إطلاق صواريخ تجاه البحر... رسائل من {حماس} لإسرائيل

مظاهرات في غزة وقوات إسرائيلية إضافية إلى الضفة

مظاهرات عمت قطاع غزة أمس احتجاجاً على نية إسرائيل ضم مناطق في الضفة (د.ب.أ)
مظاهرات عمت قطاع غزة أمس احتجاجاً على نية إسرائيل ضم مناطق في الضفة (د.ب.أ)
TT

إطلاق صواريخ تجاه البحر... رسائل من {حماس} لإسرائيل

مظاهرات عمت قطاع غزة أمس احتجاجاً على نية إسرائيل ضم مناطق في الضفة (د.ب.أ)
مظاهرات عمت قطاع غزة أمس احتجاجاً على نية إسرائيل ضم مناطق في الضفة (د.ب.أ)

أطلق الذراع العسكري لحركة «حماس» رشقات صاروخية تجريبية كبيرة صوب البحر، فجر الأمس، في خطوة فسرتها إسرائيل على أنها رسائل من الحركة في حال أقدمت على ضم أي جزء من الضفة الغربية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن «حماس» أطلقت ما يقرب من 24 صاروخاً صوب البحر، مع فجر الأول من يوليو (تموز)، وهو موعد مفترض لضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه بشكل غير اعتيادي أطلقت «حماس» رشقات صاروخية تجاه البحر، وهي تحذيرات لإسرائيل من الضم.
وقال مراسل الصحيفة إليئور ليفي، إن إطلاق الصواريخ صوب البحر يأتي لتوضيح نوايا «حماس» العسكرية، إذا أعلنت إسرائيل عن تطبيق ضم الضفة. وكان الناطق باسم الذراع العسكري لحركة «حماس»، قد حذر إسرائيل من أن ضم الضفة سيكون بمثابة إعلان حرب، وأنها، أي إسرائيل، ستعض أصابع الندم إذا نفذت الخطوة.
وقبل أيام أخذت إسرائيل مزيداً من الاحتياطات في محيط غزة ونشرت نظام الدفاع الصاروخي «القبة الحديدية»، كما أجرى الجيش مناورات تحاكي مواجهة مع القطاع استعداداً لتصعيد عسكري على جبهة قطاع غزة، تتضمن إمكانية الدخول في جولة قتال واسعة.
وتخشى إسرائيل من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يحاول جر حركة «حماس» في القطاع إلى مواجهة معها. وقالت مصادر إن وقف التنسيق الأمني والمدني والذي قد يضر بحركة المرور والبضائع من وإلى غزة وقطع الرواتب، قد يساعد على تسخين جبهة القطاع المتوترة أصلاً بسبب بطء وغياب إدخال تسهيلات متفق عليها سابقاً بين «حماس» وإسرائيل عبر الوساطة المصرية. وتعتقد إسرائيل أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ستجدان صعوبة في عدم الرد من غزة وافتعال تصعيد أمني رداً على عملية الضم في الضفة.
وأبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقها من تصعيد في القطاع قد يوازيه انتفاضة في الضفة الغربية.
ونظمت «حماس»، وباقي الفصائل الفلسطينية مظاهرة واسعة ضد الضم، شارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، إلى جانب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية أحمد حلس، وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ورددوا شعارات ضد إسرائيل وخطط الضم. وألقى المسؤول في حزب فدا، سعدي عابد، كلمة الفصائل، وقال إن مسيرات غزة تأمل في أن تساهم في تعزيز صمود أهل في القدس والضفة الغربية والأغوار ودعم الأمل لدى الفلسطينيين بالشتات بحق العودة.
وكانت الفصائل في غزة اتفقت في لقاء عقدته الأحد الماضي، على خطة عمل وطنية موحدة لمواجهة صفقة القرن، متمثلة في تفعيل المقاومة الشاملة لمواجهة مخططات التصفية.
وأوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الحرازين، أن هذه الفعاليات تأتي استجابة للإعلان الصادر عن اللقاء الوطني، الذي عُقد بغزة مؤخراً، مشيراً إلى أن كافة القوى والفصائل والقطاعات الشعبية والمجتمعية موحدة ضد عملية الضم. وهددت الجهاد أن لها الحق بكل الطرق في مواجهة الضم، ملمحة إلى تصعيد عسكري محتمل. ويعزز موقف الفصائل في غزة وما قالته الجهاد، مخاوف إسرائيل من رد محتمل قادم من قطاع غزة إذا ما تمت عملية الضم.
ويراقب الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة عن كثب تصرفات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على ضوء إمكانية تنفيذ خطة الضم. ويستعد الجيش لعدة سيناريوهات بينها أن مظاهرات منظمة قد تخرج عن السيطرة عند نقاط التماس، إلى جانب تنفيذ عمليات فردية، أو عمليات تنفذها خلايا نائمة، كما يستعد أيضاً لإمكانية قيام حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بتنفيذ هجمات أو إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل بعد ضغوطات تمارسها عليه إيران، رداً على مخطط الضم المرتقب.
وتراقب الجهات الأمنية والاستخباراتية عن كثب الجهاد الإسلامي الذي يمكن أن يفاجئ الجميع بإطلاق صواريخ أو القيام بعملية في الضفة الغربية. وسيدفع الجيش بكتيبة إضافية إلى الضفة الغربية كذلك، تحسباً لأي تطورات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.