الجيش العراقي يطارد خلايا «داعش» شمال بغداد

عملية أمنية عسكرية واسعة شمال بغداد بمشاركة عدد من القطعات (واع)
عملية أمنية عسكرية واسعة شمال بغداد بمشاركة عدد من القطعات (واع)
TT

الجيش العراقي يطارد خلايا «داعش» شمال بغداد

عملية أمنية عسكرية واسعة شمال بغداد بمشاركة عدد من القطعات (واع)
عملية أمنية عسكرية واسعة شمال بغداد بمشاركة عدد من القطعات (واع)

أعلنت استخبارات وزارة الداخلية العراقية إلقاءها القبض على 5 عناصر من تنظيم «داعش»؛ بينهم إداري في كتيبة زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي، فيما أعلن الجيش العراقي تنفيذه مهمة عسكرية بهدف تطهير وتفتيش مناطق واسعة شمال العاصمة بغداد يوجد فيها عناصر من التنظيم الإرهابي.
وقالت وكالة الاستخبارات في بيان لها، أمس (الخميس)، إنه «من خلال المتابعة المستمرة لعصابات (داعش) الإرهابية وتسخير المصادر الاستخبارية، ألقت مفارز وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية القبض على 4 إرهابيين في قضاء الدبس بمحافظة كركوك، وفق أحكام المادة (4 إرهاب) لانتمائهم لعصابات (داعش) الإرهابية». وأضاف البيان أن «هؤلاء كانوا يقومون بتقديم الدعم اللوجيستي لعناصر عصابات (داعش)، حيث اعترفوا من خلال التحقيقات الأولية بقيامهم بجرمهم الإرهابي»، مشيراً إلى أنه «تم تدوين أقوالهم وإحالتهم للقضاء لإكمال أوراقهم التحقيقية». وتابع البيان أن الوكالة «ألقت القبض في عملية أخرى على أحد الإرهابيين المطلوب وفق أحكام المادة (4 إرهاب) لانتمائه لعصابات (داعش) الإرهابية، والذي يعمل (الإداري) لما تسمى (كتيبة البغدادي - ولاية الجنوب)»، لافتاً إلى أن «هذه العملية جاءت بعد متابعته من محافظة بغداد إلى محافظة السليمانية بالتنسيق مع قوات الأسايش، وتمت الإطاحة به وتسليمه إلى الجهات المعنية بشكل أصولي».
إلى ذلك؛ أعلنت خلية الإعلام الأمني أنه «بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، باشرت (قيادة عمليات بغداد)، فجر (أول من) أمس بتنفيذ عملية أمنية عسكرية واسعة شمال بغداد». وأضاف البيان أن «العملية تمت بمشاركة قطعات قيادة عمليات بغداد، وبإسناد طيران القوة الجوية وطيران الجيش». وتأتي هذه العملية «وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة، لملاحقة بقايا عصابات (داعش) الإرهابية، وتفتيش هذه المناطق لتعزيز الأمن والاستقرار وإلقاء القبض على المطلوبين وحماية مصالح المواطنين فيها».
وكان «اللواء الأول» ضمن «فرقة الرد السريع»، باشر بالفعل تنفيذ الخطة الموكولة إليه بتطهير وتفتيش مناطق الطارمية القريبة من بغداد؛ بما في ذلك البحيرات الموجودة فيها.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية أن «الفرقة الأولى» واستخباراتها استولتا على منصة إطلاق صواريخ وأعتدة جنوب شرقي الرطبة في محافظة الأنبار. وقالت الوزارة في بيان إنه «بناء على معلومات دقيقة، تمكنت قوة من (اللواء الأول) و(الفوج الأول) منه في (الفرقة الأولى) وبالاشتراك مع مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في (الفرقة الأولى)، من الوصول إلى منصة لإطلاق الصواريخ في قرية الدراعمة جنوب شرقي الرطبة بالأنبار». وأضافت أن «الفرقة استولت على صاروخ (كاتيوشا)، وقذيفة مدفع 155 ملم محورة، وقذيفة مدفع 130 ملم، وقنبرة هاون 120 ملم».
وتأتي هذه العملية بعد أيام من عملية الدورة التي قام بها جهاز مكافحة الإرهاب والتي اعتقل بموجبها 14 عنصراً ينتمون إلى «كتائب حزب الله» العراقي بتهمة إطلاق صواريخ «الكاتيوشا» على المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، فضلاً عن العثور على منصة إطلاق الصواريخ. ومع أنه تم الإعلان عن إطلاق سراح 13 معتقلاً مع التحفظ على عنصر واحد اعترف بالتهم المنسوبة إليه؛ فإن عملية تسوية أدت إلى إغلاق جزئي لملف العلاقة الملتبسة بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقيادات الفصائل المسلحة.
وفيما يتعلق بالعمليات التي يطلقها الجيش العراقي بين آونة وأخرى لملاحقة خلايا «داعش»، يقول الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلة في المناطق التي يوجد فيها تنظيم (داعش) والممتدة من شمال بغداد وبين ديالى وكركوك وصلاح الدين، تتمثل بالدرجة الأساسية في أن القوات التي تمسك الملف الأمني هناك ليست كافية، فضلاً عن أنها ليست جاهزة تماماً في مواجهة ما بات يعمله هذا التنظيم من أساليب كرّ وفرّ عبر عمليات اغتيال أو هجمات مسلحة أو نصب سيطرات وهمية». وأضاف محيي الدين أن «المسألة الأخرى المهمة هي عدم وجود تنسيق بين قيادة العمليات العسكرية رغم أنها ترتبط جميعاً بالقائد العام للقوات المسلحة».
أما المحلل الأمني فاضل أبو رغيف، فيرى من جهته، في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن «لدى (داعش) خطة للعودة ثانية إلى الواجهة بصرف النظر عن الخسائر التي حاقت به خلال السنوات الأخيرة»، مبيناً أن «هذا التنظيم الإرهابي يحاول أن يستفيد من عوامل عدة لغرض الاستمرار في عملياته؛ من بينها إطلاق سراح سجناء له في العمق السوري مقابل أموال، بالإضافة إلى أن الحدود العراقية ـ السورية، وبالذات في غرب نينوى، ليس مسيطراً عليها بالكامل». وأوضح أبو رغيف أن «هناك عوامل أخرى ساعدت؛ وهي إجراء تغييرات استخبارية طالت عدداً من القيادات التي باتت لها خبرة في التعامل مع هذا التنظيم في تلك المناطق، واستبدال قيادات بها لا تملك الخبرة الكافية».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».