كسر هجمات للانقلابيين في الحديدة وتدمير مستودع أسلحة في الجوف

TT

كسر هجمات للانقلابيين في الحديدة وتدمير مستودع أسلحة في الجوف

على وقع المعارك التي يخوضها الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية ضد الميليشيات الحوثية، أعلنت القوات المشتركة في محافظة الحديدة (غرب) صد هجمات حوثية جنوب المحافظة، بعد ساعات من تدمير طيران التحالف مستودعاً للانقلابيين في محافظة الجوف.
وأفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية في بيان، ليل الأربعاء – الخميس، بأن مقاتلات التحالف دمرت مخزن أسلحة تابعاً لميليشيات الحوثي شرق مديرية الحزم في محافظة الجوف، حيث «سُمع دوي انفجارات ضخمة وتصاعدت ألسنة اللهب في سماء المنطقة».
إلى ذلك، نقلت مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة في محافظة الحديدة، أن «وحدات الاستطلاع رصدت 8 عناصر حوثيين، بينهم قناص ومساعد قناص من بقايا جيوب الميليشيات لحظة تسللهم من جهة خط زبيد إلى مزارع نخيل قريبة من خطوط التماس شرق منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، وسرعان ما تم التعامل معهم من قبل القوات المشتركة».
وأكدت المصادر، أن «وحدة مكافحة القناصة التابعة للقوات المشتركة تعاملت مع القناص الحوثي وأردته قتيلاً قبل أن يكمل تمركزه بين النخيل، كما تم التعامل بنجاح مع بقية العناصر الذين حاولوا الفرار».
وخلال الأسبوعين الماضيين، لقي العشرات حتفهم من بقايا جيوب الميليشيات الحوثية المتمركزة في مناطق نائية غير ذات قيمة عسكرية جنوب التحيتا، جنوب الحديدة، جراء محاولات تسلل فاشلة ضمن خروقاتهم المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار.
في السياق نفسه، دمرت القوات المشتركة مخزن سلاح في جبهة البرح غرب تعز في الساحل الغربي. وقال مصدر عسكري، إن «مدفعية القوات استهدفت مواقع وثكنات الميليشيات الحوثية، وتمكنت من تحقيق ضربات مركزة قُتل إثرها عدد من عناصر الحوثي وجُرح آخرون».
وفي مديرية نهم شمال شرقي صنعاء وفي محافظة الجوف المجاورة، أعلن الجيش اليمني تحرير مواقع عدة خلال معارك مع الميليشيات الحوثية، وفق ما أكده الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي، الذي قال إن «قوات الجيش الوطني مسنودة برجال المقاومة وطيران تحالف دعم الشرعية، أحبطت تسللات عدة قامت بها الميليشيا الحوثية المتمردة في جبهة قانية بمحافظة البيضاء، وتم القضاء على مجاميع الميليشيا التي حاولت التسلل إلى سوق قانية وبعض المواقع في الجبهة، وكبدت المواجهات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إضافة إلى استعادة أسلحة وذخائر متنوعة من قبضة الميليشيا الحوثية».
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت)، الأربعاء، عن مجلي تأكيده، أن «قوات الجيش حررت عدداً من المواقع في منطقتي صلب ونجد العتق بجبهة نهم شرقي محافظة صنعاء، وتمكنت من القضاء على الميليشيات الحوثية التي حاولت التسلل إلى بعض المواقع في الجبهة».
وبحسب مصادر عسكرية، أدت معارك الثلاثاء الماضي إلى «مصرع مسؤول استخبارات الحوثيين في الجوف العميد رياض صلاح، ورئيس أمنهم الوقائي هناك العميد جمال القيز، كما أسفرت عن تحرير مواقع شرقي مديرية الحزم عاصمة الجوف، وأعادت فتح طريق يربط المحافظة بمأرب ونهم».
وفي البيضاء، تكبدت الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين خسائر بشرية ومادية ضخمة في معاركها مع الجيش وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي دمرت تعزيزات تابعة للميليشيات كانت في طريقها إلى جبهة قانية (شمال البيضاء)، بحسب ما أكده المركز الإعلامي للقوات المسلحة.
إلى ذلك، سقط عدد من الميليشيات الحوثية خلال الساعات الماضية بين قتيل وجريح خلال معارك شهدتها قطاعات شمال شرقي مديرية الحشاء وجنوب منطقة العود بمديرية قعطبة بمحافظة الضالع (جنوب). وذكر المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري، أن «الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تكبدت خسائر كبيرة تمثلت بسقوط عدد كبير من عناصرها بين قتيل وجريح، بينهم قيادات ميدانية رفيعة خلال معارك الساعات الماضية التي اندلعت في قطاعات شمال شرقي مديرية الحشاء وجنوبي منطقة العود بمديرية قعطبة».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم