مجلس الأمن يطالب بوقف نار شامل في كل أنحاء اليمن

مجلس الأمن أدان صواريخ الحوثيين على السعودية (إعلام الأمم المتحدة)
مجلس الأمن أدان صواريخ الحوثيين على السعودية (إعلام الأمم المتحدة)
TT

مجلس الأمن يطالب بوقف نار شامل في كل أنحاء اليمن

مجلس الأمن أدان صواريخ الحوثيين على السعودية (إعلام الأمم المتحدة)
مجلس الأمن أدان صواريخ الحوثيين على السعودية (إعلام الأمم المتحدة)

ندد أعضاء مجلس الأمن بإجماع أعضائه البالغ عددهم 15 عضواً، بالهجمات الأخيرة التي شنتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بالطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه المملكة العربية السعودية، معبرين عن تقديرهم الجهود التي بذلها تحالف دعم الشرعية في اليمن من أجل وقف النار في محافظة أبين، مشددين على ضرورة تنفيذ «اتفاق الرياض» بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وجدد أعضاء مجلس الأمن تأييدهم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 25 مارس (آذار) الماضي إلى المتحاربين في اليمن من أجل «وقف الأعمال العدائية على الفور»، منددين بـ«الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة والصواريخ على المملكة العربية السعودية»، بالإضافة إلى «تصاعد العنف الجوي والبري في النزاع اليمني». وكرروا «دعمهم الثابت» للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث وجهوده من أجل «التوصل إلى اتفاق لوقف النار على المستوى الوطني، وعلى التدابير الإنسانية والاقتصادية، وعلى استئناف عملية سياسية شاملة بملكية يمنية على النحو المبين في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها القرار (2216)، بالإضافة إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وعبروا عن «قلقهم البالغ من بطء وتيرة المفاوضات»، داعين الأطراف إلى «الموافقة على مقترحات الوساطة على عجل». ورحبوا بإعلان وقف النار في محافظة أبين، بوساطة من تحالف دعم الشرعية في اليمن، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ونشر مراقبين لوقف النار، معبرين عن «تقديرهم البالغ لجهود التحالف» في هذا الشأن. وطالبوا الطرفين بـ«التنفيذ السريع لأحكام اتفاق الرياض»، مع «التزام حسن نية لتمكين إعادة السلام في اليمن».
وأبدى أعضاء مجلس الأمن «قلقهم البالغ من ازدياد خطر تمزق أو انفجار ناقلة النفط «صافر»، مما قد يؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه»، مطالبين الحوثيين بأن «يمنحوا على الفور وصولاً غير مشروط للخبراء الفنيين التابعين للأمم المتحدة لتقييم حالة الناقلة، وإجراء أي إصلاحات عاجلة محتملة، وتقديم توصيات للاستخراج الآمن للنفط منها، وضمان التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة». وكذلك عبروا عن «قلقهم البالغ من الوضع الإنساني الكارثي والتحديات الإنسانية المتعددة التي تواجه اليمن»، مشيرين إلى «النقص المزدوج في تمويل الاستيراد وعمليات المساعدة الإنسانية، مما يمكن أن يدمر الاقتصاد اليمني ويؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد» في حال عدم وجود «إجراء سريع لصرف الأموال التي جرى التعهد بها بالفعل وتوفير أموال إضافية». وعبروا عن «قلقهم من الأثر المدمر» لوباء «كوفيد19» الذي ينتشر في كل أنحاء اليمن، داعين الأطراف المحلية إلى اتخاذ «كل الخطوات الممكنة لمنع انتشار الفيروس بين السكان المعرضين له بالفعل - مع مراعاة التأثير غير المتناسب على النساء والأطفال وحاجاتهم الخاصة - للتصدي للوباء بشفافية». كما طالبوا الأطراف المحلية بـ«التوقف الفوري عن عرقلة المساعدة الإنسانية للسماح بتوصيل المساعدات بشكل فعال وتيسير الوصول الآمن ومن دون عوائق للعاملين في المجال الإنساني وتدفقات الإمدادات الإنسانية والطبية، لا سيما في شمال اليمن»، مؤكدين أنه «يجب على كل الأطراف احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، لا سيما التزاماتها فيما يتعلق بحماية المدنيين والمنشآت المدنية وحماية العاملين في المجال الإنساني والصحي». ونددوا بـ«أي خسارة في أرواح المدنيين بمن فيهم الأطفال». ودعوا إلى «انخراط بناء» مع المبعوث الخاص من أجل «تنفيذ الترتيبات المتفق عليها بشكل متبادل لضمان التدفق المنتظم للوقود إلى ميناء الحديدة وضمان استخدام الإيرادات المرتبطة به لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية». كما دعوا الطرفين إلى العودة إلى التعاون من خلال لجنة تنسيق إعادة الانتشار والعمل مع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) من أجل استقرار الحديدة، مؤكدين «التزامهم القوي وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.