السفيرة الأميركية حول القرار «المجنون»: تقييد الإعلام يحدث في إيران وليس بلبنان

السفيرة الأميركية متحدثة إلى «الحدث».. (تويتر السفارة)
السفيرة الأميركية متحدثة إلى «الحدث».. (تويتر السفارة)
TT

السفيرة الأميركية حول القرار «المجنون»: تقييد الإعلام يحدث في إيران وليس بلبنان

السفيرة الأميركية متحدثة إلى «الحدث».. (تويتر السفارة)
السفيرة الأميركية متحدثة إلى «الحدث».. (تويتر السفارة)

خرقت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا القرار القضائي الصادر قبل يومين والقاضي بمعنها من الإدلاء بتصريحات إلى المؤسسات الإعلامية ومنع الإعلام من أخذ تصريحات منها؛ إذ عادت وصرّحت، أمس (الأحد)، لأكثر من محطة، واصفة القرار بأنه «مجنون»، ومؤكدة أن «تقييد الإعلام يحدث في إيران وليس في لبنان». وكانت شيا انتقدت في تصريح لـ«الحدث» الحكومة وسيطرة «حزب الله» عليها، مما دفع بالقضاء، بناء على دعوى أحد المحامين، لإصدار قراره الذي تواصلت مفاعليه؛ إذ أعلن وزير الخارجية ناصيف حتي أنه استدعاها للقائه بعد ظهر اليوم (الاثنين) على خلفية تصريحاتها، فيما تحدث «حزب الله» عن حملة تحريض وتضليل تقوم بها الإدارة الأميركية وأدواتها في لبنان.
في المقابل؛ اتهمت وزارة الخارجية الأميركية «حزب الله» بمحاولة إسكات الإعلام، عادّةً أن «الأمر مثير للشفقة»‏، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت «الخارجية»: «حتى التفكير في استخدام القضاء لإسكات حرية التعبير وحرية الصحافة أمر سخيف»، مضيفة: «نحن نقف مع الشعب اللبناني وضد رقابة (حزب الله)».
من جهتها؛ وصفت شيا ما حدث بعد مقابلتها على قناة «الحدث» بالـ«جنون». وقالت للقناة نفسها في رد على القرار: «سمعت من الحكومة أنها ستتراجع عن إسكات الإعلام»، عادّة أن «تقييد الإعلام يحدث في إيران وليس في بلد كلبنان». وأضافت: «لا أريد أن أحكم على القضاء... ما حصل معي نجم عن تصرف فردي»، لكنها عدّت أن «ما حدث يثبت ضرورة القيام بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب» اللبناني.
وفيما أشارت معلومات في لبنان إلى إحالة القاضي محمد مازح الذي أصدر القرار بحق شيا إلى التفتيش القضائي، نفى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات هذا الأمر، بعدما أعلن مازح أنه سيقدم استقالته إذا صحّت المعلومات.
وكان قرار مازح قد نص على منع السفيرة الأميركية من التصريح عبر وسائل الإعلام لمدة سنة، وكذلك منع وسائل الإعلام كافة من إجراء أي تصريح معها للمدة عينها، تحت طائلة الغرامة الإكراهية.
واستمرت أمس المواقف المنتقدة للقرار القضائي، ووصف رئيس «الحزب الاشتراكي» وليد جنبلاط ما يحدث بالفوضى، وكتب على «تويتر»: «يا لها من فوضى في القضاء والخارجية والمالية والإدارة. القضاء يبدو وبعد تعثر التشكيلات، يسير على خطى المهداوي كمقدمة لنظام شمولي. في الخارجية؛ فإن الوزير يذكرنا بوليد المعلم (وزير الخارجية السوري). في المالية مدير نافذ يعبث بالأرقام لتفشيل الحوار مع الهيئات الدولية. في الإدارة عدد من المستشارين الحاقدين».
في المقابل، تحدث النائب في «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله عن أن «حملة التحريض والتضليل الأخيرة التي تقودها الإدارة الأميركية وأدواتها من رأس دبلوماسيتها إلى مساعده، وصولاً إلى السفيرة في بيروت، ضد غالبية اللبنانيين، ما هي إلا محاولة بائسة للتغطية على الدور التآمري لهذه الإدارة على لقمة عيش اللبنانيين وعملتهم الوطنية».
وقال إن «التصريحات الأخيرة للسفيرة الأميركية في بيروت تشكل اعتداء سافراً على سيادة بلدنا وكرامته الوطنية»، مضيفاً أن «السلطات اللبنانية؛ وفي مقدمها وزارة الخارجية، مدعوة لتحرك فوري لإلزام هذه السفيرة احترام القانون الدولي، الذي يحدد واجبات الدبلوماسيين، والتزام القوانين اللبنانية النافذة، وهو أمر سنتابعه وفق الأطر القانونية، لأن السلوك العدواني لهذه السفيرة هو تجرؤ وقح على الدولة، وهو تحد لقوانينها ولأحكام سلطتها القضائية». وانتقد فضل الله أيضاً ما قال إنه «بعض الأصوات اللبنانية التي وقفت على خاطر هذه السفيرة ضد قرار قاض حر انتفض لكرامة بلده، وهي أصوات تسهم في جعل هذه السفيرة تستبيح البلد وقوانينه أكثر فأكثر».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.