«ليكود» يعرض على غانتس رئاسة الدولة مقابل إبقاء نتنياهو على رأس الحكومة

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أمس، أن جهات في حزب «ليكود» الحاكم تطرح اقتراحاً جديداً لتغيير اتفاق التناوب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل زعيم حزب «كحول لفان» بيني غانتس، وإبرام صفقة جديدة بينهما يتم بموجبها انتخاب غانتس رئيساً للدولة في السنة القادمة، وبالمقابل الإبقاء على نتنياهو رئيساً للحكومة.
وقالت المصادر إن استطلاعات الرأي تشير بوضوح إلى أن الجمهور يريد نتنياهو رئيساً للحكومة، وتمنحه أكثرية كافية لتشكيل حكومة يمين من دون غانتس، وتشير إلى أن الأخير سيتحطم في حال إجراء انتخابات برلمانية جديدة. وتؤكد أن «تسليم غانتس منصب رئيس حكومة في ظروف كهذه ليس عادلاً ولا يتفق مع المنطق». ونقلت المراسلة السياسية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جهات في «ليكود» قولها إن «على غانتس أن يستوعب وضعه الهش جماهيرياً وأنه في حال قرر الذهاب إلى انتخابات الآن أو بعد سنة، سيصيبه ما أصاب رئيس أركان سابقاً آخر، هو شاؤول موفاز، الذي ترك الحكومة ووجد نفسه مع نائبين اثنين فقط».
وقال وزير في «ليكود» للصحيفة إن «الانتخابات ليست خياراً عند غانتس لأنها ستكون نهاية طريقه السياسي. فالذي سيحصل في وضع كهذا أن نتنياهو سيترشح، والمركز واليسار سيبحثون عن مرشح وغانتس سيكون عالقاً بينهما». ويقول بعض الأوساط في «ليكود» إن «الحل الأفضل الذي يضمن مخرجاً مشرفاً لغانتس هو أن يستمر نتنياهو في منصبه رئيساً للحكومة مقابل أن يضمن لغانتس مساراً محترماً للخروج من هذه الأزمة، عبر ترشيحه من قبل الائتلاف الحكومي للرئاسة، مقابل تنازله عن حقيبة الأمن لوزير الخارجية الحالي وشريكه، غابي أشكنازي».
ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالا افتتاحياً أمس، تحت عنوان «غانتس في وحل عميق»، أشارت فيه إلى خطئه الاستراتيجي في وضع ثقته في «ليكود» ونتنياهو. واتهمته بأنه يحاول التغطية على أخطائه هذه عن طريق تبني مواقف نتنياهو السياسية ضد الفلسطينيين، ويتنكر بذلك لوعوده الانتخابية. وأضافت: «غانتس وأشكنازي انتقلا إلى الجانب الآخر. ففي الأقوال التي أدلى بها غانتس في حديث مع مراسلين عسكريين في تل أبيب تبجح بأسلوب ما كان ليخجل به حتى نتنياهو، بأنه إذا لم يكن الفلسطينيون مستعدين للبحث في موضوع الضم فإن إسرائيل ستواصل من دونهم». وقال إنه «لن نواصل انتظار الفلسطينيين لأنهم يواصلون رفض الحوار والبقاء في وحلهم العميق». وأضافت الصحيفة: «ليس هكذا يتحدث زعيم سياسي، وبالتأكيد ليس هو المعني بأن يشكل بديلاً للحكم. استخفاف غانتس بالفلسطينيين يدل على الغرور وقصر النظر وسوء فهم النزاع القومي بين الشعبين. فإذا كان ثمة بالفعل وحل عميق يغرق فيه الفلسطينيون، فهذا هو احتلال الـ53 سنة، ومشروع القمع الذي تنزله حكومات إسرائيل على أجيالها ويصونه الجيش الذي وقف غانتس نفسه على رأسه. فبدلاً من المزايدة على الفلسطينيين بالتغيير، يجب على غانتس أن يسأل نفسه بصدق إذا كان هو معنياً بالفعل بالتغيير. وإذا كان نعم، فإن عليه أن يتذكر سبب وجوده السياسي ويوقف جنون الضم. وإذا لم يفعل ذلك، فمن الأفضل أن يخلي المنطقة ويعطي قوى سياسية أخرى المجال لمحاولة إنهاء المهمة».