بلغ تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد مستويات قياسية جديدة حول العالم، أصبحت تلامس 11 مليون حالة، بعد أيام قليلة من بلوغها عتبة 10 ملايين إصابة، ونصف مليون وفاة. وتبقى القارة الأميركية، خاصة الولايات المتحدة والبرازيل في صدارة الدول الأكثر تضرراً من الجائحة.
وأظهرت حصيلة منظمة الصحة العالمية أن الأيام السبعة الأخيرة هي الأسوأ لناحية مستوى تفشي عدوى «كوفيد - 19»، منذ ظهوره في الصين نهاية 2019. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء: «منذ أسبوع، تجاوز عدد الإصابات 160 ألف إصابة يومية»، مضيفاً أن «60 في المائة من إجمالي الإصابات بـ(كوفيد - 19) المسجلة حتى الآن، أبلغ عنها الشهر الماضي».
وسجلت القارة الأميركية، البؤرة الحالية للوباء، نحو 2.7 مليون إصابة، من بين إجمالي 10.8 مليون إصابة حول العالم، وهي تشهد تزايداً متواصلاً لعدد الحالات. وبلغت الولايات المتحدة، أول قوة اقتصادية عالمية والدولة الأكثر تضرراً من الفيروس (أكثر من 128 ألف وفاة)، مستوى قياسياً بتسجيلها أكثر من 52 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
كما يبقى الوضع مقلقاً في أميركا اللاتينية والكاريبي، خاصة في البرازيل التي تجاوزت الأربعاء عتبة 60 ألف وفاة، مع تجدد تسجيل أكثر من 1000 وفاة خلال 24 ساعة، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الصحة. من جهتها، تجاوزت كولومبيا، رابع أكبر اقتصاد لاتيني، عتبة 100 ألف إصابة، مع تسجيل 4163 إصابة خلال يوم. وفي البيرو، توفي الوجه البارز في صفوف السكان الأصليين، سانتياغو مانوين، جراء الفيروس، وفق ما أعلنت عائلته، وعُرف الرجل بدفاعه عن حقوق المجتمعات التي تقطن الأمازون. ويعاني السكان الأصليون في أميركا اللاتينية من هشاشة استثنائية، بسبب ضعف أنظمة المناعة لديهم، وقرون من تجاهل الدولة لهم. ووفق منظمة الصحة للبلدان الأميركية، يمكن أن تسجل أميركا اللاتينية 400 ألف وفاة في غضون 3 أشهر، إن لم تتخذ تدابير صحية أكثر صرامة. وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 514803 أشخاص على الأقل حول العالم، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، جدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دعوته إلى تبني «مقاربة عالمية»، مذكراً مرة أخرى بضرورة احترام قواعد التباعد، ورصد وعزل المصابين ووضع مخالطيهم في الحجر، ووضع كمامة متى كان ذلك ضرورياً. لكن مع بداية الموسم الصيفي، تسعى عدة دول للحدّ من خسائرها الكبيرة في قطاع السياحة والقطاعات المعتمدة عليه، وقدّرت الأمم المتحدة الخسائر المحتملة بمبلغ يراوح بين 1200 إلى 3300 مليار دولار.
وفتحت أوروبا، الأربعاء، حدودها بطريقة مدروسة ومحدودة، وذلك مع تباطؤ انتشار الفيروس في دولها، برغم استمرار رصد بؤر عدوى. وكانت المفوضية الأوروبية أوصت الدول الأعضاء باستقبال الرحلات الجوية من 14 دولة من جميع القارات، علاوة على الصين، لكن بشرط المعاملة بالمثل، وهو أمر لم يتحقق بعد. واستقبلت جزيرة كورفو اليونانية، الأربعاء، أول سيّاحها، في وقت فرضت مدينتا لشبونة (البرتغال) حجراً على بعض الأحياء، وشدّدت الحكومة البريطانية تدابير الإغلاق في مدينة ليستر. من جهته، أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوروبان، أمس (الخميس)، أن دولته لا تتطلع حالياً إلى فتح حدودها، مشيراً إلى أسباب صحية.
وخارج الاتحاد الأوروبي، عزّزت السلطات الصربية الخميس القيود مع ارتفاع عدد الإصابات بـ«كوفيد - 19». وأعادت فتح مستشفيات في بلغراد مخصّصة بالكامل للمصابين.
أما في أفريقيا، فقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في القارة أمس إنها لا تعتقد أن الإصابات غير المكتشفة بفيروس كورونا في أفريقيا كثيرة، مع وجود وفيات لم يتم الإبلاغ عنها. وقالت ماتشيديسو مويتي، في مؤتمر صحافي: «نعتقد أن هناك بعض التهوين في الحالات»، مضيفة أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع الدول لتحسين إجراءات التتبع. وأفاد تقدير لوكالة «رويترز» يستند إلى إحصاءات حكومية وبيانات منظمة الصحة، بأن أفريقيا سجلت 416 ألفاً و63 إصابة مؤكدة بـ«كورونا»، مع وفاة 10297، وتعافي 196 ألفاً، و944 مريضاً.
وآسيوياً، سجّلت طوكيو إصابة 107 إصابات جديدة بفيروس كورونا، أمس (الخميس)، في أعلى زيادة يومية في أعداد الإصابات منذ شهرين وفق «رويترز». وجاءت الزيادة في المدينة التي يقطنها 14 مليون نسمة، والتي سعت لإبقاء الزيادات اليومية دون مستوى 20 حالة، بعد أن أنهت الحكومة حالة الطوارئ يوم 25 مايو (أيار)، وشهدت ارتفاع الحالات اليومية باطراد، متجاوزة 50 حالة خلال الأسبوع الماضي. وكانت المرة السابقة التي تجاوز فيها عدد الإصابات اليومية 100 في 2 مايو (أيار). وعلى الرغم من ارتفاع الحالات في طوكيو، سجلت اليابان معدلات إصابة إجمالية أقل من كثير من الدول الأخرى. ورصدت نحو 19 ألف حالة إصابة و976 حالة وفاة.
أما في الصين حيث ظهر الوباء للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فقالت السلطات الصحية إن الحكومات المحلية والمؤسسات الطبية يجب أن تزيد الطاقة الاحتياطية لفحوص فيروس كورونا «استعداداً لزيادة الطلب عليها وسط حالات تفشٍ محتملة». وقالت لجنة الصحة الوطنية في توجيهات على موقعها الإلكتروني، إنه يتعين على السلطات المحلية وضع خطط طوارئ لتتمكن بسرعة من زيادة طاقتها من اختبارات الحمض النووي. ولم تسجل الصين سوى 3 إصابات جديدة أمس، واحدة منها فقط في العاصمة بكين، ما يدل على نجاحها في احتواء الانتشار الأخير.
إصابات القارة الأميركية تدفع عداد «كورونا» العالمي إلى 11 مليوناً
طوكيو تسجل أعلى زيادة منذ شهرين... وبكين تحثّ على زيادة الفحوصات
إصابات القارة الأميركية تدفع عداد «كورونا» العالمي إلى 11 مليوناً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة