دعوة دولية لإطلاق الصحافيين من سجون الحوثيين

TT

دعوة دولية لإطلاق الصحافيين من سجون الحوثيين

نددت المجموعة التنفيذية لتحالف حرية الإعلام، المؤلفة أعضاؤها من عدة دول، بقرار الحوثيين إعدام صحافيين يمنيين، ودعت إلى التراجع عن القرار، والإفراج عن جميع الصحافيين المعتقلين.
وعبر أعضاء المجموعة في بيانهم عن قلقهم المتنامي بشأن اعتداءات الحوثيين على حرية الإعلام في اليمن؛ حيث يشكل استمرار احتجازهم لصحافيين يمنيين دلالة مقلقة على خطورة انتهاكات حرية التعبير عن الرأي.
ودان أعضاء المجموعة قرار الإعدام الحوثي بحق الصحافيين الأربعة، وذكروا أن «ذلك وضع مقلق للغاية يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان»، مؤكدين أن «الاعتداءات على حرية الإعلام هي اعتداءات على حقوق الإنسان، وحماية الصحافيين وغيرهم من الإعلاميين ضرورية جداً لنجاح أي جهود لبناء السلام في اليمن».
ووجهت المجموعة نداء لجميع الأطراف اليمنية لضمان سلامة الصحافيين، واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لكي يتمكنوا من أداء عملهم دون خشية تعرضهم للاعتقال أو الانتقام أو القيود، وما يشكله ذلك من انتهاك لحق التعبير عن الرأي.
وجاء في بيان المجموعة أن على الحوثيين «الرجوع فوراً عن قرارهم إعدام الصحافيين: عبد الخالق أحمد عمران، وأكرم صالح الوليدي، وحارث صالح حميد، وتوفيق محمد المنصوري، والإفراج عنهم جميعاً». وكذا: «الإفراج فوراً عن الصحافيين: هشام أحمد طرموم، وهشام عبد الملك اليوسفي، وهيثم عبد الرحمن الشهاب، وعصام أمين بلغيث، وحسن عبد الله عناب».
كما دعت المجموعة الدولية إلى الإفراج فوراً عن جميع الصحافيين اليمنيين المعتقلين، والرجوع عن أي عزم على معاقبتهم أو إيذائهم، والإفصاح عن مصير الصحافيين المفقودين، وإلى التوقف عن تقويض حق جميع الصحافيين والإعلاميين اليمنيين بالتعبير عن الرأي في أدائهم لعملهم الضروري، وعدم تعريضهم لأي عقاب آخر.
وتضم المجموعة التنفيذية لتحالف حرية الإعلام أعضاء من كل من: كندا، وألمانيا، ولاتفيا، وهولندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
في غضون ذلك، رحبت الحكومة اليمنية بالبيان المشترك الصادر عن المجموعة بشأن حرية الإعلام في اليمن. وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريح رسمي: «إن جرائم وانتهاكات الميليشيا الحوثية بحق الصحافيين والناشطين، والقيود التي فرضتها على حرية الرأي والتعبير في مناطق سيطرتها منذ تمردها على الحكومة، تكرار منهجي لممارسات التنظيمات الإرهابية (داعش)، و(القاعدة)، وانتهاك صارخ وغير مسبوق لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني».
ودعا الإرياني المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحافيين لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه انتهاكات الميليشيا الحوثية، والضغط عليها لوقف أحكام الإعدام بحق الصحافيين، وإطلاق كافة المعتقلين من إعلاميين وصحافيين ونشطاء في مواقع التواصل، ووقف كافة أشكال القمع والتنكيل بالصحافيين.
وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة الخاضعة للحوثيين في صنعاء، قد عقدت في أبريل (نيسان) الماضي جلسة من دون حضور الدفاع عن الصحافيين العشرة المختطفين منذ خمس سنوات، وأصدرت أحكام الإعدام والحبس بحقهم.
وقضت الأحكام الحوثية غير القانونية بإعدام الصحافيين: عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي، كما قضت بحبس الستة الآخرين، وهم: هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم الشهاب، وعصام بلغيث، وحسن عناب، وصلاح القاعدي، واكتفت بالمدة التي قضوها في سجون الجماعة، مع وضعهم تحت رقابة الميليشيات لمدة ثلاث سنوات.
وكانت الجماعة الانقلابية قد اختطفت الصحافيين العشرة من أحد فنادق صنعاء في يونيو (حزيران) 2015، وقامت بإخفائهم وإخضاعهم للتعذيب الجسدي والنفسي في المعتقلات الخاضعة لها في صنعاء، قبل أن تحيلهم للمحاكمة بتهم «الخيانة» والتخابر المزعوم مع الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
وتأتي الأحكام الحوثية بالإعدام ضمن مئات الأحكام الأخرى في الفترات الماضية التي قضت بإعدام سياسيين وناشطين وقيادات عسكرية في الحكومة الشرعية وبرلمانيين ووزراء، على رأسهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، ورئيس البرلمان سلطان البركاني.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.