افتتاح مكتب الأمن القومي الصيني في هونغ كونغ

الرئيسة التنفيذيّة لهونغ كونغ كاري لام مع مسؤولين آخرين خلال إزاحة الستار عن لوحة مكتب جهاز الأمن القومي الصيني (أ.ف.ب)
الرئيسة التنفيذيّة لهونغ كونغ كاري لام مع مسؤولين آخرين خلال إزاحة الستار عن لوحة مكتب جهاز الأمن القومي الصيني (أ.ف.ب)
TT

افتتاح مكتب الأمن القومي الصيني في هونغ كونغ

الرئيسة التنفيذيّة لهونغ كونغ كاري لام مع مسؤولين آخرين خلال إزاحة الستار عن لوحة مكتب جهاز الأمن القومي الصيني (أ.ف.ب)
الرئيسة التنفيذيّة لهونغ كونغ كاري لام مع مسؤولين آخرين خلال إزاحة الستار عن لوحة مكتب جهاز الأمن القومي الصيني (أ.ف.ب)

افتتحت الصين، اليوم (الأربعاء)، مكتباً جديداً لجهازها للأمن القومي في هونغ كونغ ما يتيح لعناصر الاستخبارات لديها العمل بشكل علني في المدينة بموجب القانون الأمني الجديد في تكريس لتشديد قبضتها على المدينة.
ويقع المقر الجديد في فندق تم تحويله سريعاً لاستضافة المكتب في فيكتوريا بارك، الموقع الذي شهد تظاهرات كثيرة مطالبة بالديمقراطية، بما يشمل إحياء الذكرى السنوية لقمع تظاهرات تيان انمين في بكين عام 1989.
وأزيح الستار عن لوحة تحمل اسم المكتب في وقت مبكر الاربعاء بحضور مسؤولين، بينهم أبرز مبعوث لبكين الى المدينة وقائد ثكنات الجيش الصيني في هونغ كونغ. وأغلقت الشرطة الطرق في محيط فندق «مترو بارك» السابق ورفع العلم الصيني أمام المبنى.
واعتبرت الرئيسة التنفيذيّة لهونغ كونغ كاري لام أنّ افتتاح الصين مكتباً جديداً للأمن القومي هو «لحظة تاريخيّة» ستساعد في حماية الأمن القومي. وقالت في خطاب خلال افتتاح المكتب الجديد «إننا نشهد مرحلة جديدة من إرساء نظام قانونيّ سليم وآليّة للحفاظ على الأمن القومي في هونغ كونغ»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفرضت الصين قانونا أمنيا جديدا في هونغ كونغ الأسبوع الماضي يستهدف أعمال التخريب والإرهاب والانفصال والتآمر مع الخارج ردا على تظاهرات ضخمة مطالبة بالديمقراطية شهدتها المدينة السنة الماضية.
ويشكل هذا القانون أكبر تغيير في مجال الحريات والحكم الذاتي الساري في هونغ كونغ منذ أن أعادت بريطانيا المدينة الى الصين في 1997، وأرسي فيها مبدأ «بلد واحد ونظامين» بموجب اتفاق يسري حتى العام 2047.
وبدأت شرطة هونغ كونغ توقيف أشخاص يبدون آراء سياسية تعتبر غير مشروعة مثل الدعوة الى الاستقلال او الحكم الذاتي.
ويبقى مضمون القانون الأمني سريا رغم تفعيله الثلاثاء الماضي في إجراء تجاوز سلطات المجلس التشريعي في المدينة. لكن عُلم أن بين البنود الواردة في القانون السماح لعناصر الأمن الصينيين بالعمل علناً داخل هونغ كونغ مع سلطات التحقيق والملاحقة في قضايا الأمن القومي.
وحتى الآن كانت شرطة هونغ كونغ وسلطتها القضائية تحظيان بسلطة قانونية كاملة في المدينة التي تعد مركزاً مالياً عالمياً.
بيد أن الصين تقول إن الأمن القومي هو من مسؤولية الحكومة المركزية وإن القوانين ضرورية للحفاظ على الاستقرار.
ورغم ان الدور المحدد لهذا المكتب يبقى غامضاً، فإن تعيين بكين الأسبوع الماضي جينغ يانتشيونغ يعطي مؤشراً على موقفها. فهو معروف بمشاركته في قمع سكان بلدة في مقاطعة غواندونغ المجاورة لهونغ كونغ عام 2011.
وخلال التدشين الاربعاء، أعلن جينغ ان المكتب «سيعزز علاقات الارتباط والتنسيق» مع البر الصيني، خصوصاً حماية الجيش الصيني في هونغ كونغ.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».