الرئيس التونسي يؤكد عزمه على تعديل الدستور والقانون الانتخابي

تواصل احتجاجات الجنوب... والائتلاف الحكومي يتبادل التهم

TT

الرئيس التونسي يؤكد عزمه على تعديل الدستور والقانون الانتخابي

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس، عزمه على المضي قدما في تعديل دستور البلاد، من بين مشاريع القوانين التي سيطرحها خلال عهدته الرئاسية، بنية تغيير النظام السياسي في البلاد.
وقال الرئيس التونسي في حواره مع قناة «فرانس 24» أمس، إنه يستعد لطرح ثلاثة مشاريع قوانين، بينها تعديل الدستور، إلى جانب تعديل القانون الانتخابي من الاقتراع على الأفراد في دورتين، ومشروع صلح جزائي مع من تورطوا في فساد مالي.
كما أوضح سعيد أن الوضع السياسي الحالي في تونس، فيما يرتبط بإدارة الحكم، «لا يمكن أن يستمر».
ومنذ عام 2014 ونظام الحكم في تونس برلماني معدل، حيث تنبع الحكومة من البرلمان، ومن الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية. ويتمتع رئيس الحكومة بصلاحيات تنفيذية واسعة، فيما تنحصر صلاحيات رئيس الجمهورية ضمن مجالات محددة، أساسها الدفاع والسياسة الخارجية.
في غضون ذلك، لم تهدأ الاحتجاجات جنوب تونس، وتواصلت لليوم الرابع على التوالي من خلال تنظيم مسيرة سلمية للشباب المحتج، بعد أن تجمعوا في ساحة الجامع الكبير وسط المدينة، وطالبوا من جديد بإطلاق سراح طارق الحداد، المتحدث باسم «تنسيقية اعتصام الكامور»، الذي اعتقلته السلطات منذ يوم الأحد الماضي، مطالبين بتطبيق كامل لبنود اتفاق «الكامور»، الموقع مع الحكومة المركزية في شهر يونيو (حزيران) 2017، كما نددوا بالتدخل الأمني لفض الاحتجاجات، وإزالة الخيام التي استعملت لمنع مرور الشحنات المحملة بالنفط، علاوة على استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة.
وذكرت إذاعة تطاوين المحلية أن تعزيزات أمنية مكثفة توجهت صباح أمس نحو المدينة، التي ما زالت تشهد مواجهات حادة بين قوات الأمن والشباب المطالب بالتشغيل والتنمية، رغم التطمينات التي قدمتها الحكومة، وإعلان استعدادها لعقد مجلس وزاري ينظر في مطالب المحتجين، وما بذله اتحاد الشغل (نقابة عمالية) من جهود وساطة بين الطرفين.
وقالت مصادر حقوقية إن زياد الحاجي، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في تطاوين، تقدم بشكوى قضائية ضد رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، ووزير الداخلية هشام المشيشي، ووالي (محافظ) تطاوين، والمدير العام للأمن العمومي بالجهة احتجاجا على اللجوء إلى المقاربة الأمنية لإسكات المحتجين.
على صعيد متصل، اتهم نور الدين البحيري، رئيس كتلة حركة النهضة بالبرلمان، أحد الأحزاب المنتمية إلى الائتلاف الحكومي الحالي بالتحريض على مواجهة قوات الأمن، ومهاجمة المؤسسات العمومية في ولايتي تطاوين وقبلي المجاورة، وغيرهما من المناطق المحتجة، ودعا رئيس الحكومة إلى فتح تحقيق في هذه الاتهامات.
وكانت عدة أحزاب سياسية، وفي مقدمتها تحالف الجبهة الشعبية المعارض، وحركة الشعب المشاركة في الائتلاف الحكومي، قد أعلنت دعمها لمطالب المحتجين في تطاوين وغيرها من المناطق. وفي المقابل، أكدت حركة النهضة أنها تتابع بانشغال شديد ما تطورت إليه الأوضاع بمدينة تطاوين من مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، وعبرت عن «أسفها على ما آلت إليه الأمور، وما تعيشه الجهة من احتقان، مدينة استعمال العنف لفك اعتصام المحتجين. كما دعت الحركة الحكومة لانتهاج الحوار كسبيل فعال للتفاعل مع كل أشكال التحركات الاحتجاجية السلمية، وهو ما خلف جدلا حول مواقف الأطراف الحاكمة والقوى المعارضة».
كما دعت النهضة مواطني جهة تطاوين وشبابها إلى التهدئة والالتزام بالأشكال النضالية السلمية والقانونية للتعبير عن مطالبهم المشروعة، لغلق كل منافذ التوظيف السياسي لهذه الأحداث، على حد تعبيرها.
في السياق ذاته، أكد مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة «حركة تحيا تونس» في البرلمان أن حل الملفات الاجتماعية في تطاوين وغيرها من المناطق، يكمن في الجلوس إلى طاولة الحوار، مشددا على أن الحل الأمني «لن يساهم إلا في تأزيم الأوضاع وتأجيجها».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.