«من أين سنأتي بالأرز والسكر؟»... قلق بسوريا بعد محاولة روسيا خفض المساعدات

طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)
طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)
TT

«من أين سنأتي بالأرز والسكر؟»... قلق بسوريا بعد محاولة روسيا خفض المساعدات

طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)
طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)

أعرب نازحون سوريون يعتاشون على المساعدات الإنسانية عن قلقهم أمس (الخميس) بعدما حاولت روسيا، حليفة نظام الرئيس بشار الأسد، خفض المساعدات الدولية التي تصل عبر الحدود التركية إلى أكثر من مليوني شخص يقيمون في شمال غربي سوريا الغارقة في الحرب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وفشلت روسيا الأربعاء في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرمي لخفض المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتحدة عبر الحدود، بعدما صوّتت غالبية أعضاء المجلس ضد النص.
وكانت روسيا والصين استخدمتا الثلاثاء حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار ألماني - بلجيكي ينصّ على تمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام واحد عبر معبري باب السلام وباب الهوى الحدوديين مع تركيا.
والأربعاء، طرحت روسيا على التصويت مشروع قرار مضاداً ينصّ على وقف إرسال المساعدات عبر باب السلام والإبقاء على معبر باب الهوى فقط ولمدة ستة أشهر فحسب، لكن مجلس الأمن صوّت ضد مشروع القرار.
لكن ما يثير قلق النازحين هو أن اليوم (الجمعة) هو تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الأممية المتّبعة لإيصال المساعدات. ووفقاً للأمم المتحدة يعتمد نحو 2.8 مليون شخص على هذه المساعدات في شمال غربي سوريا، بما في ذلك في آخر معقل رئيسي للمعارضة في إدلب.
وفي المخيّم الأزرق الواقع شمال مدينة إدلب، يقول النازح أبو سالم (48 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال «هناك أناس محتاجون. لقد تركوا خلفهم بيوتهم، تركوا خلفهم كل شيء... هم يقيمون في خيمة من نايلون، بلا مروحة وبلا أي شيء».
ويضيف وقد وقف قرب خيمة بلاستيكية زرقاء «لأي سبب سيوقفون المساعدات الإغاثية؟ من أين سنأتي غداً بكيلو أرز أو بكيلو سكّر؟».
أما النازح إبراهيم حصرم (24 عاماً) فلم يبدِ استغرابه لموقف موسكو في مجلس الأمن الدولي، ولا سيما أن الطيران الحربي الروسي يساند منذ سنوات كثيرة قوات النظام في حربها ضدّ الفصائل المعارضة بما في ذلك في إدلب.
ويقول هذا الأب لطفلين، إن «الروس هجّرونا من بيوتنا وقصفونا وقتلونا». ويضيف «الآن هم يلحقون بالإغاثات والمساعدات التي تصلنا».
من جهتها، تشدّد شيرين تادرس، المسؤولة في منظمة العفو الدولية على أن هذه المساعدات الإنسانية «حيوية» للمحتاجين إليها.
وتقول إن هذه المساعدات تشكّل «بالنسبة لملايين السوريين الفرق بين تناول الطعام والموت من الجوع».
وأسفرت الحرب المستمرة في سوريا منذ 2011 عن سقوط أكثر من 380 ألف قتيل وتهجير الملايين من ديارهم داخل البلاد وخارجها.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».