الكاظمي يتعهد إيقاف ازدواجية الرواتب ومواصلة الإصلاحات

عد اعتماد العراق على النفط بنسبة 95 في المائة دليلاً على فشل السياسات السابقة

TT

الكاظمي يتعهد إيقاف ازدواجية الرواتب ومواصلة الإصلاحات

عد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن اعتماد موازنات البلاد المالية على ما نسبته 95 في المائة من الإيرادات النفطية دليلاً على فشل السياسات السابقة، وتعهد بالسعي لتعضيد موارد البلاد غير النفطية، ومواصلة الإصلاحات الاقتصادية، لمواجهة الأزمة المالية المتفاقمة في البلاد، وعدم تكرارها مستقبلاً.
وجاء ذلك خلال زيارة قام بها الكاظمي، أمس، إلى مبنى وزارة النفط في بغداد، واجتماعه مع الوزير وكبار المسؤولين في الوزارة.
وطبقاً لبيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء، فإن الكاظمي حرص على زيارة الوزارة بسبب «أهميتها ودورها في إدامة الاقتصاد العراقي». وقال الكاظمي إن «الموازنة العامة تعتمد على الإيرادات النفطية بنسبة 95 في المائة، وهذا دليل فشل السياسات السابقة. وإن الحكومة تعمل من أجل تعظيم الإيرادات الأخرى، وأن تتحول الإيرادات النفطية إلى مشاريع عمل تنموية لخدمة الاقتصاد العراقي».
وأشار إلى أن حكومته «تدرس حالياً تشكيل صندوق الاستثمار لتأمين مستقبل أجيال البلاد القادمة، حيث إن إيرادات النفط تمثل المصدر الأساسي للدولة، ولا بد من تحقيق مبدأ العدالة، من خلال توزيع الثروة بين الأجيال. العراق يعاني من خلل مزمن في إدارة الموارد، فاقمه تراجع سعر النفط وجائحة كورونا».
وشدد الكاظمي على أنه «لن يتراجع عن الإصلاح المالي والاقتصادي في البلاد، وهو ليس ردة فعل، وإنما عملية إصلاحية لما آلت إليه أوضاع البلد. وإن النقاشات مستمرة بشأن الإصلاحات المرتقبة، رغم المزايدات السياسية ومحاولات التشويش عليها».
وبشأن ما تردد مؤخراً عن تراجع الحكومة عن الإصلاحات المالية التي تعهدت بها بعد الضجة التي أثيرت حول الاستقطاعات من رواتب المتقاعدين، أكد الكاظمي التزام حكومته بعدم التراجع عما أعلنته سابقاً بشأن «إيقاف ازدواج الرواتب، وما يتعلق برواتب محتجزي رفحاء والفئات الأخرى لتحقيق العدالة. وإننا ماضون بتحقيق الإصلاحات المالية والاقتصادية، وتصحيح المسارات الخاطئة بهذا الشأن».
وما زالت قضية محتجزي معسكر «رفحاء» في السعودية قبل 2003 تثير مناقشات داخلية حادة بين المعترضين على منحها والمؤيدين لها، من الرفحاويين وبعض الجهات السياسية الداعمة لهم، وتنشط مجاميع من الرفحاويين هذه الأيام في الخروج بمظاهرات مناهضة لقطع مرتباتهم، وقد لوح بعضها باستعمال السلاح ضد الحكومة، في حال تم ذلك. وتتمحور الملحوظة الأساسية المتعلقة بمرتبات «رفحاء» بالنسبة للمعترضين عليها في «شمول جميع أفراد العائلة، مهما كان عددهم، بما فيهم صغار السن الذين ولدوا في المعسكر بمرتبات تقاعدية»، وهو ما يعده كثيرون قضية غير منصفة تفتقر للعدالة، خاصة مع وجود ملايين الأفراد المحرومين من دعم الدولة.
وبدوره، عد وزير النفط، إحسان عبد الجبار، أن «زيارة الكاظمي دليل على اهتمام رئيس الحكومة بتطوير ودعم قطاع الطاقة بالعراق»، وأضاف أن وزارته «تعمل على تنفيذ البرنامج الحكومي، بما يسهم بالاستثمار الأمثل للثروة الوطنية، وزيادة الإيرادات المالية، من خلال اعتماد آليات رصينة لتسويق النفط العراقي».
وكشف الوزير عبد الجبار عن «وضع خطط طموحة لإيقاف حرق الغاز خلال سنوات قليلة، واستثماره بما يلبي الحاجة المحلية، من خلال إبرام عدد من العقود الرصينة مع الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال». وأشار إلى أن الاجتماع برئيس الوزراء تضمن «استعراض آليات تصدير النفط الخام، وتسعيرة النفط، والأسواق التي يستهدفها العراق، ودراسة واقع الأسعار النفطية العالمية، وكيفية التعامل معها، فضلاً عن الأسواق التي يتعامل العراق معها في تصدير نفوطه المختلفة، متمثلة بالسوق الآسيوية والسوق الأوروبية والسوق الأميركية».
كان تراجع أسعار النفط العالمية، وخفض حصة العراق النفطية طبقاً لاتفاق دول «الأوبك»، قد أسهم في تراجع إيرادات البلاد المالية، ووضع حكومة الكاظمي أمام خيارات صعبة لإدامة ميزان الإنفاق العام. وما زالت الحكومة العراقية تسعى جاهدة، عبر مجموعة إجراءات اقتصادية، لسد العجز والثغرة المالية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.