عملهم ورصهم للقطع الفنية بجوار بعضها البعض بحرفية شديدة، أو نتجه معه إلى البحر لنشاهد الصيادين وهم يصطادون بالطريقة التقليدية القديمة التي يرمون فيها الشبكة وسط الماء، ومن ثم إلى «الفراهدة» تلك المنطقة المتخصصة في سباكة المعادن وصبها وتشكيلها لأغراض فنية وصناعية، كما يكشف مجموعة صوره داخل «مصبغة عم سلامة» التي التقطها من زاوية علوية من فتحة بسقف المصبغة.
وتبدع الفنانة دنيا كامل في تقديم لقطات لأصحاب المهن اليدوية بحرفية عالية تبرز إلى أي مدى تمثل هذه الفنون بالنسبة لأصحابها الحياة نفسها وتاريخ الأجداد وليست مجرد مصدر رزق، فتارة تستخدم الألوان لإبراز التفاصيل الدقيقة وروعة الإبداع الحرفي في الأعمال، كما في صورة الخيوط الملونة بالمصبغة، وتارة تقدم لنا صوراً بالأبيض والأسود لتؤكد على عراقة الفنون المصرية كما في صورة «عجوز تجدل الشبكة»، بينما نجحت في صورة «طارق النحاس» في حي الغورية العتيق بالقاهرة في تسليط الضوء على المهارة اليدوية التي لا تعوض عبر تركيزها على حركة يد الحرفي في لقطة اعتمدت فيها الأبيض والأسود، ومتعمدة مرة أخرى لتجذب انتباه المتلقي كلية إلى هذه «الأيدي النادرة والمهددة بالاندثار» على حد تعبير دنيا.
ومن خلال أعمال الفنان المغربي جمال الشرقاوي نشعر بعراقة فن الغزل على النول التقليدي في مجموعة من الصور تعد أقرب إلى اللوحات التشكيلية الدرامية منها إلى الفوتوغرافيا حيث نرى في بعضها اليد العاملة هي محور الحدث، بينما يطل علينا شخوصاً في أعمال أخرى من خلف الخيوط كما لو كانت تعزف على آلة موسيقية وترية سيمفونية الأصالة والخلود، بينما نستغرق ونتجول عبر الصور النادرة لـ«مركز التراث العربي» بالشارقة بين أرجاء التاريخ الفني للحرفيين بها وأصحاب المهن الأصيلة مثل الصيد وصناعة الشباك، وتذهل الفنانة نداء حافظ من سلطنة عمان المشاهد بمجموعة صور توثق لحرف يدوية: «ترفض الاندثار وتعبر عن زخم البيئة في السلطنة» على حد تعبيرها، ومن المشاركات التي تحمل دلالات رمزية وملامح واضحة في آن واحد للبيئة العربية، أعمال الفنان العراقي المعروف ذياب الخزاعي ومن أبرز ما قدمه صورة مؤثرة لسيدة عجوز تبيع الفاكهة والخضراوات كمهنة شعبية تعمل بها الكثير من السيدات في المنطقة العربية، كما يقدم لنا «الترزي» داخل متجره في محاكاة للواقع، فيما تحمل أعمال السينمائي الجزائري بعجي عبد الرازق أبعاداً درامية لحياة الحرفيين، وتعكس أعمال المصور السوداني ماك خوجلي أثر تفاعل الإنسان مع البيئة على ما ينتجه من حرف يدوية. وتعكس الصور التي التقطتها الفنانة الأميركية دومنيك إليس التلخيص والتجريد في العمل اليدوي في بلادها.



الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات تطور مركبة هبوط لاستكشاف كويكب «جوستيشيا»

الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي وزير الدفاع والدكتور أحمد الفلاسي وزير الرياضة رئيس وكالة الإمارات للفضاء وفيصل البناي مستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة ممثل معهد الابتكار التكنولوجي خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أُعلن في الإمارات توقيع اتفاقية تطوير مركبة الهبوط لمهمة استكشاف حزام الكويكبات، حيث تأتي هذه المهمة لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مساعي البلاد إلى جمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في الحزام الرئيسي.

وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، أن اتفاق تطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات يعدّ ثمرة تعاون استثنائي بين المؤسسات الوطنية، ويعكس فلسفة البلاد في تحويل التحديات إلى فرص لبناء مستقبل مشرق تقوده المعرفة.

وقال خلال حضوره توقيع الاتفاقية: «مسيرة الإمارات في استكشاف الفضاء تُعدّ تجسيداً لرؤية قيادتنا لجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وشريكاً رائداً في قطاع الفضاء. الإنجازات المتتالية التي نحققها في قطاع الفضاء، تعكس طموحنا اللامحدود نحو تعزيز تنافسية الدولة عبر خطوات رائدة تجمع بين الرؤية الوثابة للمستقبل والابتكار العلمي».

وأضاف: «إننا اليوم نضع بصمةً إماراتيةً خالصةً في رحلة استكشاف الفضاء، ونؤكد التزامنا بمواصلة دعم العقول الإماراتية الواعدة، وتحفيز القطاع الخاص ليكون شريكاً استراتيجياً في مشروعاتنا المستقبلية، بما يُجسِّد طموحاتنا الكبيرة في تحويل أحلامنا إلى إنجازات تُسهم في تقدم البشرية، ونؤمن بأن هذا الإنجاز الجديد سيُلهِم أجيال المستقبل في الإمارات للوصول بها إلى قمم تنافسية جديدة».

وكانت «وكالة الإمارات للفضاء» قد اختارت «معهد الابتكار التكنولوجي (TII)» لتنفيذ وتطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا»، التي ستقلّها مركبة «المستكشف محمد بن راشد» الخاصة بمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.

وقالت: «هذه الاتفاقية تتماشى مع استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء لتمكين الشركات الخاصة والناشئة، وفتح آفاق اقتصادية واسعة من خلال خلق مجالات جديدة للشركات الإماراتية والدولية العاملة في الدولة؛ وذلك ضمن خطتها لتخصيص 50 في المائة من مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لصالح شركات القطاع الخاص».

وسيتولى «معهد الابتكار التكنولوجي» الإشراف على مراحل تصميم وتطوير واختبار مركبة الهبوط، مع توزيع المهام على الشركات الناشئة المشارِكة وفقاً للأهداف الاستراتيجية للمشروع. وسيتم تطوير المركبة داخل دولة الإمارات بمساهمة مؤسسات أكاديمية، وعدد من الشركات الناشئة في القطاع الخاص.

يذكر أن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمتد على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتصميم وتطوير المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي مع إنزال مركبة هبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا».