محتجون يقتحمون البرلمان الصربي... واعتقال العشرات

الآلاف تظاهروا لليوم الرابع رفضاً لتعامل الحكومة مع أزمة «كورونا»

محتجون يطلقون ألعاباً نارية على شرطة مكافحة الشغب أمام مبنى البرلمان في بلغراد (رويترز)
محتجون يطلقون ألعاباً نارية على شرطة مكافحة الشغب أمام مبنى البرلمان في بلغراد (رويترز)
TT

محتجون يقتحمون البرلمان الصربي... واعتقال العشرات

محتجون يطلقون ألعاباً نارية على شرطة مكافحة الشغب أمام مبنى البرلمان في بلغراد (رويترز)
محتجون يطلقون ألعاباً نارية على شرطة مكافحة الشغب أمام مبنى البرلمان في بلغراد (رويترز)

نجحت مجموعة من المتظاهرين في اجتياز السياج الحديدي أمام مبنى البرلمان الصربي، وتمكّنت من اقتحام المبنى، مساء أمس الجمعة، وفق وكالة الأنباء الألمانية. واعتقلت الشرطة عشرات الأشخاص بعدما اشتبكت هذه المجموعة التي هاجمت كثيراً من الصحافيين وأي شخص يصور المشهد.
ووقعت الاشتباكات عندما قامت مجموعة من الشباب، وهم يهتفون بشعارات وطنية، بتجاوز المتظاهرين الذين يعارضون العنف، وأبعدوا الحواجز المعدنية وعبروا الباب الأمامي غير المحمي لمبنى البرلمان في بلغراد.
وقامت الشرطة المنتشرة داخل مبنى البرلمان بدفعهم للخلف، وأقامت طوقاً حول الرصيف الصغير في الأمام. ثم تحملت نحو نصف ساعة من القصف من المهاجمين الذين ألقوا عليهم الزجاجات والمشاعل والحجارة.
وحمل بعض المتظاهرين ألواحاً كبيرة من الخرسانة من أماكن أخرى وألقوها على الشرطة. ولم تطلق الشرطة في البداية أي قنابل غاز مسيل للدموع في أي مكان خارج المبنى. لكنهم استخدموا الغاز المسيل للدموع والهراوات في النهاية لوضع حد للعنف الذي بدأته مجموعة من الشباب وصفت بـ«القوميين» أو «المشاغبين».

واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 70 شخصاً متورطين في أعمال العنف، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية. وذكرت صحيفة «بليتش» المحلية أن عدة أشخاص أُصيبوا. وظلّت المظاهرة الرئيسية سلمية حتى نهايتها.
وتظاهر آلاف الأشخاص الجمعة لليوم الرابع على التوالي في عدد من المدن الصربية احتجاجاً على طريقة معالجة الحكومة لأزمة «كورونا». وذكر «وكالة الصحافة الفرنسية» أن بعض المتظاهرين رشقوا رجال الشرطة بالحجارة أمام مبنى البرلمان في بلغراد، بينما أطلق آخرون أسهماً نارية ورددوا شعارات قومية.
وجاءت هذه الاحتجاجات بينما أعلنت هذه الدولة الواقعة في البلقان عن عدد قياسي من الوفيات بوباء «كوفيد - 19». وقالت رئيسة الوزراء الصربية أنا بيرنابيتش الجمعة إن 18 شخصاً تُوفوا وسجلت 386 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية، فيما وصفته بـ«ارتفاع كبير».
وأدانت رئيسة الوزراء المحتجين الذين وصفتهم بـ«غير المسؤولين». وقالت: «إذا نظرنا إلى المظاهرات فلن نجد سلوكاً ينمّ عن لا مسؤولية أكثر منها حالياً». وأضافت: «سنرى النتيجة خلال ثلاثة أو أربعة أيام»، داعية إلى «احترام الإجراءات» المفروضة لمنع انتشار الفيروس.\

وينتقد المحتجون الرئيس ألكسندر فوتشيتش الذي يعتبرون أنه سهّل انتشار الوباء مجدداً بتخفيفه إجراءات الحجر الأولى لإجراء انتخابات في 21 يونيو (حزيران) فاز فيها الحزب التقدمي الصربي الذي يقوده، بأغلبية واسعة.
ونظمت المظاهرة الأولى بعد إعلان الرئيس الصربي فرض منع التجول من جديد في نهاية الأسبوع للحد من موجة ثانية من انتشار فيروس «كورونا المستجد»، بعدما تدفق المصابون على مستشفيات بلغراد. وتراجع فوتشيتش عن خطته لكن الاحتجاجات تواصلت وتحولت إلى حملة ضد إدارته للأزمة الصحية.
وتراجعت الحكومة الخميس عن فرض منع التجول، وأعلنت فرض قيود على التجمعات العامة التي بات يُفترض ألا يتجاوز عدد المشاركين فيها العشرة أشخاص.
وسجلت الموجة الجديدة من الإصابات بعد السماح بإقامة عدد من المباريات الرياضية بحد أدنى من التباعد الاجتماعي.
وحتى الجمعة، بلغ عدد المصابين بفيروس «كورونا المستجد» في صربيا 18 ألفاً، وعدد الوفيات 370.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».