تصعيد محدود في قطاع غزة

فلسطيني يتفحص مزرعته بعد ضربة جوية إسرائيلية على غزة الاثنين (أ.ف.ب)
فلسطيني يتفحص مزرعته بعد ضربة جوية إسرائيلية على غزة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

تصعيد محدود في قطاع غزة

فلسطيني يتفحص مزرعته بعد ضربة جوية إسرائيلية على غزة الاثنين (أ.ف.ب)
فلسطيني يتفحص مزرعته بعد ضربة جوية إسرائيلية على غزة الاثنين (أ.ف.ب)

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل، وزير الجيش بيني غانتس، إنه يوجد لإسرائيل هدفان في قطاع غزة، وهما استعادة الجنود والمواطنين المخطوفين واستعادة الهدوء. وأضاف غانتس: «إذا لم يحدث ذلك سنرد بقوة كبيرة، ولن نسمح بانتهاك سيادتنا».
وكان غانتس يعقب على تصعيد محدود في غزة أغارت خلاله طائرات إسرائيلية، مساء الأحد، على مواقع تابعة لـ«حماس»، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن الطائرات أغارت «على بنية تحتية تابعة لـ(حماس) في شمال قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل».
وضربت الطائرات الإسرائيلية مرتين، مستهدفة مرصداً للمقاومة شرق حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة وأرضاً زراعية خالية. وكان الجيش أعلن سقوط صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة في منطقة مفتوحة في محيط مستوطنة «سدوت نيفف»، دون أن تقع إصابات. ودوت صافرات الإنذار قبيل الإعلان عن سقوط الصاروخين اللذين لم تعلن أي جهة فلسطينية المسؤولية عنها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية تصدت لصاروخ ثالث وقال: «إن ما حدث غير مقبول».
وهذا هو ثاني تصعيد محدود في غزة خلال أسبوع. وفي المرتين حملت إسرائيل حركة «حماس» المسؤولية، رغم أن الحركة لا تقف خلف القذائف، بل مجموعات أخرى.
وجاء التصعيد في وقت أخذت فيه إسرائيل مزيداً من الاحتياطات في محيط غزة. ونشرت إسرائيل الأسبوع الماضي نظام الدفاع الصاروخي «القبة الحديدية» في بلدة «سديروت» الواقعة على بعد نحو كيلومتر من الحدود مع قطاع غزة.
كما أجرى الجيش مناورات تحاكي مواجهة مع قطاع غزة، استعداداً لإمكانية حدوث تصعيد عسكري على جبهة تتضمن إمكانية الدخول في جولة قتال واسعة مع غزة. وحذر أفيف كوخافي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، من أن الدخول في جولة قتال مفتوحة مع حركة حماس أمر ممكن.
وتخشى إسرائيل من أن أي تصعيد بخصوص ضم أراضٍ من الضفة، قد يبدأ من قطاع غزة على قاعدة أن وقف التنسيق الأمني والمدني الذي قد يضر بحركة المرور والبضائع من وإلى غزة وقطع الرواتب، قد يساعد على تسخين جبهة القطاع المتوترة أصلاً بسبب بطء وغياب إدخال تسهيلات متفق عليها سابقاً بين «حماس» وإسرائيل عبر الوساطة المصرية، وأن حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي ستجدان صعوبة في عدم الرد من غزة وافتعال تصعيد أمني رداً على ضم أي شبر في الضفة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.