تاريخ الاستفتاءات الحاسمة في روسيا

تاريخ الاستفتاءات الحاسمة في روسيا
TT

تاريخ الاستفتاءات الحاسمة في روسيا

تاريخ الاستفتاءات الحاسمة في روسيا

> يوصف التصويت الذي يجري في مطلع يوليو (تموز) بأنه «أول حوار مباشر بين بوتين والشعب» باعتبار أن مسألة التعديلات الدستورية عرضت لمعرفة رأي الشعب فيها هي أول تصويت عام أو استفتاء يجري في روسيا منذ تسلم بوتين السلطة قبل 20 سنة.
قبل ذلك، كان الرئيس «الأول» لروسيا الحديثة بوريس يلتسين قد لجأ إلى تنظيم استفتاءات عدة، ما شكل وفقاً لخبراء شكلاً نمطياً في عهده للحوار بين الحكومة والشعب.
قبل 29 سنة، في 17 مارس (آذار) 1991، نُظّم استفتاء عام حول مصير الاتحاد السوفياتي. ودُعي مواطنو الاتحاد السوفياتي للتعبير عن رأيهم بشأن سؤال واحد: «هل ترى أنه من الضروري الحفاظ على اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية كاتحاد متجدد للجمهوريات ذات السيادة المتساوية؛ حيث يتم ضمان حقوق الإنسان والحريات من أي جنسية بشكل كامل؟»
هذا الاستفتاء ونتائجه يعد الأغرب في تاريخ العمليات المماثلة في العالم، إذ صوتت الغالبية العظمى من المشاركين في الاستفتاء، نحو 79 في المائة، لصالح «الحفاظ على الاتحاد السوفياتي». ولكن لم يمر عام واحد حتى أعلنت وفاة الدولة السوفياتية، من خلال إبرام رؤساء روسيا بوريس يلتسين، وروسيا البيضاء ستانيسلاف شوشكيفيتش، وأوكرانيا ليونيد كوتشما، اتفاقية حول إنشاء «اتحاد الدول المستقلة» وتقويض اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
وإبان رئاسة بوريس يلتسين، أجريت الاستفتاءات 3 مرات، 17 مارس 1991 بشأن إعلان روسيا دولة ذات نظام رئاسي مباشر، و25 أبريل (نيسان) 1993 بشأن الثقة في رئيس الاتحاد الروسي والمجلس الأعلى للاتحاد الروسي، والتي انتهت بحلّ البرلمان، و12 ديسمبر (كانون الأول) 1993 بشأن مشروع دستور الاتحاد الروسي. والملاحظ أن الإقبال على الاقتراع كان مرتفعاً في كل هذه الاستحقاقات.
ويشير عالم السياسة ألكسندر موروزوف إلى أنه لا يمكن البحث عن تشابه بين التصويت الحالي والاستحقاقات، مضيفاً: «هذا ليس عام 1990. عندما كان حلّ الاتحاد السوفياتي على جدول الأعمال، بل أشبه ما يكون بالتصويت على دستور (ليونيد) بريجنيف، في عام 1977، عندما حدد الدستور قواعد النظام نفسه».
أما مدير معهد التقنيات الانتخابية يفغيني سوشكوف، فيلفت إلى فارق بينه وبين التصويت على اعتماد دستور الاتحاد الروسي في 12 ديسمبر (كانون الأول) 1993. موضحاً: «كان كل شيء أكثر صحة وأفضل إعداداً، كان هناك اجتماع دستوري، ونوقشت نسختان من الدستور». واعتبر أن التصويت الحالي «أقرب من حيث المضمون إلى التصويت على بقاء الاتحاد السوفياتي الذي تم تجاهله ورميت نتائجه في سلة المهملات من جانب منظميه أنفسهم بعد 294 يوماً فقط».
ومن جهته، يقول السياسي دميتري غودكوف، رئيس حزب التغيير، إنه «لا يمكن مقارنة التصويت الشامل لروسيا على تعديلات الدستور في الأول من يوليو 2020 باستفتاءات عموم روسيا التي أجريت في السابق»، لأن الاستفتاءات السابقة نظمت لصالح جزء على الأقل من المجتمع، وليس للتصويت على بقاء شخص واحد.
هكذا، يرى خبراء من مشارب مختلفة المشهد، في حين لا ينكر الموالون حقيقة أن جزءاً كبيراً من الاستحقاق المنتظر تتعلق بالتصويت لشخص واحد، لكنهم يكرّرون المقولة الأكثر انتشاراً في روسيا في هذه الأيام، إنه «تصويت لصالح الاستقرار».



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»