تفاؤل في معسكر الاتفاق... والفتح يستعد لـ {المهمة التاريخية}

بطموحات متباينة، وظروف مختلفة إداريا وفنيا، انطلقت تدريبات أندية المنطقة الشرقية المشاركة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، تأهبا لخوض ما تبقى من جولات البطولة، والتي سيتحدد من خلالها البطل وأصحاب المراكز الأربعة الأولى، إضافة إلى الهابطين الثلاثة.
ففي الدمام بدأ فريق الاتفاق الأكثر استقرارا من بين جيرانه بقيادة المدرب الوطني خالد العطوي الطامح لمنجز كبير مع فارس الدهناء بعد أن حقق إنجازا بقيادته المنتخب السعودي الشاب لاعتلاء القارة الآسيوية قبل عامين.
ويرى أنصار الاتفاق أن المكان الطبيعي لفريقهم هو في المراكز المقدمة، خصوصا أنه يملك إرثا غنيا بالمنجزات والبطولات والأولويات في مسيرته الممتدة قرابة خمسة عقود من الزمن.
هذا الجانب تدركه إدارة النادي جيدا من خلال السعي لتدعيم صفوف الفريق باللاعبين المميزين سواء أكانوا المحليين أو الأجانب ودفع فاتورة باهظة من أجل تحقيق ذلك، حيث تشير الأرقام إلى أن الاتفاق من أكثر خمسة أندية صرفت مبالغ في صفقات هذا الموسم في ظل دعم كبير من قبل وزارة الرياضة للأندية السعودية، وخصوصا المحترفة منها، يمثل خيارات كثيرة وإيجابية للتعاقد مع نجوم يمكنهم إثراء هذا الدوري الأكبر والأغلى عربيا فنيا ويقدمون الفائدة الفنية لأنديتهم.
ورغم ظهور عينات إيجابية وتأكد إصابة بعض اللاعبين بفيروس كورونا ووجود مخالطين أيضا يتوجب عليهم أيضا الالتزام بالتعليمات الصحية التي فرضتها وزارة الرياضة بالتنسيق مع وزارة الصحة والتي تضمنها البروتوكول الطبي المعتمد، فإن هناك تفاؤلا كبيرا لدى الجهاز الفني بأن يواصل الفريق نتائجه الإيجابية ويحصد المزيد من النقاط التي تجعله ضمن فرق المقدمة وهذا ما أبلغ العطوي به لاعبيه في اليوم الأول من استئناف التدريبات.
ويرفع الاتفاق شعار «مباريات الكؤوس» في بقية مشواره حيث تبقت له ثماني مباريات يمكن من خلالها أن يصل الفريق حتى لثالث الترتيب لكنه في المقابل قد يعود إلى دوامة الصراع على الهبوط في حال لم يكن جاهزا فنيا لإكمال المشوار بالقوة نفسها التي أنهى بها المباريات الأربع الأخيرة قبل التوقف.
ووسط غياب جماهيرهم في بقية المباريات كحال جميع الأندية، سيكون على لاعبي الاتفاق أن يؤكدوا أنهم قادرون على تحقيق الأمل إن لم يكن هذا الموسم فيكون الموسم المقبل الذي لن يفصل بينه وبين نهاية هذا الموسم سوى قرابة الشهر فقط بشكل استثنائي نتيجة الظروف التي تسببت في تعطيل هذه النسخة.
ويرتبط الاتفاق بعقود أطول مع معظم لاعبيه الحاليين مما يجعل بقاءهم في الموسم المقبل مؤكدا وخصوصا اللاعبين المصنفين أنهم نجوم يتقدمهم الحارس الجزائري رايس مبولحي ولاعبي الوسط السلوفاكي فيليب كيش ومحمد الكويكبي وهزاع الهزاع وغيرهم.
وتخلق هذه العوامل بيئة إيجابية وتحديا من نوع خاص للاعبين أنفسهم لبذل أفضل ما لديهم من أجل زرع الأمل والطموح بأن ينافس الاتفاق على إحدى البطولات ولا يكتفي بالوجود في منطقة الدفء أو الهروب من مراكز الهبوط.
وعلى بعد 120 كلم من مقر نادي الاتفاق، يعود فريق الفتح الذي توج قبل سبع سنوات بطلا لمسابقة الدوري وأتبعه بحصد السوبر السعودي، حيث يعود النموذجي لاستكمال بقية مشواره بشعار «أكون أو لا أكون».
ولكن يعاني الفتح هذه الفترة من خطر داهم قد يؤدي إلى الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى نتيجة الحصاد الأقل من المتوقع خلال الجولات الماضية مما أدخل القلق لدى أنصاره بأن يودع هذا الفريق دوري المحترفين ويعود لدوري الأولى بعد قصص نجاح مذهلة منذ قرابة عقد من الزمن حينما صعد من الثانية للأولى ومن ثم لدوري المحترفين ليحقق منجزات ملهمة للفرق الطموحة.
ورغم أن الفتح قدم مباريات كبيرة من حيث الأداء الفني، فإنه لم يوفق في حصد نقاط الكثير منها مما جعل الإدارة بعد انقضاء الثلث الأول تبحث عن حلول لانتشال الفريق من وضعه وكانت البداية بإلغاء عقد المدرب التونسي فتحي الجبال الذي يعد التاريخي للفريق وكانت له بصمة في جميع المنجزات التي تحققت.
ولم يكن هناك تقليل في عمل المدرب السابق إلا أن المرحلة كانت تتطلب إحداث صدمة إيجابية للنهوض بالفريق وتم التعاقد مع المدرب البلجيكي يانييك فييرا الذي عمل على تصحيح الوضع ونجح في عدة محطات ووفق الفريق في تسجيل عدة انتصارات مهمة انتشلته من قاع الترتيب، إلا أن الفتح لا يزال في مركز لا يعفيه من الهبوط مع رفع عدد الهابطين إلى «3» فرق.
وشهدت مستويات الفريق قفزة كبيرة في الجولات الأخيرة قبل التوقف وحقق فوزين مهمين على الأهلي في جدة والوحدة في الأحساء، وهذان الفوزان زرعا ثقة كبيرة لدى الجميع بقدرة الفتح على التقدم خطوات للأمام لكنه صدم أنصاره بالخسارة من جاره العدالة في آخر مباراة قبل التوقف مما أعاد القلق بشأن بقية المباريات والقدرة على الحصاد الوافي من النقاط التي تنقذه من الهبوط.
ويرى المدرب فييرا أن فريقه قادر على القتال لتحقيق الهدف المطلوب منه/ مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة وتحتاج إلى مزيد من العمل من أجل إنجاز المطلوب.
وفي الأحساء أيضا سيكون العدالة في تحد كبير من أجل تثبيت أقدامه بين الكبار في التجربة الأولى له، حيث سيتطلب عليه جمع العدد الأكبر من النقاط في بقية الجولات بداية من مواجهة الاتفاق المقررة في الأحساء.
ورغم أن العدالة مر بسلسلة من الخسائر والتعادلات التي جعلته مرشحا للهبوط قبل نهاية الدوري بجولات، فإنه استعاد الثقة في المباراة الأخيرة قبل التوقف وكسب جاره الفتح ليضرب عصفورين بحجر، فالفوز على الجار له دافع معنوي كبير وتقليص الفارق النقطي إلى نقطة بينه وبين رفيق دربه ضمك وإلى نقطتين فقط من الفتح يجعله في وضع أفضل نسبيا مما كان عليه قبل الجولة الأخيرة التي سبقت التوقف.
وتحسن العدالة بشكل واضح في الدور الثاني من الدوري إلا أنه بات في أزمة حقيقية مع قرار الاستئناف لوجود عدد كبير من لاعبيه يحتاجون إلى تمديد عقودهم وكذلك رحيل المدرب ناصيف البياوي في وقت حرج وهذا ما جعل الإدارة برئاسة المهندس عبد العزيز المضحي تسعى للتعاقد مع مدرب له خبرة في أجواء المنافسات الكروية السعودية من أجل تحقيق هدف البقاء.