علماء «كاوست» و«كمبردج» يطوّرون قاعدة بيانات لدعم أبحاث الأمراض المعدية

تربط مسببات العدوى بالعلامات السريرية والأعراض

الموقع الإلكتروني لقاعدة البيانات الجديدة
الموقع الإلكتروني لقاعدة البيانات الجديدة
TT

علماء «كاوست» و«كمبردج» يطوّرون قاعدة بيانات لدعم أبحاث الأمراض المعدية

الموقع الإلكتروني لقاعدة البيانات الجديدة
الموقع الإلكتروني لقاعدة البيانات الجديدة

طور باحثون في «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية» (كاوست) قاعدة بيانات جديدة، أُطلق عليها اسم PathoPhenoDB، التي من شأنها أن تُسهل عملية البحث عن الارتباطات بين الأمراض المُعدية، والمسببات التي تؤدي إليها، والعلامات السريرية وأعراض العدوى، والعقاقير التي يمكن استخدامها للعلاج.
وتضم قاعدة البيانات الجديدة التي طُورت بالتعاون مع جامعة «كمبريدج» بالمملكة المتحدة، معلومات عن البروتينات، والتغيرات الجينية التي قد تجعل مسببات الأمراض مُقاوِمة لعقاقير معينة.
كما تساعد على تشخيص الأمراض المعدية وعلاجها، فضلاً عن دراسة الآليات الجزيئية الكامنة وراء تفاعلات مسببات الأمراض مع الأجسام المضيفة.
بيانات فريدة
تقول عالمة الأبحاث في «كاوست» الدكتورة شيناي كافكاس: «يوجد بالفعل عديد من قواعد البيانات المعنية ببحوث الأمراض المُعدية، ولكنها إما تُغطي جزءاً من البيانات المتاحة بقاعدة البيانات الخاصة بنا؛ كأن تقتصر على الارتباطات بين الأمراض ومسبباتها، وإما تركز على جوانب مختلفة من الأمراض، مثل تفاعل الأجسام المضيفة مع مسببات الأمراض، بغرض فهم آلية المرض».
وتشرح كافكاس أنه من أجل تكوين هذه القاعدة الشاملة للبيانات، جمع الفريق بيانات من قواعد البيانات الحالية، ثم استعان بتقنيات الذكاء الصناعي لاستخلاص مزيد من المعلومات المتاحة من المؤلفات العلمية أوتوماتيكياً، ثم عكفت الباحثة المختصة بعلم الوراثة في الفريق، مروة عبد الحكيم، على تفحص البيانات يدوياً للتحقق من دقتها، وإضافة المعلومات أو حذفها عند الحاجة.
ويقول الدكتور بول سكوفيلد، المحاضر المتخصص في مجال المعلوماتية الطبية والحيوية بجامعة «كمبريدج»، إن «مزيج الخبرة الحاسوبية والسريرية والبيولوجية لدى الفريق البحثي أهَّله بقوة لإنتاج قاعدة البيانات PathoPhenoDB».
ويكمُن تفرد قاعدة البيانات PathoPhenoDB في كونها تربط مسببات الأمراض بالأنماط الظاهرية للأمراض؛ لا سيما العلامات السريرية وأعراض المرض. ويوضح الدكتور روبرت هوهندروف، أستاذ علوم الحاسوب المساعد في «كاوست»، والذي قاد المبادرة، إن الأنماط الظاهرية ترمز للآليات الجزيئية والفسيولوجية الكامنة وراء المرض، ومن ثم يمكن استخدامها لدراسة هذه الآليات.
وبإمكان الجمهور الوصول إلى قاعدة البيانات والبحث فيها من خلال الرابط:
http://patho.phenomebrowser.net
ولاستخدام قاعدة البيانات، يُكتب المصطلح الذي قد يكون أحد مسببات الأمراض أو الأنماط الظاهرية للمرض، في مربع البحث، وستعرض قاعدة البيانات ما تحتويه من معلومات ترتبط بالمصطلح موضع البحث.
ارتباطات الأمراض
وتغطي قاعدة البيانات حالياً الارتباطات بين 508 من الأمراض المعدية و692 من مسببات الأمراض. كما تشمل معلومات عن الأدوية التي يمكنها علاج 130 من الأمراض المعدية ومسبباتها. وأخيراً، توفر معلومات بخصوص الآليات المعروفة التي ينتهجها ثلاثون من مسببات الأمراض لمقاومة العقاقير.
ويقول سكوفيلد: «ستحظى هذه المعلومات باهتمام الباحثين المعنيين بالأمراض السريرية المعدية ومُجتمع المعلوماتية الحيوية؛ لا سيما الأخير، إذ إن قاعدة البيانات تجمع البيانات بطريقة يمكن مشاركتها ودمجها وإخضاعها للحوسبة بسهولة، كما يمكن لتجميع البيانات بهذه الطريقة - لا سيما أنه مستمد من قاعدة بيانات خضعت للتحقق من صحة محتوياتها ونُقِحت يدوياً - أن يُسهِم في عديد من المشروعات. لقد غرسنا البذور وها نحن ننتظر نمو الزهور».
وتضيف كافكاس أن «قاعدة البيانات PathoPhenoDB تعد مورداً مُجتمعياً سيتطور وفقاً لمتطلبات المجتمع العلمي».
ويخطط الفريق لتحديث قاعدة البيانات بشكل مستمر بما يطرأ على الساحة، من خلال تكرار تدفق العمل المؤتْمَت. ويهدف أيضاً إلى ضم بيانات تسلسل الجيل التالي لمسببات الأمراض، الأمر الذي قد يحسِّن تشخيص الأمراض المعدية وعلاجها.



دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة
TT

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

إن مسألة ما إذا كان الانحباس الحراري العالمي يتسارع، هي مسألة مثيرة للجدال بشدة بين علماء المناخ، ففي حين زعم ​​البعض أن معدل الانحباس الحراري الحالي -الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في العام الماضي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وبالتالي يتماشى مع نماذج المناخ الحالية؛ يُحذر آخرون من أن الأرض أضحت أكثر حساسية لتأثيرات الوقود الأحفوري مما كان يُعتقد سابقاً، وأن البشرية تتجه نحو نقاط تَحوّل لا يمكن العودة منها.

وتيرة ارتفاع الحرارة أقل داخل مومباي والقاهرة

في دراسة حديثة، زادت مجموعة من الباحثين من جامعة ملبورن تعقيد هذا النقاش من خلال تحليل معدلات الانحباس الحراري في جميع أنحاء العالم والأسباب المحتملة للاختلافات الإقليمية.

النتيجة الرئيسية التي توصلوا إليها: تزداد حرارة الكرة الأرضية بمعدل أسرع، لكن هذا التسارع يحدث بشكل غير متساوٍ. ولكن من المثير للدهشة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع التركيزات الكبيرة من الفقر -المدن الكبرى مثل القاهرة ومومباي-ـ ترتفع درجة حرارتها ببطء أكثر من المراكز الحضرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

دقائق الهباء الجوي تعكس أشعة الشمس

لماذا؟ وجد الباحثون أن الكمية الكبيرة من دقائق الهباء الجوي في الهواء في المدن شديدة التلوث تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وعلى الأقل في الأمد القريب، يمكن أن يكون لها تأثير تبريدي صافٍ على السكان.

وأشادت إديث دي جوزمان، المتخصصة في سياسة التكيف في مركز لوسكين للابتكار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، بالباحثين، على عملهم.

وأكد مؤلفو الورقة البحثية أن النتيجة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها علامة جيدة. فمن ناحية، من المرجح أن تكون مؤقتة فقط. وثانياً، تأتي الحماية، كما هي، فقط من الملوثات الضارة. ووافقت دي جوزمان على هذا الاستنتاج، قائلةً إن الاحترار المتسارع يعني أن «السكان الذين هم بالفعل عُرضة بشكل صارخ لمجموعة متنوعة من الظلم البيئي والمناخي سوف يكونون أكثر عرضة للخطر».

التخلص من التلوث الجوي يزيد الحرارة

ومع تطور البلدان اقتصادياً، تميل حكوماتها إلى تبني سياسات لتنقية البيئة من التلوث، ولكن مع صفاء الهواء، سوف تتعرض الفئات السكانية الضعيفة لخطر التعرض للحرارة الشديدة. وقد قدم كريستوفر شوالم، مدير برنامج المخاطر في مركز «وودويل لأبحاث المناخ»، مثال الصين، حيث بدأت الحكومة في تجهيز محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بتقنيات الحد من الانبعاثات مثل أجهزة التنظيف، لمنع السخام من التسرب من المنشأة. وقال إن مثل هذه التدابير جيدة لجودة الهواء، لكنها ستسمح بتسرب مزيد من الحرارة من الشمس.

الفقر يزيد تأثيرات ارتفاع الحرارة

وسوف يكون الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكيفات الهواء والمناطق المظللة. وأضاف شوالم: «كلما كنت أكثر فقراً، ارتفعت درجة الحرارة، حيث تكون الحرارة استعارة لجميع أشكال اضطراب المناخ».

وأوضح شوالم أن المجتمع العلمي لديه نحو ثلاثين نموذجاً مناخياً متطوراً للغاية يُنظر إليه بشكل جماعي على أنه «لجنة من الخبراء» حول مسار الانحباس الحراري العالمي. يعتقد أن دراسة الاحترار المتسارع مفيدة لأنها يمكن أن تساعد البلدان على التخطيط لتدابير التكيف مع المناخ وفهم مدى واقعية أهداف سياسة المناخ الحالية -أو عدمها.

تغيرات مناخية مؤثرة

في العام الماضي، لم يحقق العالم أهداف الانبعاثات من اتفاقية باريس لعام 2015، وهو في طريقه لفعل نفس الشيء هذا العام. أصبح العلماء أكثر صراحةً بشأن ما تسمى وفاة التزام اتفاقية باريس بالحفاظ على العالم دون زيادة في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، في محاولات لإجبار صناع السياسات على التعامل مع حتمية موجات الحر المتفاقمة والأحداث الجوية المتطرفة القادمة.

يقدم مؤلفو ورقة ملبورن رؤى مطلوبة بشدة حول شكل المستقبل وكيف يجب على الدول الاستعداد: «يجب أن تشجع نتائجهم «استراتيجيات التكيف مع المناخ المستهدفة» الموجهة إلى أفقر المجتمعات الحضرية في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».