عمال سوريون في مرفأ طرطوس يحتجون ضدّ الشركة الروسية المشغلة

TT

عمال سوريون في مرفأ طرطوس يحتجون ضدّ الشركة الروسية المشغلة

اتهم عمال سوريون في مرفأ طرطوس الشركة الروسية المشغلة للمرفأ بالإخلال بتنفيذ العقد الموقع مع الجانب السوري، ورفض عمال المرفأ تسلم رواتبهم من الشركة الروسية بداية الشهر الحالي لعدم وجود «فيش» براتب كل عامل منذ تسلم الشركة الروسية.
كما أشار عمال إلى وجود مشكلات ‏كثيرة عند معظمهم منذ 3 أشهر خلافاً للعقود الموقعة بين ‏الطرفين؛ منها عدم إعطائهم الأجر المتحول، وتخفيض قيمة الوجبة الغذائية من ‏‏700 ليرة إلى 100 ليرة (الدولار الأميركي الواحد يعادل 2500 ليرة)، إضافة لحرمان البعض من هذه الوجبة، وتأجيل صرف ‏الحوافز للعمال شهراً بعد آخر بحجة وجود خلل في المنظومة وخطأ من موظفي ‏المالية‎؛ حسب جريدة «الوطن» التي نشرت شكوى عمال مرفأ طرطوس. وقالت إن مكتب المعتمد المالي يشهد بداية كل شهر «ازدحاماً كبيراً وفوضى جراء البطء في تسليم الرواتب». ونقلت عن رئيس نقابة عمال المرفأ فؤاد حربا اتهامه الشركة الروسية المستثمرة للمرفأ بعدم الالتزام «بكامل بنود العقد».
يذكر أن عقود الاستثمار التي وقعها النظام السوري مع الجانب الروسي، تمت مع شركات روسية وليس مع جهات حكومية. وقد وقعت شركة «ستروي ترانس غاز» عقد تشغيل مرفأ طرطوس لمدة 49 عاماً عبر شركة «صدى» المحلية. والشركة الروسية التي تقوم بإدارة المرفأ باسم «مديرية إدارة مرفأ طرطوس» لم تلتزم ببنود العقد، حيث لم تسدد لغاية اليوم مستحقات التأمينات للمؤسسة العامة للتأمينات، كما تقوم باقتطاع المبالغ المستحقة لقروض «المصرف العقاري»، لكنها لم تحول تلك المستحقات لـ«البنك العقاري» منذ بدء عملها في المرفأ. وأشارت مصادر إلى أن مشكلة العمال الذين يتجاوز عددهم 2500 عامل سوري أنهم يتقاضون رواتبهم من الشركة الروسية في حين أن عقودهم موقعة مع الشركة المحلية (صدى). مع الإشارة إلى أن العقد الموقع مع الشركة الروسية لا يلزمها بدفع أجور كل العاملين.
ولا يتجاوز متوسط الرواتب في مرفأ طرطوس مع الحوافز والعلاوات والإضافات 75 ألف ليرة؛ أي نحو 30 دولاراً أميركياً.
وكانت الشركة الروسية قد حاولت تخفيض هذا الراتب عبر منح الراتب المقطوع البالغ 40 ألف ليرة (16 دولاراً أميركي) إلا إن العمال اعترضوا وحدثت مشكلات كثيرة في المرفأ قبل نحو 3 أشهر لتعود وتتجدد بداية الشهر الحالي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.