فتح «شبه كلي» للاقتصاد في مصر... وصندوق النقد لإقراضها 5.2 مليار دولار

فتح «شبه كلي» للاقتصاد في مصر... وصندوق النقد لإقراضها 5.2 مليار دولار
TT

فتح «شبه كلي» للاقتصاد في مصر... وصندوق النقد لإقراضها 5.2 مليار دولار

فتح «شبه كلي» للاقتصاد في مصر... وصندوق النقد لإقراضها 5.2 مليار دولار

بدأت الأنشطة الاقتصادية في مصر أمس، عودة شبه كلية، لكنها تدريجية بنسب تصل إلى الربع، في ضوء تخفيف البلاد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مارس (آذار) الماضي، خشية تفشي فيروس كورونا.
وعادت قطاعات اقتصادية كانت توقفت عن العمل نهائياً، في بداية الأزمة، الأمر الذي أثر بدوره في نسب البطالة ودورة رأس المال الاقتصادي، وهو ما يبرر قرار الحكومة المصرية بعودة الأنشطة الاقتصادية، رغم ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا، الذي يعدّ أقل مقارنة بالمعدلات العالمية التي شهدتها الدول الغربية.
وقالت الحكومة المصرية إنها سترفع اعتباراً من السبت (أمس)، حظر التجول الليلي المفروض منذ 25 مارس، للحد من تفشي فيروس كورونا، وستفتح المطاعم والمقاهي ودور العبادة، وإن كانت ستبقي على أعداد الزوار محدودة، ما زاد من الزخم في شوارع القاهرة أمس.
ومن المقرر أن تعمل المطاعم والمقاهي والنوادي الرياضية ودور السينما والمسارح بنسبة 25 في المائة من طاقتها الاستيعابية، مع ضمان التباعد الاجتماعي، وستفتح المساجد أبوابها للصلوات اليومية، لكن مع استمرار تعليق صلاة الجمع وقداديس الأحد التي تشهد أعداداً كبيرة من المصلين.
مع استمرار إغلاق الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة خشية تكدس المواطنين. في حين أن وسائل النقل الجماعي ستستمر حتى منتصف الليل وتستأنف العمل الرابعة صباحاً. بينما موعد غلق المحال التجارية سيكون في التاسعة مساء والمطاعم والمقاهي في العاشرة مساء.
وقالت مصر هذا الشهر، إنها ستعيد فتح جميع المطارات أمام رحلات الطيران المنتظمة وستفتح المنتجعات السياحية الرئيسية أمام السياحة الأجنبية اعتباراً من الأول من يوليو (تموز).
في الأثناء، تلقت مصر مساء الجمعة، موافقة صندوق النقد الدولي على برنامج مساعدات طارئة يبلغ 5.2 مليار دولار لتعزيز قدرتها على مواجهة التداعيات الاقتصادية لجائحة «كوفيد - 19».
وقال الصندوق في بيان إن هذه المساعدة الطارئة، المقرونة ببرنامج للإصلاح الاقتصادي، ستصرف على مدى 12 شهراً، في إطار ما أطلق عليه الصندوق اسم «اتفاق تأكيد».
وكان الصندوق أعطى موافقته المبدئية على هذه المساعدة في 5 يونيو (حزيران)، لكن كان لا يزال يتعين عليه انتظار موافقة مجلسه التنفيذي عليها.
ويأتي الإعلان عن هذه المساعدة بالتزامن مع بدء الصندوق صرف 2.8 مليار دولار للقاهرة، في مساعدة وافقت عليها المؤسسة المالية في 11 مايو (أيار) بموجب «أداة التمويل السريع» التابعة للصندوق، التي تم تعزيزها مؤخراً لتقديم مساعدات مالية سريعة إلى الدول النامية الأكثر عرضة للتداعيات الاقتصادية الناجمة عن تدابير مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
كان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أعلن في 26 أبريل (نيسان)، أن حكومته تتفاوض مع الصندوق للحصول منه على مساعدة مالية لمدة عام لتمكينها من مواجهة الأزمة الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19». لكن مدبولي لم يعلن في حينه عن قيمة المساعدة الجاري التفاوض عليها.
وحصلت القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 على خطة دعم بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، تلقت القسط الأخير منها العام الماضي.
ومصر، الدولة السياحية بامتياز، تضررت بشدة من جراء توقف السياحة الدولية والنقل الجوي بسبب الجائحة. وخفّض صندوق النقد توقعاته لمعدل النمو من 5.6 في المائة في 2019 إلى 2 في المائة هذا العام. غير أنه يبقى المعدل الإيجابي الوحيد في المنطقة.
والعام الماضي، جلب قطاع السياحة للاقتصاد المصري ما يقرب من 12.9 مليار دولار، في انتعاش أتى بعد سنوات من تضرر هذا القطاع بشدة من جراء ما شهدته البلاد من اضطرابات على الصعيدين السياسي والأمني. وهذا العام تسببت جائحة «كوفيد - 19» في انخفاض لاحتياطيات المصرف المركزي المصري من النقد الأجنبي.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».