أشتية يستعين بالعشائر لإنقاذ أفراح فلسطين وأحزانها من الوباء

حث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، العشائر على مساعدة الحكومة في منع الأعراس وبيوت العزاء التي قال إنها تسببت في نقل فيروس كورونا لـ82 في المائة من المصابين في موجته الثانية.
وقال أشتية، في مستهل جلسة الحكومة أمس، إن «الأزمة المرتبطة بفيروس كورونا وصلت مرحلة صعبة عالمياً ومستويات غير مسبوقة في فلسطين، بسبب عدم سيطرتنا على معابرنا وحدودنا وأرضنا».
واتهم أشتية إسرائيل بمنع القوات الفلسطينية إقامة حواجز في مناطق «ج» أو على المعابر ومسالك العمال العائدين من أراضي الـ48.
وقال أشتية، إن 82 في المائة من الإصابات جاءت من المخالطة في الأعراس وبيوت العزاء و18 في المائة من العمال والمتنقلين بين الضفة وأراضي 48، داعياً كل فرد في المجتمع إلى تحمل مسؤولياته للحفاظ على نفسه وعائلته ومحيطه ووطنه.
وطالب أشتية رؤساء العشائر بتبني ميثاق شرف يمنع الأعراس وبيوت العزاء والتجمهر لحين الخروج من هذه الأزمة، محذراً من أنه «إذا اقتضى الأمر سيتم منعها بالقوة وحسب القانون».
وانتقد أشتية حالة من التهاون لدى البعض بتعليمات السلامة والاستهتار بالإجراءات، وقال إن «هناك من ينكر المرض ويحرض الجمهور بطريقة مريبة»، مؤكداً أن الحكومة ستبقى وفية لمسؤولياتها ملتزمة بتوجيهات الرئيس والأطباء وذوي الاختصاص من خلال لجنتي الأوبئة والطوارئ ومجلس الوزراء والمحافظين والأجهزة الأمنية.
وشدد على أنه لن يسمح لأحد بخرق القانون، وأن الشرطة ستقوم بإيقاع كل العقوبات المنصوص عليها في القانون بحق المخالفين، كما وأن المحافظين والأجهزة الأمنية والمدنية ستقوم بالمراقبة على شروط السلامة للتأكد من عدم خرقها.
وجاء حديث أشتية بعد يوم من تجديد حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، وقبل قليل من إعلان وزارة الصحة، تسجيل 64 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات لـ4786 إصابة.
وحافظت الخليل على أعلى نسبة إصابات بواقع 34 إصابة، و14 إصابة في محافظة القدس، و3 إصابات في محافظة رام الله والبيرة، و8 إصابات في محافظة بيت لحم، وإصابة واحدة في محافظة نابلس، مع إصابتين في محافظة أريحا، بالإضافة لإصابتين في طولكرم.
وحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية فإن عدد الحالات النشطة وصل إلى 4100 إصابة، فيما وصلت حالات التعافي لـ665 حالة، وأن 8 حالات موجودة في غرف العناية المكثفة، بينها 3 حالات موصولة بأجهزة التنفس الاصطناعي، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 21 حالة وفاة مع الإعلان عن وفاة أحد المرضى أمس.
وبقي القلق الكبير منصباً على الوضع في محافظة الخليل التي يوجد فيها أكثر من 3000 إصابة من أصل 4000 في الضفة وغزة.
والخوف من فقدان السيطرة في الخليل أصبح هاجساً حكومياً.
وأرسلت الحكومة وفداً وزارياً للخليل التي تعاني من نقص حاد كذلك في إمكان علاج المصابين وأجهزة التنفس، وهي مشكلة عامة.
وقال أشتية إن الحكومة ستوفي بجميع توصيات اللجنة الوزارية، التي اطلعت على الوضع الصحي في الخليل.
وأضاف مخاطباً أهل الخليل: «لستم وحدكم، معكم الوطن كله ونستطيع بتعاوننا أن نحتوي الضائقة».
وتابع: «الوفد الوزاري نقل مطالب أهالي المحافظة، وسنوفي بها، ومنها: تجهيز مستشفيات المحتسب وعالية ودورا ويطا والظاهرية، ووضع مستشفى حلحول ضمن الخطة المستقبلية، واستكمال تجهيزاتها الفورية، كذلك تعزيز الكادر البشري من أطباء وممرضين حسب متطلبات الوزارة، وحل مشكلة سيارات الإسعاف المعزولة ودفع المستحقات المالية للمستشفيات الخاصة وتخصيص مبالغ طارئة للمحافظة والهيئات المحلية وتعزيز الوجود الأمني هناك».
وحاول أشتية طمأنة الفلسطينيين مخالفا التوجه العام في وزارة الصحة.
وقال أشتية: «تصدينا للفيروس في الموجة الأولى وحولنا الأزمة من أزمة صحية إلى شأن وطني عام، وشارك الجميع في المواجهة ونجحنا في احتواء المرض».
وأضاف: «فلسطين وشعبها قادرون على عبور هذه المرحلة بعزيمة وبروح وطنية في مشهد متكامل في مواجهة فيروس المرض ومخططات الضم التي لا يزال يتحدث عنها الإسرائيلي والأميركي».
وشدد أشتية على حرص الحكومة على الموازنة بين متطلبات السلامة العامة ومراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمن العام والسلم الأهلي.
وتابع: «ارتفاع أعداد المصابين لا يعني أنهم في العناية المكثفة، مجموع الإصابات 4 آلاف بينهم 129 حالة تعاني من أعراض المرض، و4 حالات في العناية المكثفة، وهذا يعطينا صورة عن الحالة دون المبالغة أو التقليل». وطالب أشتية إسرائيل بإغلاق المعابر مع فلسطين، مؤكداً على أن الحكومة سترسل طلباً إلى الأمم المتحدة لمراقبة ذلك على حدود 67، كما طالب العمال بالمبيت في أماكن عملهم وعدم التنقل اليومي بين الضفة وأراضي الـ48.