«من أين سنأتي بالأرز والسكر؟»... قلق بسوريا بعد محاولة روسيا خفض المساعدات

طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)
طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)
TT
20

«من أين سنأتي بالأرز والسكر؟»... قلق بسوريا بعد محاولة روسيا خفض المساعدات

طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)
طفل سوري نازح يجلس إلى جانب حزمة من المساعدات الإنسانية في مخيم على الحدود التركية (أ.ف.ب)

أعرب نازحون سوريون يعتاشون على المساعدات الإنسانية عن قلقهم أمس (الخميس) بعدما حاولت روسيا، حليفة نظام الرئيس بشار الأسد، خفض المساعدات الدولية التي تصل عبر الحدود التركية إلى أكثر من مليوني شخص يقيمون في شمال غربي سوريا الغارقة في الحرب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وفشلت روسيا الأربعاء في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرمي لخفض المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتحدة عبر الحدود، بعدما صوّتت غالبية أعضاء المجلس ضد النص.
وكانت روسيا والصين استخدمتا الثلاثاء حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار ألماني - بلجيكي ينصّ على تمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام واحد عبر معبري باب السلام وباب الهوى الحدوديين مع تركيا.
والأربعاء، طرحت روسيا على التصويت مشروع قرار مضاداً ينصّ على وقف إرسال المساعدات عبر باب السلام والإبقاء على معبر باب الهوى فقط ولمدة ستة أشهر فحسب، لكن مجلس الأمن صوّت ضد مشروع القرار.
لكن ما يثير قلق النازحين هو أن اليوم (الجمعة) هو تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الأممية المتّبعة لإيصال المساعدات. ووفقاً للأمم المتحدة يعتمد نحو 2.8 مليون شخص على هذه المساعدات في شمال غربي سوريا، بما في ذلك في آخر معقل رئيسي للمعارضة في إدلب.
وفي المخيّم الأزرق الواقع شمال مدينة إدلب، يقول النازح أبو سالم (48 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال «هناك أناس محتاجون. لقد تركوا خلفهم بيوتهم، تركوا خلفهم كل شيء... هم يقيمون في خيمة من نايلون، بلا مروحة وبلا أي شيء».
ويضيف وقد وقف قرب خيمة بلاستيكية زرقاء «لأي سبب سيوقفون المساعدات الإغاثية؟ من أين سنأتي غداً بكيلو أرز أو بكيلو سكّر؟».
أما النازح إبراهيم حصرم (24 عاماً) فلم يبدِ استغرابه لموقف موسكو في مجلس الأمن الدولي، ولا سيما أن الطيران الحربي الروسي يساند منذ سنوات كثيرة قوات النظام في حربها ضدّ الفصائل المعارضة بما في ذلك في إدلب.
ويقول هذا الأب لطفلين، إن «الروس هجّرونا من بيوتنا وقصفونا وقتلونا». ويضيف «الآن هم يلحقون بالإغاثات والمساعدات التي تصلنا».
من جهتها، تشدّد شيرين تادرس، المسؤولة في منظمة العفو الدولية على أن هذه المساعدات الإنسانية «حيوية» للمحتاجين إليها.
وتقول إن هذه المساعدات تشكّل «بالنسبة لملايين السوريين الفرق بين تناول الطعام والموت من الجوع».
وأسفرت الحرب المستمرة في سوريا منذ 2011 عن سقوط أكثر من 380 ألف قتيل وتهجير الملايين من ديارهم داخل البلاد وخارجها.



مسؤول روسي لـ«الشرق الأوسط»: تنازلاتنا لواشنطن بشأن أنشطة التعدين مرهونة بتقدم ملموس في مفاوضات الرياض

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)
ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)
TT
20

مسؤول روسي لـ«الشرق الأوسط»: تنازلاتنا لواشنطن بشأن أنشطة التعدين مرهونة بتقدم ملموس في مفاوضات الرياض

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)
ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)

على خلفية التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مصير الاتفاقيات التي رعتها الرياض بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد مسؤول روسي استعداد بلاده لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين التي تتفاوض حولها واشنطن، غير أنه رهن ذلك بما تسفر عنه نتائج مفاوضات الرياض على أرض الواقع.

وقال ألكسندر لونوف، عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «في الواقع، يُؤيد الجانب الروسي إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين. ولكن كل شيء يعتمد على المفاوضات بشأن أوكرانيا».

وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إذا حدث تقدم في التفاهمات الروسية الأميركية بشأن أوكرانيا، ورأينا نتائج فيما يتعلق برفع العقوبات، فربما يكون ذلك مفتاحاً للوصول إلى علاقات طبيعية جيدة، ولكن حتى الآن، لا يزال خطاب ترمب سياسياً بحتاً، من دون اتخاذ أي خطوات ملموسة».

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» الروسي (الشرق الأوسط)
ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» الروسي (الشرق الأوسط)

وحول إمكانية ضم دول الاتحاد الأوروبي للمفاوضات المتعلقة بأوكرانيا في مرحلة من المراحل، قال لونوف: «المفاوضات تسير على ما يرام، ومع ذلك نرى أن الجانب الأوكراني يسعى لكسب دعم أوروبا ووضع شروطه الخاصة، والتي تتعارض مع رأي روسيا والولايات المتحدة. البيت الأبيض منزعج من خطاب كييف، وفريق ترمب يمارس ضغوطاً شاملة».

وتابع لونوف: «الجميع ينتظر بدء سريان اتفاق البحر الأسود الذي اتفق عليه الوفدان الروسي والأميركي، ولكن من الواضح أن هذا الاتفاق لن يُجدي نفعاً إلا بعد وقف إطلاق النار. في هذه الأثناء، تخسر كييف أراضيها، بينما حررت روسيا منطقة كورسك».

ووفق لونوف، فإن الدول الأوروبية «تسعى جاهدة للانضمام إلى عملية التفاوض، ولكن لأسباب واضحة، لا يمكنها أن تكون طرفاً كاملاً؛ إذ تدعم السيناريو الأوكراني للحكم الذاتي الذي يعني الحفاظ على أراضي أوكرانيا ضمن حدود عام 1991».

وأوضح أن قادة كثير من الدول -وبخاصة فرنسا والمملكة المتحدة- يدعون إلى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أراضي أوكرانيا: «وهو أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا، وبصورة عامة نرى موقفاً عدوانياً من القادة الأوروبيين المستعدين لمواصلة الاستثمار في هذا الاتجاه».

ويعتقد لونوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «يريد تسريع عملية توقيع اتفاقية سلام بشأن النزاع الأوكراني؛ لأن -برأيه- هذا جزء من حملته الانتخابية، ولكن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يُبطئان العملية، بالإضافة إلى التوتر الشديد في المفاوضات بين الوفدين الأميركي والروسي، وعدم تحقيق أي تقدم يُذكَر».

الساحة الحمراء بوسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء بوسط موسكو (رويترز)

وحول جدوى العقوبات المفروضة على روسيا، يرى لونوف أن «على الرئيس الأميركي ترمب أن يجد المُذنب في هذه القضية برُمتها، بدلاً من أن يُهدد بفرض قيود على النفط الروسي».

وقال: «عموماً لن يؤثر ذلك كثيراً على اقتصاد بلدنا؛ لأن المستهلكين الرئيسيين للمواد الخام الروسية ليسوا في الغرب؛ بل في الشرق. إضافة إلى ذلك، تتمتع روسيا بنفوذ أكبر بكثير على (أوبك) من الولايات المتحدة. تتعاون السعودية بنشاط مع روسيا وفنزويلا بشأن سوق النفط، والولايات المتحدة لا تستطيع فعل الكثير حتى الآن».

وزاد: «في الواقع، يُؤيد الجانب الروسي إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين. لكن كل شيء يعتمد على المفاوضات بشأن أوكرانيا، وحتى يحدث تقدم لن نرى نتائج رفع العقوبات. حتى الآن لا يزال خطاب ترمب سياسياً بحتاً، من دون اتخاذ أي خطوات ملموسة».

وأضاف لونوف: «بهذه المناسبة أرى أننا في روسيا نتعامل مع الشعب السعودي بمودة وود. ويُبذَل كثير من العمل على المستوى الرسمي؛ حيث تُعدُّ السعودية شريكاً رئيسياً لروسيا في منطقة الشرق الأوسط».

وتابع: «نلمس في التعاون السعودي الروسي تكاتف الجهود المشتركة في تطوير هيكل الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى تطوير مشروعات في مجال التعاون الإنساني. وآمل أن تواصل المملكة مساعيها في تطوير مشروعات الطاقة المشتركة مع روسيا، وأن تشارك في أعمال تحالف (البريكس)».