واشنطن تفرج عن رجل أعمال لبناني مدان بتمويل «حزب الله»

تكهنات حول ظروف إطلاقه رغم حكم بسجنه 5 سنوات

تاج الدين (يمين) مع أقاربه بعد وصوله إلى بيروت أمس (أ.ف.ب)
تاج الدين (يمين) مع أقاربه بعد وصوله إلى بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تفرج عن رجل أعمال لبناني مدان بتمويل «حزب الله»

تاج الدين (يمين) مع أقاربه بعد وصوله إلى بيروت أمس (أ.ف.ب)
تاج الدين (يمين) مع أقاربه بعد وصوله إلى بيروت أمس (أ.ف.ب)

عاد رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين إلى بيروت، أمس، بعدما وافق قاض أميركي على الإفراج عنه من سجنه في الولايات المتحدة لأسباب صحية، حيث حكمت عليه محكمة أميركية بالسجن 5 سنوات بتهمة الالتفاف على عقوبات أميركية مفروضة على «حزب الله»، وبصفته «مساهماً مالياً كبيراً» لهذا الحزب.
وكان تاج الدين قد أوقف في المغرب خلال مارس (آذار) 2017. وفي أغسطس (آب) 2019، بعد نحو عامين على توقيفه، حكمت عليه محكمة أميركية بالسجن لمدة 5 سنوات تنتهي في 2023، وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار، ووجهت إليه محكمة اتحادية في واشنطن تهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية ضد الجماعات «الإرهابية» وتبييض الأموال. لكن القضاء الأميركي وافق أخيراً على خفض مدة محكوميته لأسباب صحية وانتشار فيروس «كورونا».
وبعد 3 سنوات قضاها في السجن، وافق قاض فيدرالي بواشنطن في نهاية مايو (أيار) الماضي على طلب استرحام طارئ تقدّم به تاج الدين (64 عاماً) نتيجة «مشكلات صحية خطرة» تجعله عرضة للإصابة بفيروس «كورونا».
ووصل تاج الدين إلى مطار بيروت أمس، حيث استقبله أفراد من عائلته. ولفتت عائلة تاج الدين إلى أن «عودته إلى بيروت كانت مرتبطة بآليات معقدة بسبب وضعه القانوني وبأوضاع السفر الحالية، التي أخّرت هذه العودة حتى تَوفّر طائرة نقلته من الولايات المتحدة إلى لبنان ووصلت إلى بيروت» صباح أمس. وشكرت العائلة السلطات الأميركية والسلطات اللبنانية على تسهيل هذه العودة، وفي لبنان، خصوصاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وقالت العائلة في بيان إنها «تمّت بالتماسٍ إنساني قدّمه محاموه أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن استناداً إلى القانون الأميركي الذي يسمح بإطلاق سراح من يواجه بسبب سنّه خطر تعقيدات فيروس الـ(كورونا)».
وأثار قرار الإفراج عن تاج الدين تكهنات؛ إذ عدّ البعض أن الخطوة جاءت رداً على إطلاق لبنان في مارس الماضي سراح المواطن الأميركي - اللبناني عامر الفاخوري المتهم بتعذيب سجناء عندما كان قيادياً في ميليشيا تعاملت مع إسرائيل أثناء احتلالها جنوب لبنان. إلا إن ويليام تايلور، محامي تاج الدين، رفض هذه الادعاءات، مؤكداً أنه «أُفرج عنه لأسباب إنسانية».
وفي مايو 2009، عدّ تاج الدين، الذي يعمل في تجارة المواد الخام في الشرق الأوسط وأفريقيا، «مساهماً مالياً مهماً» لـ«منظمة إرهابية» بسبب دعمه «حزب الله» الذي تصنفه الولايات المتحدة «إرهابياً» منذ 1997، وحظر عليه هذا التصنيف استخدام الشبكات المالية الدولية بصورة عامة والتعامل مع الولايات المتحدة، غير أنه اتهم بمواصلة التعامل مع شركات أميركية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».