تركيا تتحرك لإنشاء قاعدة بحرية في مصراتة

TT

تركيا تتحرك لإنشاء قاعدة بحرية في مصراتة

جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعم بلاده لحكومة الوفاق الليبية، برئاسة فائز السراج، التي قال إنها تسعى للحفاظ على وحدة البلاد، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن بدء التحضيرات النهائية لإقامة قاعدة تركية بحرية في مصراتة، كما كشفت مصادر عن التحضير لقيام وفد تركي إلى طرابلس خلال أسبوعين لبحث مشروعات إعادة الإعمار والطاقة.
وتصاعدت التوقعات حول بدء تركيا قريبا في إقامة قاعدة بحرية في مصراتة، بعد الإعلان مساء أول من أمس عن زيارة قائد القوات البحرية التركية الأميرال عدنان أوزبال طرابلس بشكل مفاجئ، ولقائه رئيس هيئة الأركان العامة لقوات حكومة الوفاق الليبية، الفريق محمد الشريف، في قاعدة أبو ستة البحرية في طرابلس.
وقالت وسائل إعلام تركية إن المباحثات تناولت آخر التطورات في ليبيا، لافتة إلى أنه تم أيضا بحث بدء تركيا في استخدام قاعدة الوطية الجوية، وتدشين قاعدة بحرية في مصراتة، اللتين تقعان ضمن منطقة سيطرة حكومة الوفاق في غرب ليبيا.
ووقع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج في إسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مذكرتي تفاهم، تتعلق الأولى بالتعاون العسكري والأمني، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية في البحر المتوسط.
ودفعت تركيا بأعداد من عسكرييها وعناصر مخابراتها إلى ليبيا، إضافة إلى تقارير عن إرسال مقاتلين من الفصائل السورية المسلحة كمرتزقة لدعم حكومة الوفاق، وكميات كبيرة من الأسلحة دعما لحكومة السراج. كما تخطط للبدء في التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، وفي المناطق المواجهة لسواحلها تنفيذا لمذكرتي التفاهم.
وفي الوقت ذاته، كشفت مصادر عن اعتزام تركيا تنظيم وفد أعمال لزيارة ليبيا خلال أسبوعين لبحث إمكانية مشاركة الشركات والبنوك التركية في إعادة إعمار ليبيا، في ظل تداعيات الحرب، ولتأمين احتياجاتها من الطاقة.
وكان وفد تركي رفيع المستوى، ضم وزيري الخارجية والخزانة والمالية ورئيس المخابرات، ومسؤولين بالرئاسة التركية، زار حكومة «الوفاق» في 18 من يونيو (حزيران) الماضي لبحث التطورات في ليبيا، وعودة الشركات التركية للعمل في ليبيا، ومشروعات الطاقة وإعادة الإعمار.
وقالت مصادر لـ«رويترز»» أمس إن بعض السياسيين قد ينضمون إلى الزيارة المقبلة، موضحين أن الزيارة تضم «لجنة ممثلي شركات». فيما أوضح أحد المسؤولين الأتراك بقطاع الصناعة أن الوفد سيضع خطة أعمال، وسيركز في بادئ الأمر على الوفاء باحتياجات ليبيا من الطاقة، وإعادة الإعمار وتجديد بنيتها التحتية، حيث كانت شركات مقاولات تركية شرعت في العمل بمشروعات في ليبيا.
وقالت مصادر تركية إن البنوك الحكومية التركية ستساعد في إنشاء نظام مصرفي وهيئة تنظيمية للقطاع البنكي في ليبيا، موضحة أن العمل جار لضخ أموال عبر تركيا للواردات الليبية الرئيسية.
على صعيد متصل، قال الرئيس التركي إن تركيا تدعم «الحكومة الشرعية» في ليبيا، التي تعمل من أجل الحفاظ على وحدة البلاد... ونحن نرى كيف تقوم بعض الدول التي تدعي الديمقراطية بدعم الانقلابيين هناك. في إشارة إلى قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.
وأضاف إردوغان في كلمة خلال مشاركته أمس في اجتماع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية، أن تركيا «لن تترك الشعب الليبي تحت رحمة الانقلابيين، وستواصل دعم الحكومة الشرعية هناك، وستواصل فعالياتها في ليبيا في إطار الشرعية الدولية».
وتابع إردوغان موضحا: «مع اقترابنا من إتمام الربع الأول للقرن الـ21. هناك من لم يتمكن من التخلص من هواجسه الاستعمارية بعد (في إشارة ضمنية إلى فرنسا)، أما نحن فسنواصل القيام بما نراه صحيحا من أجلنا ومن أجل أصدقائنا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.