تركيا ترد على العراق بنفي سقوط مدنيين في عملياتها

سعت تركيا إلى تجنب الانتقادات الموجهة إليها بسبب اجتياحها العسكري لشمال العراق ومطالبتها بالانسحاب بنفي تعرضها للمدنيين أو المباني التاريخية والأثرية خلال العملية العسكرية الحالية «المخلب - النمر» التي تقول إنها تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (الجمعة)، إن عملية «المخلب - النمر» العسكرية لم ولن تلحق الأذى بأي مدني و«إن الجيش التركي يعتبر المدنيين والأراضي والمباني التاريخية والآثار الثقافية عناصر لا يمكن المساس بها».
ونفذت القوات التركية عمليتين منفصلتين في شمال العراق الأسبوع الماضي بررتهما بـ«تزايد هجمات حزب العمال الكردستاني على قواعد الجيش التركي في الحدود بين البلدين». ونفذت العملية الأولى في 15 يونيو (حزيران) تحت اسم «المخلب - النسر» تم خلالها قصف مناطق في شمال العراق بالطيران والمدفعية، وبعدها بيومين انطلقت العملية الثانية باسم «المخلب - النمر» بمشاركة القوات الخاصة، ولاتزال مستمرة حتى الآن.
وتقول أنقرة إنه ليس هناك مدى زمني للعمليتين وستستمران حتى الانتهاء من شل قدرات العمال الكردستاني وتدمير مواقعه وقدراته اللوجيستية، مؤكدة أنهما تجريان بتنسيق مع السلطات العراقية.
وقتل العديد من المدنيين بينهم أطفال ودمرت منازل في القصف الجوي وفي العملية «المخلب - النمر» التي لا تزال مستمرة في حفتانين، بلدة شارباجر بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، وقتل 5 مدنيين في القصف الذي شنته مقاتلات التركية على مدينة شیلادزي في محافظة السليمانية.
ودعا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق، مجلس الأمن الدولي للتحرك ضد الانتهاكات التركية لأجواء العراق، والهجمات العسكرية المتكررة على المناطق ذات الأغلبية الكردية، كما طالبوا الرئاسة العراقية برفع دعوى رسمية ضد تركيا. كما دعا الحزب، الخارجية العراقية لطلب عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن لإنهاء القصف التركي.
وانتقدت رئاسة الجمهورية العراقية، أمس، الانتهاكات التركية المتكررة للأجواء العراقية، وقالت إنها تعد مخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية، وتسببت في مقتل العديد من المدنيين العزل، ودعت إلى وقف الانتهاكات التي تتعرض لها السيادة الوطنية نتيجة العمليات العسكرية التركية المتكررة وخرقها للأجواء العراقية، التي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين العزل. واعتبرت الرئاسة العراقية أن هذه الأعمال تعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية. وسبق أن استدعت الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلديز مرتين للاحتجاج على الاجتياح العسكري التركي لشمال العراق. لكن أنقرة لا تعير اهتماما كبيرا بمثل هذه الاحتجاجات.
وكشف مسؤول تركي عن أن الجيش التركي يعتزم إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في منطقتي سينات وحفتانين في شمال العراق، ستضاف إلى 10 قواعد عسكرية تركية، تمتد في إقليم كردستان على طول الحدود بدءا من معبر خابور وصولا إلى منطقة صوران. ونقلت صحيفة «يني شفق»، القريبة من الحكومة، عن المسؤول التركي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «القوات التركية ستركز على منطقة سينات بعد عمليتها العسكرية في حفتانين شمال العراق، وستنشئ قواعد عسكرية على هذا الخط... وأن «غرض تركيا وهدفها من إقامة هذه القواعد هو منع تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني إلى أراضيها». وكان مسؤول تركي صرح من قبل بأن أنقرة تنوي بناء المزيد من القواعد العسكرية «المؤقتة» شمال العراق، دون أن يحدد عددها أو موقعها.