أربيل تتجنب استفزاز بغداد بشأن عودة البيشمركة إلى كركوك

رئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير رشيد يار الله خلال زيارته كركوك الأسبوع الماضي (تويتر روداو)
رئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير رشيد يار الله خلال زيارته كركوك الأسبوع الماضي (تويتر روداو)
TT

أربيل تتجنب استفزاز بغداد بشأن عودة البيشمركة إلى كركوك

رئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير رشيد يار الله خلال زيارته كركوك الأسبوع الماضي (تويتر روداو)
رئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير رشيد يار الله خلال زيارته كركوك الأسبوع الماضي (تويتر روداو)

في وقت أعلن فيه قيادي كردي عن اتفاق أخير يجري الإعداد له لعودة قوات البيشمركة إلى كركوك بعد 3 سنوات من مغادرتها، فإن القيادة الكردية؛ لا سيما بعد تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء، باتت تتجنب استفزاز بغداد بهذا الشأن. وبعد سلسلة من الحوارات التي جرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بين وفود كردية وأخرى من الحكومة الاتحادية في بغداد بشأن التوصل إلى حلول معقولة للخلافات بين الطرفين، فإن من المقرر أن تبدأ في بغداد الأسبوع المقبل الجولة الرابعة من الحوار بين الطرفين.
وفي هذا السياق، أكد القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» عماد باجلان، أن «الاتفاق الأمني لعودة البيشمركة إلى كركوك بعيد كل البعد عن تطبيق المادة (140)». وأضاف في تصريح صحافي، أمس (الخميس)، أن «أكثر من 130 عملية إرهابية جرت في المناطق المتنازع عليها من خانقين، مروراً بحوض حمرين وكركوك»، واصفاً إياها بـ«المناطق الساخنة»، ومؤكداً أن «(داعش) يستغل الفراغ الأمني فيها ليلاً لترويع المواطنين وتهجيرهم». وأشار إلى «زيارة مرتقبة في الأيام القليلة المقبلة لوفد من وزارة الدفاع إلى أربيل، لوضع اللمسات الأخيرة لعودة الانتشار المشترك للقوات الأمنية»، عاداً إياها «خطوة عسكرية وأمنية بامتياز». وأوضح أنه «تم تشكيل 5 لجان ميدانية في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، وبعد تنحيه عن السلطة، توقف نشاط تلك اللجان». ولفت باجلان إلى أنه «مع تشكيل الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، عادت هذه اللجان إلى عملها، والبيشمركة لن تدخل كركوك؛ بل ستوجد في أطرافها لاستتباب الأمن»، مؤكداً أن «المناطق المتنازع عليها ليست خاضعة لقوات البيشمركة بل للقوات الأمنية و(الحشد الشعبي)، إلا إنها تسقط ليلاً بيد (داعش)، واتهامنا بزعزعة الأمن فيها غير صحيح».
وتابع: «هناك 40 قرية في خانقين من الأكراد هجروا من مناطقهم من قبل (داعش) الإرهابي، والقوات الأمنية و(الحشد الشعبي) لم يتمكنا من حمايتهم». وأوضح باجلان أن «حكومة كردستان أبدت استعدادها لحل المشكلات وتصفيرها؛ بينها تسليم المنافذ الحدودية، ونفط الإقليم، عبر الاحتكام إلى الدستور، إلا إن بغداد استخدمت رواتب الموظفين بمثابة ورقة ضغط على الإقليم».
وبشأن التغييرات الأمنية التي أجراها القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، قال باجلان: «لدينا تحفظ على تغييرات المناصب الأمنية العليا بعد استبعاد المكون الكردي من تبوئها، علماً بأن المواد (9) و(105) و(106) من الدستور أكدت على اشتراك جميع المكونات في منظومة الدولة والمراكز المهمة منها الأمنية»، مردفاً أن «جميع المناصب الأمنية الحساسة ذهبت إلى مكون واحد».
إلى ذلك؛ أكد عضو البرلمان العراقي عن «ائتلاف دولة القانون» منصور البعيجي أن «رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي أنعش إقليم كردستان أيام حكومته؛ بما في ذلك تسليمهم أموالاً طائلة». وقال البعيجي إن «أي إرجاع للبيشمركة إلى محافظة كركوك غير قانوني». وأضاف أن «قوات البيشمركة لا تعمل بإمرة القائد العام للقوات المسلحة الذي هو رئيس الوزراء، بل تعمل بإمرة رئيس (الحزب الديمقراطي الكردستاني) مسعود بارزاني، وبالتالي لا داعي لعودتهم إلى كركوك؛ حيث إن الوضع جيد، وبالتالي فإن أي عودة من شأنها إعادة المشكلات السابقة».
وفي حين تستمر أزمة الرواتب وتسليم نفط الإقليم من دون حلول تلوح في الأفق رغم التصريحات الإيجابية من قبل الطرفين، فإن القيادة الكردية، التي تواجه أزمة حادة داخل الإقليم بسبب قلة الموارد وفرص العمل نتيجة لأزمة «كورونا» وانخفاض أسعار النفط، تسعى إلى إيجاد حل سريع مع بغداد لهذه الأزمة، بعيداً عن منطق الاستفزاز المتقابل الذي كان سائداً خلال السنوات السابقة.
وبشأن المناطق المتنازع عليها وقيام عناصر «داعش» بتنفيذ هجمات عليها، يقول صلاح الجبوري، عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة ديالى المتاخمة لحدود إقليم كردستان وتضم مناطق متنازعاً عليها، مثل قضاء خانقين، لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يجري في ديالى نوعان من الصراع: خلافات قومية في المناطق الممتدة من سلسلة جبال حمرين شمالاً، وصراع طائفي في مناطق جنوب حمرين. أما ما يحصل في خانقين؛ وهي إحدى المناطق المتنازع عليها، فهو بسبب اختلال التوازن على صعيد السيطرة الأمنية والعسكرية، لا سيما من قبل الجيش العراقي، بينما هي إلى حد بعيد كانت تحت سيطرة البيشمركة حتى أواخر عام 2017 حين تم إخراج قوات البيشمركة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل المناطق المتنازع عليها، وبالتالي بقيت هذه المناطق رخوة إلى حد بعيد». وقال: «على الرغم من أن هناك استهدافاً إرهابياً لها، فإنها لا تخلو من الجانب السياسي؛ لأن الجميع يحاول فرض نفوذه وسيطرته عليها، وبالتالي، فإن الصراع سيبقى قائماً بين ما يريده الكرد لعودة البيشمركة، وبين ما يريده العرب وحتى التركمان، بأن يتم تفعيل الجهد الاستخباري في هذه المناطق، وأن تكون للدولة الأولوية في الانتشار في هذه المناطق».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.