أفادت مصادر ميدانية يمنية بأن الميليشيات الحوثية تكبدت خلال يومين أكثر من 30 قتيلاً من عناصرها في مختلف جبهات الساحل الغربي، رداً على هجماتها الفاشلة لانتهاك الهدنة الأممية، واستهداف مواقع القوات المشتركة والقرى الآهلة بالسكان. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القوات المشتركة التي تضم ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والألوية التهامية تمكنت من إحباط كثير من الهجمات الحوثية خلال 48 ساعة على امتداد خطوط التماس، التي تبدأ من مدينة الحديدة شمالاً وحتى مديرية التحيتا جنوب المحافظة وصولاً إلى جبهة البرح في الساحل الغربي إلى الغرب من محافظة تعز.
وقدرت المصادر أن الجماعة الحوثية خسرت خلال محاولات التسلل والهجوم أكثر من 30 عنصراً، بينهم قناصة، في جبهات الدريهمي والتحيتا وبيت الفقيه، وذلك بالتزامن مع هجمات إرهابية للميليشيات على القرى السكنية المحررة في الساحل الغربي. وأكدت مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن تسعة مسلحين حوثيين قتلوا السبت جراء محاولة تسلل فاشلة قاموا بها من جهة منطقة الحسينية إلى مزرعة نخيل قريبة من خطوط التماس، شرق منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه. وأكدت أن عناصر من القوات المشتركة انقضوا على المتسللين وحصدوا أرواح 5 منهم لحظة الاشتباك، فيما لقي البقية مصرعهم بقصف مدفعي على مخبأ فروا إليه، بالتزامن مع محاولات تسلل أخرى لعناصر الجماعة في قطاع «كيلو 16» بمدينة الحديدة وقطاعي الجبلية والدريهمي.
وأفاد المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة من جهته بأن القوات المشتركة كسرت السبت هجوماً حوثياً واسعاً من جهتين على مثلث البرح ووادي رسيان غرب محافظة تعز، وكبدت الجماعة خسائر فادحة. ونقل المركز عن مصدر عسكري في القوات المشتركة قوله إن وحدات من ألوية المشاة وألوية العمالقة تمكنت من التصدي للهجوم الحوثي، وأجبرت عناصر الميليشيات على التراجع والفرار، تاركين خلفهم عدداً من القتلى والجرحى. وأوضح المركز أن عناصر القوات المشتركة نصبوا كميناً محكماً للمتسللين الحوثيين في جبهة الجبلية جنوب مديرية التحيتا، وتمكنوا من قتلهم واغتنام أسلحتهم، وعددهم 4 عناصر.
إلى ذلك ذكرت المصادر أن الميليشيات قصفت الأحد الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوب الحديدة، بالمدفعية؛ حيث طال القصف أماكن سكنية متفرقة في أطراف ومركز المدينة، خصوصاً «حي ربع الحضرمي الذي يتعرض للقصف الحوثي بشكل هستيري وعشوائي».
في سياق ميداني متصل أفادت مصادر عسكرية في محافظة تعز (جنوب غرب) بأن الميليشيات الحوثية استهدفت السبت بقذائفها السكن الخاص بمرضى الجذام في مدينة النور وأصابت اثنين منهم. وذكرت أن «الجيش الوطني تمكن، السبت، من صد لهجوم حوثي عنيف شنته على مواقعها في الدفاع الجوي، شمال مدينة تعز المحاصرة منذ ستة أعوام من قبل الميليشيات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف لانقلابيين بعد مواجهات استمرت لساعات. وفي محافظة الضالع (جنوب) قُتِل طفلان جراء انفجار عبوة ناسفة قرب منزلهما شمال المحافظة، بحسب ما أكده «المرصد اليمني للألغام» في تغريدة له على صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعي «تويتر».
وقال المرصد إن «الطفلين مجدي مسعد عبد الرحيم المريسي (7 أعوام) وبشرية صالح اليعيس (15 عاماً)، وهما من أسرة واحدة، قُتِلا نتيجة انفجار عبوة ناسفة قرب منزلهما في منطقة الزيلة بمديرية مريس شمال محافظة الضالع».
وعلى صعيد الجهود السعودية المستمرة في نزع الألغام الحوثية ضمن مشروع «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» أعلن المشروع قيامه بإتلاف وتفجير 1089 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في منطقة باب المندب بالساحل الغربي.
وقال مدير عام المشروع أسامة القصيبي إن «عملية الإتلاف شملت 235 لغماً أرضياً، و24 لغماً مضاداً للأفراد، و476 قذيفة وذخيرة غير منفجرة، و354 فيوز وكبسولة».
ونقل الموقع الإلكتروني للمشروع عن القصيبي قوله إن «عملية الإتلاف التي نفذها الفريق 30 الخاص بجمع القذائف تُعدّ الثالثة خلال شهر يونيو (حزيران)، ليصل إجمالي عدد عمليات الإتلاف في الساحل الغربي إلى 20 عملية إتلاف وتفجير».
ويعمل مشروع «مسام» في الساحل الغربي بـ16 فريقاً هندسياً موزعين على مديريات باب المندب، المخا، الخوخة، ذباب، موزع، الوزاعية، الدريهمي، حيس، بالإضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج ومديريات مكيراس وقعطبة بمحافظة الضالع.
تمكنت فرق «مسام» الهندسية منذ انطلاقة المشروع حتى الآن من نزع أكثر من 170 ألف لغم وذخيرة غيرة منفجرة من 8 محافظات يمنية محررة.