«الشارقة للكتاب» تفتتح «نادي القراء» بـ «هاوس أون فاير»

جوزيف فايندر أول الضيوف «عن بعد»

جوزيف فايندر
جوزيف فايندر
TT

«الشارقة للكتاب» تفتتح «نادي القراء» بـ «هاوس أون فاير»

جوزيف فايندر
جوزيف فايندر

في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم جراء انتشار جائحة كورونا، أطلقت هيئة الشارقة للكتاب «نادي القراء» (عن بعد)، الذي يستضيف سلسلة جلسات حوارية مع مجموعة من الكتاب، للحديث عن واحد من مؤلفاتهم في نقاش مفتوح مع جمهور قرائهم من مختلف بلدان العالم.
وتستضيف الجلسة الأولى التي تديرها الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف، الكاتب الأميركي جوزيف فايندر، ليناقش كتابه، «هاوس أون فاير»، حيث يمكن للراغبين في المشاركة، الانضمام على منصة التواصل الافتراضي، عبر الرابط: https:--bit.ly-2Zn3i5k، في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الـ02 من شهر يوليو (تموز) المقبل.
وقالت خولة المجيني، مديرة المعارض والمهرجانات في الهيئة: «تأتي هذه الجلسة ترجمة لمساعي الهيئة في تعزيز المشروع الثقافي في الشارقة، من خلال تمكين أفراد المجتمع وتوسيع آفاقهم وإثراء معارفهم، وتأكيداً على أن الثقافة والكتب تملك كافة الخيارات والحلول للانتصار على الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، نظراً لانتشار فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى أن هذه الأنشطة تمثل متنفساً ثقافياً ثرياً لمختلف أفراد المجتمع، وفرصة لمحبي القراءة لمقابلة كتّابهم المفضلين، لتشجيعهم على مواصلة القراءة، والتعرف على الإصدارات الأدبية المختلفة».
وأوضحت أن «نادي القراء» (عن بعد)، يشكل خارطة أدبية تجمع كبار المؤلفين، مع عشاق الكتب على منصة واحدة نابضة بالثقافة والحياة، وتتيح لهم المشاركة في المناقشات الأدبية، وتبادل الأفكار والآراء، وفتح النوافذ على وجهات النظر المختلفة، معربة عن شكرها على تعاون الكاتب فايندر في مبادرة الهيئة الجديدة، التي يتوقع أن تشهد مشاركة واسعة من القراء وجمهور الثقافة من الإمارات ومختلف بلدان العالم».
ويأتي كتاب «هاوس أون فاير» ضمن سلسلة مؤلفات «نيك هيلر»، بطل القصة الشهيرة للكاتب جوزيف فايندر.



جمعة اللامي... خرج من السجن أديباً وصحافياً متميزاً

جمعة اللامي
جمعة اللامي
TT

جمعة اللامي... خرج من السجن أديباً وصحافياً متميزاً

جمعة اللامي
جمعة اللامي

لم يأتِ رحيل المبدع العراقي جمعة اللامي في السابع عشر من هذا الشهر مفاجئاً لمعارفه ومحبيه. إذ لم تحمل السنوات الأخيرة الراحة له: فقد سكنه المرض، وتلبدت الذاكرة بضغوطه، فضاع كثير من الوهج الذي تميزت به كتاباته. وتجربة جمعة اللامي فريدة؛ لأنه لم يكن يألف الكتابة قبل أن يقضي سنواتٍ عدة سجيناً في عصور مضت. لكنه خرج من هذه أديباً، وصحافياً متميزاً.

ربما لا يعرف القراء أنه شغل مدير تحرير لصحف ومجلات، وكان حريصاً على أن يحرر الصحافة من «تقريرية» الكتابة التي يراها تأملاً بديعاً في التواصل بين الذهن واللغة. خرج من تلك السنوات وهو يكتب الرواية والقصة. وكانت روايته «من قتل حكمت الشامي» فناً في الرواية التي يتآلف فيها المؤلف مع القتيل والقاتل. ومثل هذه المغامرة الروائية المبكرة قادت إلى التندر. فكان الناقد الراحل الدكتور علي عباس علوان يجيب عن تساؤل عنوان الرواية: من قتل حكمت الشامي؟ جمعة اللامي. لكن الرواية كانت خروجاً على الرواية البوليسية وإمعاناً في المزاوجة ما بين ماورائية القص وواقعتيه (ما بعد الكولونيالية). وسكنته روح المغامرة مبكراً. وكان أن كتب مسرحية بعنوان «انهض أيها القرمطي: فهذا يومك»، التي قادته أيضاً إلى محنة أخرى، لولا تدخل بعض معارفه من الأدباء والمفكرين. وجاء إلى القصة القصيرة بطاقة مختلفة جزئياً عن جيله. إذ كان جيل ما بعد الستينات مبتكراً مجدداً باستمرار. وكان أن ظهرت أسماء أدبية أصبحت معروفة بعد حين وهي تبني على ما قدمه جيلان من الكتاب: جيل ذو النون أيوب، وما اختطه من واقعية مبكرة انتعشت كثيراً بكتابات غائب طعمة فرمان، وعيسى مهدي الصقر وشاكر خصباك، وجيل عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي، والذين بنوا عليه وافترقوا عنه كمحمد خضير، وموسى كريدي، وأحمد خلف، وعبد الستار ناصر، وعدد آخر. وكان جمعة اللامي ينتمي إلى هذا الجيل، لكنه استعان بهندسة القصة لتكون بنية أولاً تتلمس فيها الكلمات مساحات ضيقة تنوء تحت وقع أي ثقل لغوي. ولهذا جاءت قصصه القصيرة بمزاوجة غريبة ما بين الألفة والتوحش، يتصادم فيها الاثنان، ويلتقيان في الأثر العام الذي هو مآل القص.

وعندما قرر اللامي التغرب وسكن المنفى، كان يدرك أنه لن يجد راحة البال والجسد. لكنه وجد في الإمارات ورعاية الشيخ زايد حاكم الدولة، وبعده عناية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ما يتيح له أن يستأنف الكتابة في الإبداع الأدبي وكذلك في العمود الصحافي. ولمرحلة ليست قصيرة كان «عموده» الصحافي مثيراً لأنه خروج على المألوف، ومزاوجة ما بين العام والشخصي، اليقظة والحلم، المادية والروحانية. وعندما ينظر المرء إلى مسيرة طويلة من الكد الذهني والجسدي فيها الدراية والعطاء، يقول إن الراحل حقق ذكراً لا تقل عنه شدة انتمائه لمجايليه وأساتذته وصحبه الذين لم يغيبوا لحظة عن خاطره وذهنه، كما لم يغب بلده الذي قيَّده بحب عميق يدركه من ألِفَ المنافي وسكن الغربة.

سيبقى ذكر جمعة اللامي علامة بارزة في أرشيف الذاكرة العراقية والعربية الحيّة.

 كانت روايته «مَن قتل حكمة الشامي؟» خروجاً على الرواية البوليسية وإمعاناً في المزاوجة ما بين ما ورائية القص وواقعتيه (ما بعد الكولونيالية)