«إف بي آي» تتهم جندياً أميركياً بالتواطؤ مع «النازيين الجدد» لتفجير وحدته العسكرية

عثر المفتشون مع المتهم على مطويات متطرفة من إعداد «داعش»

TT

«إف بي آي» تتهم جندياً أميركياً بالتواطؤ مع «النازيين الجدد» لتفجير وحدته العسكرية

اتهمت السلطات الأميركية جندياً أميركياً بالخيانة ومحاولة تفجير وحدته العسكرية في الجيش، بعد أن كشفت تواطؤه مع مجموعة إرهابية تدعى «ترتيب الملائكة التسعة» التابعة للنازيين الجدد، والتي لها علاقة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي. وكشفت وزارة العدل في بيان صحافي لها مساء أول من أمس، عن إلقاء مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» القبض على الجندي إثيان ميلزر، المتهم بالتخطيط لتفجير وحدته العسكرية في الجيش، وتسريب معلومات حساسة إلى جماعة متطرفة نازية. وأفاد البيان بأن الجندي المتهم الذي وصفته لائحة الاتهام بـ«الخيانة»، كان على تواصل مستمر مع مجموعة متطرفة تدعى «ترتيب الملائكة التسعة» وهي من النازيين الجدد، وسرّب إثيان لهم معلومات حساسة عن مواقع وحدته العسكرية، وعدد الجنود بها وكذلك التحركات المستقبلية لها. وقال البيان «إن الجندي ميلزر متهم بتقديم دعم مادي للإرهابين، كما حاول تدبير كمين قاتل لوحدته من خلال الكشف بشكل غير قانوني عن موقعها وقوتها وأسلحتها لمجموعة النازية الجديدة، الأناركية ذات العرق الأبيض المتفوق، كما يُزعم أن ميلزر قدم هذه المعلومات القاتلة المحتملة التي تهدف إلى نقلها إلى الإرهابيين الجهاديين، وهو مدفوع بالعنصرية والكراهية أثناء محاولته تنفيذ هذا العمل النهائي من الخيانة. ولفتت وزارة العدل في بيانها إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والجيش الأميركي أحبطا مؤامرة الجندي إثيان ميلزر في أواخر مايو (أيار) 2020، وتم اعتقال المتهم في 10 يونيو (حزيران) 2020. ووفقاً للشكوى الجنائية ولائحة الاتهام التي تتهم ميلزر التي تم إرسالها أمس إلى محكمة مانهاتن الفيدرالية، فإن ميلزر انضم إلى الجيش الأميركي في عام 2018 تقريباً، وأصبح عضواً مع المجموعة الإرهابية «ترتيب الملائكة التسعة»، بحلول عام 2019 تقريباً، والتي تتبنى (هذه المجموعة النازية) المعتقدات العنيفة والنازية الجديدة والمعادية للسامية، وكانوا قد أعربوا عن إعجابهم بكل من النازيين مثل أدولف هتلر والجهاديين، مثل أسامة بن لادن القائد السابق لتنظيم «القاعدة»، كما شارك أعضاؤها في أعمال عنف وقتل.
وأضافت اللائحة: «في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تقريباً، حصل الجندي المتهم ميلزر على دعايات من مجموعات متطرفة متعددة. بما في ذلك (داعش)؛ إذ عثر مكتب التحقيقات الفيدرالية معه على وثيقة صادرة عن (داعش) بعنوان يتضمن (حصاد الجنود)، الذي يصف كيفية تنفيذ الهجمات والقتل ضد أفراد أميركيين». وأكد البيان الصحافي بأن المتهم ميلزر اعترف بالتهم المنسوبة إليه، والتواصل مع الجمعيات المتطرفة عبر الاتصالات الإلكترونية بأنه يمكن قتله أثناء الهجوم، ووصف رغبته الشديدة في الموت. كما اعترف أيضاً بتمرير معلومات حول الانتشار المتوقع لوحدته، بما في ذلك من بين أمور أخرى، عدد الجنود الذين سيسافرون، وموقع المنشأة والوحدة التي كانوا يخططون للهجوم عليها، كما أنه كان ينوي أن يؤدي الهجوم المخطط له إلى مقتل أكبر عدد ممكن من زملائه في الخدمة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.