تركيا: الحل السياسي السبيل الوحيد لإنهاء أزمة ليبيا

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (إ.ب.أ)
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (إ.ب.أ)
TT

تركيا: الحل السياسي السبيل الوحيد لإنهاء أزمة ليبيا

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (إ.ب.أ)
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (إ.ب.أ)

واصلت تركيا التصعيد مع فرنسا، وطالبتها بالاعتذار بسبب واقعة الاحتكاك بين سفن حربية تركية وفرنسية في البحر المتوسط، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا، وأن الحل السياسي «هو الحل الوحيد لأزمتها».
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تنتظر اعتذارا من فرنسا بعد حادثة السفن الحربية بين البلدين في البحر المتوسط، التي دفعت فرنسا إلى طلب تحقيق ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم يحسم أمره. وجاء ذلك بعد أن أعلنت فرنسا، أول من أمس، تعليق مشاركتها في عملية «حارس البحر» التي ينفذها الناتو في البحر المتوسط، بعد مواجهة مع سفن حربية تركية، ووسط تصاعد التوترات داخل الحلف بشأن الصراع في ليبيا.
وتوترت العلاقات بين فرنسا وتركيا، البلدين العضوين في حلف الناتو بسبب الأزمة في ليبيا. واتهمت فرنسا السفن الحربية التركية بسلوك عدائي، بعد أن حاولت سفنها تفتيش سفينة في يونيو (حزيران) الماضي كان يشتبه في أنها تنتهك حظر بيع السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا. وقالت باريس إن فرقاطة تابعة لها تلقت 3 تحذيرات بواسطة رادار الاستهداف البحري التركي، عندما حاولت الاقتراب من سفينة مدنية ترفع علم تنزانيا، يشتبه في ضلوعها في تهريب الأسلحة وتصحبها سفن تركية. وأكد الجانب الفرنسي أن ذلك يعد سلوكا عدائيا في قواعد الاشتباك الخاصة بـ«الناتو». لكن تركيا تنكر الادعاءات الفرنسية. فيما أكد «الناتو» أن المحققين أنهوا تقريرهم عن الحادث، لكنه امتنع عن مناقشته لأن نتائجه اعتبرت «سرية».
واشترطت ‏فرنسا على الناتو وجوب احترام الحلفاء لحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، معلنة تعليق مشاركتها في عمليات المراقبة بالمتوسط، بانتظار رد الناتو على شروطها. وردا على ذلك، قال جاويش أوغلو إن فرنسا تحاول تشويه صورة تركيا في حلف الناتو، مشددا على أنه يجب عليها الاعتذار من تركيا حينما تظهر حقيقة المستندات التي قدمناها للحلف.
وفي السياق ذاته، دعا ‏نواب في البرلمان الأوروبي إلى إغلاق باب عضوية الاتحاد الأوروبي نهائيا أمام تركيا.
في سياق قريب، قال جاويش أوغلو إن الحل الوحيد للأزمة الليبية «هو الحل السياسي، لكننا نرى أن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر لا يريد وقف إطلاق النار». وأضاف جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس خلال زيارته ووزير السياحة التركي إلى برلين أمس: «يجب أن نوقف إطلاق النار على الفور، مع وضع بعض الشروط حتى يسري بشكل دائم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.