{تفاقم مذهل} في معدلات الجريمة بين صفوف فلسطينيي 48

نواب عرب يتهمون الشرطة بالإهمال الأمني لمناطقهم

مظاهرة بأم الفحم في أكتوبر احتجاجاً على معدلات الجريمة في المناطق العربية وتجاهل الشرطة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
مظاهرة بأم الفحم في أكتوبر احتجاجاً على معدلات الجريمة في المناطق العربية وتجاهل الشرطة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

{تفاقم مذهل} في معدلات الجريمة بين صفوف فلسطينيي 48

مظاهرة بأم الفحم في أكتوبر احتجاجاً على معدلات الجريمة في المناطق العربية وتجاهل الشرطة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
مظاهرة بأم الفحم في أكتوبر احتجاجاً على معدلات الجريمة في المناطق العربية وتجاهل الشرطة الإسرائيلية (أ.ف.ب)

دلت نتائج دراسة عرضت في لجنة برلمانية، أمس (الثلاثاء)، على أن الجريمة في صفوف المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، تتفاقم بشكل مذهل، وأنه في حين لا يتجاوز عدد العرب 19 في المائة من السكان، ترتفع نسبة مشاركتهم في الجريمة إلى 43 في المائة، وفي بعض الملفات التي تتعلق بالقتل بالسلاح، ترتفع نسبة العرب إلى 82 في المائة. وهي نسبة أذهلت النواب العرب في الكنيست، الذين انتقدوا الشرطة على إهمالها لأمن المواطنين العرب.
وكانت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية قد وضعت هذا الملف في رأس سلم اهتمامها عند تحقيقها الوحدة. وفي مداولاتها مع الأحزاب الإسرائيلية أقنعت قادتها بتشكيل «اللجنة البرلمانية الخاصة لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي». وتم الاتفاق على أن يرأسها نائب عربي هو الدكتور منصور عباس. وقد عقدت اجتماعاً لها، أمس، لمناقشة اقتراح مستعجل من النائب إيمان خطيب حول مستوى الجريمة في الوسط العربي ومناقشة موضوع الخطة الحكومية رقم 1402 لمواجهة العنف والجريمة في الوسط العربي، وبرنامج الشرطة للحد من العنف والجريمة في الوسط العربي. وشاركت في الجلسة، وزيرة تعزيز وتطوير المجتمع، أورلي ليفي ابيكسيس.
ولمناسبة هذه الجلسة، أعدت دراسة خاصة في مكتب دراسات الكنيست، تفيد بأن نسبة المواطنين العرب المشتبهين بجرائم القتل في إسرائيل التي باستخدام سلاح ناري، يقدر بنحو 82 في المائة، كما تعد نسبتهم بنحو 56 في المائة من الجرائم التي سُجلت فيها محاولات قتل وسلاح غير قانوني. وتشير الدراسة أيضاً إلى أنه في حين ظل عدد ملفات مخالفات الأسلحة النارية بين اليهود، ثابتاً في السنوات الأخيرة، فقد ارتفع عدد هذه الحالات في أوساط «غير اليهود» من 1645 حالة في عام 2015 إلى 2205 حالات في عام 2019، أي بزيادة 34 في المائة.
المعروف أن عدد سكان إسرائيل رسمياً هو 9.1 مليون نسمة، 21 في المائة منهم من العرب و4.8 في المائة من المسيحيين غير العرب أو من ديانات وفئات أخرى، ونحو 74.2 في المائة من اليهود. ولأن هذه الأرقام تشمل أيضاً الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة (نحو 300 ألف نسمة) والسوريين في هضبة الجولان المحتلة (نحو 25 ألفاً)، فإن نسبة العرب الصافية من سكان إسرائيل تكون 19 في المائة. وبحسب الدراسة المذكورة، يقبع في السجون الإسرائيلية 8150 سجيناً بينهم 5508 محكومين، تبلغ نسبة العرب بينهم 44 في المائة. ومن بين المعتقلين بانتظار المحاكمة، والبالغ عددهم 2642 شخصاً، نسبة العرب 55 في المائة.
في عام 2019، نفذت الشرطة الإسرائيلية 51128 عملية اعتقال على خلفية جنائية، فكان نحو 61 في المائة من المعتقلين عرباً. وفي العام نفسه فتحت الشرطة 170616 ملفاً تضمنت 173048 مشتبهاً، فكان نحو 41 في المائة منهم عرباً. ومن بين 45478 لائحة اتهام قُدمت في العام نفسه، كان المتهم غير يهودي في 43 في المائة منها. وفي حالات العنف الأسري زادت النسبة بين العرب 26 في المائة وهي تعادل عشرة أضعاف الزيادة في النسبة المسجلة بين اليهود، والتي ارتفعت أيضاً، لكن بـ2.6 في المائة.
وقد أذهلت هذه المعطيات، النواب، أمس، فهاجموا الشرطة على إهمالها لأمن المواطنين العرب. وقال رئيس لجنة مكافحة العنف في المجتمع العربي، طلب الصانع، إن الدراسة تتضمن معطى مهماً، هو أن العرب كانوا من المتضررين بنسبة عالية جداً أيضاً. ففي حالات الاعتداء على أشخاص بين السنوات 2015 – 2019، كان 31 في المائة من المشتبه بهم عرباً ونسبة المصابين في هذه المخالفات 44 في المائة. وكان 57 في المائة من المتضررين جراء عمليات إضرام نار، أيضاً من العرب. ويشكل ارتفاع عدد العرب المتضررين المسجل لدى الشرطة، من 1002 في سنة 2015، إلى 1568 في سنة 2019، أي بنسبة 57 في المائة. «فلو كان المتضررون يهوداً لرأينا شرطة إسرائيل تعلن حرباً». وأكد الصانع أن «مجتمعنا العربي يتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا الخلل، بسبب عاداتنا وتقاليدنا والفوضى السائدة والفقر والفاقة، لكن هناك مسؤولية أساسية تتحملها الشرطة».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».