الخارجية التركية: الرئيس الفرنسي يدمّر ليبيا

TT

الخارجية التركية: الرئيس الفرنسي يدمّر ليبيا

اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، فرنسا باعتماد نهج تدميري في ليبيا، والسعي لتعزيز الوجود الروسي هناك، على الرغم من اعتبار حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا «تهديداً».
وجاءت تصريحات الوزير التركي أمس، رداً على تصريحات حادة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ألمانيا، أول من أمس، وندد فيها بـ«المسؤولية التاريخية والإجرامية» لأنقرة في النزاع الليبي، متهماً تركيا بنقل مرتزقة متشددين من سوريا إلى ليبيا.
وقال جاويش أوغلو: «فرنسا التي يقودها ماكرون، أو بالأحرى غير القادر على قيادتها حالياً، ليست موجودة في ليبيا إلا لتحقيق مصالحها بعقلية تدميرية... فمن جهة، يعد حلف الناتو وروسيا بمثابة تهديد. لكن من جهة أخرى، تسعى فرنسا، العضو في الحلف، إلى تعزيز وجود روسيا في ليبيا».
وأضاف جاويش أوغلو أن الرئيس الفرنسي يدرك جيداً أن تهجمه على تركيا «لن يعود بالنفع على سياسته الداخلية»، معرباً عن أمله أن «يكون ماكرون تلقّى درساً، وأدرك أن التهجم على تركيا لن يفيده في شيء».
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتبنى فيها رأس الدبلوماسية التركية وصف «التهديد»، الذي يستخدمه الناتو في مواجهة روسيا، ما يعكس حقيقة وجود خلافات متجذرة بين أنقرة وموسكو، ظهرت في تراجع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، عن زيارة تركيا في اللحظات الأخيرة في 14 يونيو (حزيران) الماضي لبحث موضوع ليبيا.
وعلى الرغم من التنسيق بين الجانبين التركي والروسي في سوريا، مع أنهما يقفان على طرفي نقيض أيضاً من حيث دعم تركيا لفصائل المعارضة المسلحة، ودعم روسيا للرئيس بشار الأسد بوصفه الرئيس الشرعي للبلاد، فإنهما لم يتمكنا من تطبيق الصيغة نفسها في ليبيا، حيث تدعم روسيا الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، فيما تدعم تركيا حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فائز السراج، بالسلاح والمرتزقة السوريين والاستشارات العسكرية.
وعلى الرغم من أن فرنسا لا تبدي تأييداً واضحاً، كما كان في السابق، للجيش الوطني الليبي، فإنها تتعرض لهجوم مستمر من جانب تركيا بسبب ليبيا وملفات أخرى. ورغم إدراك أنقرة حقيقة موقف «الناتو» من روسيا، فإنها عقدت معها صفقة صواريخ «إس 400» التي أثارت حفيظة «الناتو» وغضب واشنطن.
وعاد جاويش أوغلو لتدارك هجومه، غير المعتاد على روسيا، قائلاً: «رغم المصالح المختلفة لتركيا وروسيا في ليبيا، فإن البلدان يعملان على وقف لإطلاق النار... وما يجب السؤال عنه وانتقاده هو سياسة فرنسا، وبشكل محدد أكثر سياسة ماكرون... على ماكرون الإدراك أن الهجوم بهذا الشكل على تركيا لن يجلب له شيئاً على صعيد السياسة الداخلية. وآمل أن يستخلص العبر من ذلك».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».