تحذير فرنسي من «عواقب» ضم إسرائيل أراضي فلسطينية

تحذير فرنسي من «عواقب» ضم إسرائيل أراضي فلسطينية
TT

تحذير فرنسي من «عواقب» ضم إسرائيل أراضي فلسطينية

تحذير فرنسي من «عواقب» ضم إسرائيل أراضي فلسطينية

حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، اليوم الأربعاء، من أن ضم إسرائيل لأي أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة سيكون انتهاكاً للقانون الدولي وستكون له عواقب.
وقال لو دريان في جلسة برلمانية: «ضم أراض فلسطينية، مهما كانت مساحتها، من شأنه أن يلقي بظلال من الشك على أطر حل الصراع». وأضاف: «لا يمكن أن يمر قرار الضم دون عواقب ونحن ندرس خيارات مختلفة على المستوى الوطني وكذلك بالتنسيق مع شركائنا الأوروبيين الرئيسيين».
وتكثفت المواقف الرافضة لتطبيق خطة إسرائيل لضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وتظاهر الفلسطينيون بالآلاف رفضاً لها، بالتزامن مع الموعد الذي حددته الحكومة الإسرائيلية لتعلن اعتباراً منه آلية تنفيذ الخطة.
لكن لم يصدر اليوم أي إعلان عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا الشأن. وبموجب الاتفاق الذي تشكلت بموجبه الحكومة الائتلافية في إسرائيل، حدد الأول من يوليو (تموز) موعداً للإعلان عن استراتيجية تنفيذ جزء من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، والمتعلق بضم المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية في الضفة الغربية.
وتتصاعد الانتقادات الدولية للمشروع. وأعلن وزراء أن أي إعلان لن يحصل اليوم. وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن نتنياهو قد يعلن في مرحلة أولى عن خطوة رمزية فقط، كضم مستوطنة واحدة في ضواحي القدس.
ورفض الفلسطينيون خطة ترمب وكذلك مخطط الضم، لكنهم أعلنوا أيضاً أنهم على استعداد لمناقشة البدائل مع الإسرائيليين.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الثلاثاء: «لن نجلس على طاولة مفاوضات يتم اقتراح الضم أو خطة ترمب عليها». وأضاف: «إنها ليست خطة، إنه مشروع لإضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الفلسطينية».
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في عام 1967 وضمت القدس الشرقية لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ويعارض معظم المجتمع الدولي وبشكل صريح خطة الضم. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقال له نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الأربعاء، أن هذه الخطوة ستكون «متعارضة مع مصالح إسرائيل طويلة المدى». وأضاف أن «الضم سيشكل انتهاكاً للقانون الدولي».
وتعارض فرنسا وألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، والأمم المتحدة مخطط الضم.
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الشهر الماضي من أن الضم سيؤدي إلى «نزاع واسع النطاق». ومنطقة غور الأردن متاخمة للأراضي الأردنية.
ويرتبط كل من الأردن ومصر بين الدول العربية بمعاهدة سلام مع إسرائيل.
واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه هذا الأسبوع، مخطط الضم «غير شرعي» محذرة من أن العواقب قد تكون «كارثية».
وقال وزير الدفاع ورئيس الوزراء بالإنابة بيني غانتس إن الأول من يوليو «ليس مقدساً». وأضاف لموقع «واي نت» الإلكتروني الإخباري الإسرائيلي: «يجب ألا نعرض معاهدة السلام مع الأردن للخطر».
وفقاً لاتفاق الائتلاف الحكومي بين نتنياهو وغانتس، يتولى وزير الدفاع رئاسة الوزراء في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ويكون نتنياهو رئيس الوزراء بالإنابة.
والتقى نتنياهو الثلاثاء السفير الأميركي ديفيد فريدمان، وقال بعد اللقاء: «ناقشت مسألة تطبيق السيادة التي نعمل عليها وسنواصل العمل في الأيام المقبلة».
ويستخدم مصطلح «السيادة» على نطاق واسع في إسرائيل للإشارة إلى ما يعتبره المجتمع الدولي «ضماً» وخرقاً للقانون الدولي.
وقال وزير التعليم العالي الإسرائيلي والمقرب من نتنياهو زئيف إلكين الأربعاء لإذاعة الجيش، إن الأربعاء هو فقط التاريخ الذي «ستحين فيه الساعة»، لكنه ليس اليوم الذي «سينفذ فيه كل شيء».
أما الوزير من دون حقيبة والمقرب من نتنياهو أيضاً تساحي هنيغبي فقال للإذاعة ذاتها، إنه لا ينبغي أن يتوقع الناس إعلانات كبرى في الأول من يوليو. وأضاف: «أنا مقتنع بأن الضم سيحدث لكن ليس صباح الغد».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».