لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: الحفلات الافتراضية تفتقد الروح

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: الحفلات الافتراضية تفتقد الروح
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: الحفلات الافتراضية تفتقد الروح

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: الحفلات الافتراضية تفتقد الروح

كشفت الفنانة التونسية لطيفة أنها فكرت في إقامة حفلات افتراضية في بداية جائحة «كورونا»، لكنها تراجعت عن الفكرة، معتبرة أن «المطربين والمطربات الذين تربوا على الحفلات الغنائية الحية لن يستمتعوا بتلك الحفلات، لأنها تفتقد الروح والتفاعل مع الجمهور».
وقالت لطيفة في حوار مع «الشرق الأوسط» إن ألبومها الجديد «أقوى واحدة» يعد «حالة خاصة واستثنائية ونقلة مهمة في مسيرتي»، لافتة إلى أن إحدى أغنياته «فريدة من نوعها، فلأول مرة نقدم أغنية في تاريخ الموسيقى العربية، بها 48 تراكاً، غنيتها كلها بصوتي، وهذا أمر مرهق جداً».
وأشارت إلى أنها تعلمت فنون الطهي والأعمال المنزلية لأول مرة خلال فترة الحجر المنزلي. وأضافت: «أهم مكسب لي من تلك الأزمة العالمية هو أنني أصبحت أمكث مع أمي طوال الـ24 ساعة، وللعلم أنا سعيدة للغاية بهذا الأمر، فهي وشقيقتي تعيشان معي، لا أنكر أنني قبل جائحة كورونا كنت أنشغل كثيراً بسبب جدول أعمالي وحفلاتي وتسجيل أغنياتي، ولكن بعد كورونا أصبحت لا أفعل أي شيء في الحياة سوى الجلوس بجوارها والتحدث معها، ومساعدتها على النوم والأكل ورعايتها، فيكفيني دعاؤها المستمر لي بالنجاح والتوفيق، فالدعوة الواحدة منها أفضل من مليون ألبوم وأغنية».
... المزيد
 



خيري بشارة: قسوت على أحمد زكي... و«كابوريا» نقطة تحول

المخرج المصري خيري بشارة يتحدث عن مشواره الفني (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)
المخرج المصري خيري بشارة يتحدث عن مشواره الفني (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)
TT

خيري بشارة: قسوت على أحمد زكي... و«كابوريا» نقطة تحول

المخرج المصري خيري بشارة يتحدث عن مشواره الفني (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)
المخرج المصري خيري بشارة يتحدث عن مشواره الفني (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)

أكد المخرج المصري خيري بشارة أنه يرفض تصنيف أفلامه؛ لأن «التصنيف يسجن أفكاره»، موضحاً خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45 حول «الهوية في عيون خيري بشارة» أنه ظل دائماً صادقاً مع نفسه، ولم تكن لديه تطلعات مادية، واعترف بشارة أنه كان قاسياً مع أحمد زكي في مشاهد ضرب حقيقية بفيلم «العوامة 70».

الجلسة الحوارية التي أقيمت، الخميس، أدارها عمر الزهيري مخرج فيلم «ريش» وبمشاركة عدلي توما رئيس شركة «جيمناي أفريقيا» والفنانة التشكيلية آية طارق والمخرجة هيا خيرت.

ووصف الزهيري أفلام خيري بشارة الأولى بأنها «كانت تشبه عصرها»، منذ «الأقدار الدامية»، و«العوامة 70»، و«الطوق والإسورة»، ثم «يوم مر ويوم حلو»، ثم حدث التحول في «كابوريا».

وعن بدايته في فيلم «الأقدار الدامية» عام 1982 عدّ بشارة هذا العمل «يعبر عن مزيج من السيرة الذاتية والخيال»، وقال: «إن خطيبة البطل في الفيلم تشبه زوجتي في الواقع، فهي صاحبة شخصية قوية للغاية ودائماً بينها وبين زوجها عراك، فهي تقف على الأرض وهو يحلق في السماء»، مضيفاً: «أنا جريء جداً في أفلامي لكنني في الواقع رومانسي جداً».

وعرّج بشارة على نشأته الريفية التي تأثر بها مؤكداً أن جده لأبيه كان من أعيان القرية، لكن والده كان متمرداً فسكن في بيت بُني على الطريقة الإنجليزية خلال الاحتلال البريطاني لمصر، وروى أنه حين كان طفلاً أقل من 6 سنوات، كان يشاهد عنف أبيه مع المزارعين، ولم يقف في صفه، بل انحاز للفلاحين ضد الظلم، مؤكداً أن «هذا جزء من ميراثي ظلَّ طوال الوقت داخلي، وقد التحقت بمدارس الرهبان لكن كان بها قسوة شديدة وضرب، ثم أدخلني والدي مدارس خاصة وحكومية، ومن ذلك كله خرجت أفلامي».

وحول تخليه عن الواقعية الإيطالية والسينما الحرة الإنجليزية التي تأثر بها في أفلامه الأولى قال: «إلى حد كبير كنت صادقاً مع نفسي قبل أي إغراءات أخرى، وقد شعرت بأنني قدمت كل ما عندي في هذا الاتجاه؛ مما جعل البعض يعتقد أنني قد تخليت عما أومن به، لكن هذا لم يكن صحيحاً، فقد تناولت الصراع الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء، والتفاوت الطبقي والتمرد».

فاتن حمامة وسيمون في مشهد من فيلم «يوم مر ويوم حلو»

وتحدث بشارة عن فيلم «يوم مر ويوم حلو»، قائلاً: «بعد هذا الفيلم شعرت بأنني ليس لديّ إضافة، وبالصدفة قابلت أحد المتفرجين في إشارة مرور فقال لي إنه شاهد فيلمي (يوم مر ويوم حلو)، وشاهد فيلم (أحلام هند وكاميليا) لمحمد خان، وسعد بهما، لكنه بعد مشاهدتهما أصيب بذبحة صدرية؛ الأمر الذي أزعجني كثيراً، فأنا أريد بأفلامي دفع الناس للتغيير وليس المرض أو الصدمة».

خيري بشارة في حوار مفتوح حول أعماله الفنية (إدارة المهرجان)

ووصف بشارة فيلم «كابوريا» (1990) بأنه «نقطة تحول في توجهاتي»، موضحاً أنه شاهده كشيء غامض قبل أن يخرجه، مستشهداً بما ذكره المخرج الإيطالي فيديريكو فلليني حين سألوه عن فيلمه المقبل، فقال «إذا عرفته فلن أعمله»، لافتاً إلى أن «عالم كابوريا» يظل ضئيلاً أمام الواقع.

وذكر المخرج المصري أنه حينما حضر العرض الخاص بالفيلم لاحظ أن مخرجين ومنتجين قد غادروا سريعاً حتى لا يصافحوه، وأنه شعر وقتها كما لو كان قد ارتكب جريمة، وفق قوله. مضيفاً: «قالوا إنه فيلم تجريبي ولن ينجح، وفوجئت بنقاد يطالبونني بالعودة إلى أفلامي الأولى وكتبوا (عد إلى المياه العذبة) وكأنني كنت أخوض في مياه مالحة، وحينما حقق الفيلم نجاحاً كبيراً بين الجمهور صنفه من هاجموه بوصفه فيلماً تجارياً»، ويتابع: «أرفض تصنيف أفلامي، فالتصنيف يسجنني بوصفي مخرجاً وعدم التصنيف أعطاني حرية وديناميكية في عملي».

أحمد زكي في فيلم «كابوريا»

وعرض خيري بشارة خلال اللقاء بعض مشاهد من فيلم «العوامة 70» لأحمد زكي وماجدة الخطيب وتيسير فهمي كان قد جهزه بنفسه، وعلق خلال مشاهد تَعرُّض بطل الفيلم أحمد زكي للضرب قائلاً: «لقد كان ضرباً حقيقياً للأسف وأنا نادم على هذه القسوة»، مؤكداً أنه يكره مشاهدة أفلامه كونها باتت ماضياً بالنسبة له، وأن إعادة مشاهدة هذا الفيلم يهزه نفسياً، واستدرك: «أنا الآن هادئ ووديع ولديّ سلام داخلي وتصالح مع نفسي، فعمري 77 عاماً وأشعر بأنني عشت أكثر مما ينبغي في رحلة صعبة سعيت خلالها لتغيير حالنا، فنحن نعيش قدماً في القرون الوسطى وقدماً في العصر الحديث، ولم يكن هدفي المال ولا الشهرة، بل أردت أن تكون الناس سعيدة وآمنة وتنعم بالعدالة الاجتماعية».

واعترف بشارة بأنه، ولزمن طويل، كان يعاني أزمات مادية حتى وهو يتقاضى أعلى أجر، وقال: «كنت ألجأ للاستدانة من صديقيَّ الراحلين؛ المؤلف وحيد حامد والمخرج عاطف الطيب، وحينما أحصل على أجري من فيلم أسدد ديوني وأنفق الباقي ثم أعود للاستدانة من جديد»، مؤكداً أن اتجاهه لإخراج بعض مسلسلات التلفزيون أنقذه من هذا الوضع.

ويُعد خيري بشارة أحد مخرجي تيار السينما الواقعية الجديدة في مصر، وقد تخرّج في معهد السينما عام 1976 وانضم لجماعة السينما الجديدة وأخرج في بدايته أفلاماً وثائقية ثم اتجه للسينما الروائية التي أخرج بها نحو 13 فيلماً من بينها «الطوق والإسورة»، و«رغبة متوحشة»، و«أيس كريم في جليم». كما أخرج عدة مسلسلات درامية.