«دار الكتاب التربوي»: نحاول تحبيب الأطفال بالقراءة

تغذي الجامعات في السعودية ودول عربية أخرى بالكتب المترجمة

فوزي الجمال مدير «دار الكتاب التربوي» يستعرض بعض الإصدارات
فوزي الجمال مدير «دار الكتاب التربوي» يستعرض بعض الإصدارات
TT

«دار الكتاب التربوي»: نحاول تحبيب الأطفال بالقراءة

فوزي الجمال مدير «دار الكتاب التربوي» يستعرض بعض الإصدارات
فوزي الجمال مدير «دار الكتاب التربوي» يستعرض بعض الإصدارات

أكثر من 25 عاماً هو عمر «دار الكتاب التربوي»، في محافظة الظهران (شرق السعودية)، الفريدة من نوعها في البلاد، التي تقوم فكرتها على تغذية المدارس والجامعات في السعودية والإمارات وعمان والبحرين ولبنان والأردن ودول عربية أخرى بالكتب التربوية المترجمة، في مشروع غير ربحي تشرف عليه مدارس الظهران الأهلية بمدينة الظهران، ويسعى لدعم تطوير التعليم في البلاد العربية، من خلال توفير كتب ومواد ذات جودة عالية للمعلمين والطلاب.
والدار التي تضع عبارة «أنا أحب القراءة» في مدخلها هي دار النشر الوحيدة في العالم العربي التي انبثقت من مدرسة، بحسب ما يوضحه فوزي الجمال، مدير الدار، الذي يؤكد أن تأسيس هذه الدار جاء بدافع الحاجة لإيجاد كتب تربوية حديثة تصلح لتطوير كفايات الهيئة التعليمية العاملة في المدارس وكليات التربية في مختلف أنحاء الدول العربية.
يقول الجمال لـ«الشرق الأوسط»: «الدار ولدت لهدف تربوي، وحققت هذا الهدف. أما الجانب المادي، فإن الدار لا تغطي إلى الآن نفقاتها... فتجارة الكتب تجارة خاسرة!». ورغم ذلك، فإنه يبدو مزهواً بما تضمه الدار من معرض لأدب الطفل، يضم ألوف الإصدارات التي هي حصيلة 40 دار نشر تخصصت بكتب الأطفال.
ويقول عن ذلك: «نحن نحاول تحبيب الأطفال بالقراءة. وهذا المعرض يمثل نافذ مهمة للتربويين وأولياء الأمور الذين عادة يصحبون أطفالهم لاختيار ما يناسبهم من كُتب في أدب الطفل. وهذه الكُتب تُباع بسعر بيعها من دار النشر نفسه، بمعنى أن الدار لا تحقق مبيعات تُذكر من وراء ذلك».
وتنظم الدار معرضاً سنوياً متخصصاً في كُتب الأطفال، يُقام في مدارس الظهران الأهلية، ويحظى بشعبية كبيرة شرق السعودية. وحتى العام الماضي، كما يضيف الجمال، ضم المعرض الأخير أكثر من 6 ألاف عنوان في أدب الطفل. وتسعى الدار للوصول إلى نصف مليون كتاب معروض. ومما يميز المعرض أن الكُتب مُصنفة فيه بحسب المستوى القرائي للطفل.
وتُدرس كتُب «دار الكتاب التربوي» في عدد من الجامعات السعودية والعربية، مثل: جامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض، وجامعة الملك فيصل بالأحساء، وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام، وجامعة البحرين في المنامة، وجامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، والجامعة اللبنانية ببيروت، وغيرها.
ويبدي الجمال أسفه من كون بعض الكتب تُنشر في الغرب بنصف مليون نسخة، بينما يُطبع منها هنا نحو 3 آلاف نسخة في أحسن الأحوال. ويعزو سبب ذلك إلى أنه «لا توجد عقلية للاستمرار في التطوير لدى التربويين؛ المعوق الأساسي الذي يواجهنا هو الإيمان بأهمية التعلم المستمر والتطوير المستمر للمعلم، وهي مسؤولية الجهات التربوية، وليس الفرد نفسه».
وعن الأثر الذي تركته الدار، يقول مديرها: «نحن أول من أدخل مفهوم التعلم التعاوني على مستوى الشرق الأوسط، وكان أول كتاب نشرناه عن هذا الموضوع عام 1995. ونحن نحرص على اختيار كتب حديثة تسهم في الاستخدام الميداني، ولا تتعارض مع ثقافتنا العربية والإسلامية».
ويعبر الجمال عن فخره بأن «المئات من المدارس والكليات اليوم تعتمد على إصدارات الدار في تطوير تعليمها، داخل السعودية وخارجها».



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.