في تحول نوعي مهم في مجال الحفاظ على البيئة، تبدأ السعودية في نشر حاويات نفايات ذكية متصلة بالإنترنت، وتعمل بالطاقة الشمسية، في كافة أرجاء البلاد، بالتزامن مع تطبيقها في نيويورك ولندن والشارقة، بينما تواصل المصانع الصحية في المملكة العمل على إنتاج الكمامات بطاقة إنتاجية تقدر بمليوني كمامة يومياً.
وأفصح المتحدث الرسمي لوزارة الصناعة والثروة المعدنية جراح بن محمد الجراح، عن أن هناك 9 مصانع موزعة على مناطق ومحافظات المملكة، يصل إنتاجها اليومي إلى 2.5 مليون كمامة يومياً لتغذية احتياجات السوق السعودية، تشمل متطلبات الممارسين الصحيين في المستشفيات والقطاعات والمراكز الصحية ومنشآت العمل الحكومية والخاصة، والمستهلكين، للتصدي بكل الوسائل والطرق لجائحة «كورونا» المستجد.
وأفاد الجراح بأن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تعمل بالتكامل مع شركائها من الجهات الحكومية والقطاع الخاص على تعزيز المتوفر في السوق السعودية من الكمامات الطبية، وتوفير مخزون يسد الاحتياج المستقبلي حتى بعد انقضاء أزمة «كورونا» وللخزن الاستراتيجي، وذلك بالتعاون الوثيق مع هيئة الغذاء والدواء، لتسريع عملية اعتماد وترخيص المنتجات للمستثمرين الراغبين للتصنيع محلياً، ومع وزارة الطاقة لتأمين سلاسل الإمداد من المواد الخام، وهيئة المحتوى المحلي لضمان التصنيع وحمايته لمرحلة ما بعد الجائحة.
وقال الجراح في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية أمس، إن هذه الأزمة أثبتت قدرة كبيرة وكفاءة عالية لدى القطاع الصناعي بالمملكة في التعامل مع الآثار المترتبة على جائحة «كورونا»، وتقليل أي آثار سلبية؛ حيث تم تحويل أنشطة عدد من المصانع إلى العمل على سد الاحتياج الفعلي، ما نتج عنه القدرة على سد الاحتياج وبخاصة الصناعات الغذائية والدوائية؛ مضيفاً أن لدى الوزارة خطة للتوسع ورفع الطاقة الإنتاجية لهذه المنتجات.
وفي جانب بيئي آخر، يتم العمل في السعودية على استخدام حاويات النفايات الذكية، لتعزيز مبدأ التحول البيئي في البلاد؛ حيث تم توقيع شركة «مجموعة مدارات الأعمال السعودية»، المتخصصة في مجال تقديم حلول كفاءة الطاقة وتطبيقات الطاقة المتجددة والحلول البيئية والمنازل الذكية، لعقد وكالة حصرية مع شركة «إتش إم سي – تيك» الأميركية، لتقديم خدمة الحاويات الذكية.
وقالت «مدارات الأعمال» السعودية، في بيان صحافي أمس الخميس، تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، إن تصميم هذه الحاويات وتصنيعها جرى من قبل شركة «إي - كيوب لابس» الكورية، المتخصصة في ابتكار حلول حاويات النفايات، لافتة إلى أنه سيتم توفير هذه الوحدات في مختلف أنحاء السعودية خلال العام الجاري، عن طريق الوكيل الحصري بالمملكة.
وأشار المهندس محمد عبد السلام، المدير الإقليمي لـ«إتش إم سي – تيك» الأميركية، إلى أن هذه الحاويات مزودة بخدمة إنترنت لاسلكي، وتعمل بالطاقة الشمسية، ومزودة بأجهزة استشعار لرصد وقياس مستوى النفايات والإبلاغ عن الحاوية عند امتلائها، لكي يتمكن فريق عمل التنظيف من إفراغ الحاوية عند الحاجة.
ولفت إلى أن اللوحات الشمسية توفر الطاقة اللازمة لتشغيل الضاغط، ما يسمح لهذه الحاويات بالقدرة على ضغط النفايات ثماني مرات لتقليص حجمها، موضحاً أن خاصية اتصال الحاوية بشبكة الإنترنت تتيح التواصل مع الأشخاص المحيطين في النطاق المكاني للحاوية بتعريفهم بموقعها للتفريغ.
من ناحيته، أكد الدكتور صلاح العبد الله مستشار الاستثمار وعضو مجلس إدارة شركة مجموعة «مدارات»، في تصريح للوكالة، أنه سوف يتم توفير تلك الحاويات في أرجاء المملكة، تزامناً مع تطبيقها في نيويورك ولندن والشارقة، مضيفاً أن هذه الحاويات تعتبر خطوة إلى الأمام في مجال الابتكار في تقديم الحلول البيئية؛ حيث تسهم في تقديم تناغم مثالي بين الكفاءة والخدمة العامة.
الإنتاج الصحي السعودي يصل إلى 2.5 مليون كمامة يومياً
الإنتاج الصحي السعودي يصل إلى 2.5 مليون كمامة يومياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة