طبيب جزائري: تجربتي حكاية سأرويها لأحفادي... إنْ نجوت

12 طبيباً و10 ممرضين و4 سائقي سيارات إسعاف، هي حصيلة ضحايا «كوفيد - 19»، في أوساط الكادر الطبي في الجزائر، زيادةً على مئات الإصابات بالعدوى ممن ظهرت عليه أعراض الوباء، شفي بعضهم فيما يبقى آخرون يتابعون العلاج. وتعدَ هذه الأزمة، الأسوأ منذ الزلزال الذي ضرب شرق العاصمة عام 2003، حسب سلطات البلاد.
وأكد الطبيب إلياس مرابط، رئيس نقابة أطباء القطاع العام، في تصريحات لوسائل الإعلام، أن الكادر الطبي واجه في كل المستشفيات والمصحات، أزمة خطيرة في بداية الوباء شهر فبراير الماضي، تتمثل حسبه، في نقص وسائل الوقاية ضد فيروس «كورونا» المستجد، «ما كان سبباً في إصابة العديد من الأطباء والممرضين وأعوان الإدارة بمستشفيات». وأوضح أن «الوضع أصبح أفضل على صعيد تحسين ظروف العمل منذ شهر ونصف، لكن لا يزال الضغط كبيراً على الهياكل والمنشآت الطبية، ووسائل الوقاية ليست كافية، وبخاصة في ولاية البليدة (مركز تفشي الوباء بجنوب العاصمة) والعاصمة ووهران (غرب) وتيزي وزو وبجاية (شرق) وبعض المدن ذات الكثافة السكانية العالية». وذكر مرابط أنه «حزين للمشاهد التي تابعناها في أثناء تشييع أطباء في غياب ذويهم، وبحضور أئمة فقط للصلاة عليهم في المقابر».
وقال مراد طايبي، طبيب بـ«مستشفى القطَّار»، للأمراض المعدية بالعاصمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التجربة التي خضتها ضد (كورونا) كانت مريرة، سأروي تفاصيلها لأحفادي إنْ نجوت من الفيروس اللعين، الذي لم يزل خطره بعكس ما يعتقد الكثيرون».
وأفاد تحقيق أجرته «اللجنة العلمية» الحكومية، المتابعة لتطور الوباء، والمتكونة من أطباء متخصصين، بأن أولى الإصابات التي مسَّت الأطباء، كانت بسبب إشرافهم على فحص مغتربين جاءوا من فرنسا وإسبانيا حاملين للفيروس. وثبت أن أول إصابة في البلاد تمت في البليدة، وتسبب فيها مهاجر استضافه أقاربه بالمنطقة التي بدأت تتعافى شيئاً فشيئاً.
وينتظر الكادر الطبي، حسب أطباء نقابيين، أن يفي الرئيس عبد المجيد تبون، بتعهداته التي أطلقها منذ شهرين، وتتعلق بمراجعة أجور الأطباء والأعوان شبه الطبيين. كما تعهد باحتساب عام تقاعد لكل شهرَي عمل خلال الجائحة، وبإطلاق «مركز للأمن الصحي» سيتكفل -حسبه- بتحديد السياسة الطبية. وقال إنه «سيُحدث ثورة» في النظام الصحي الذي يعاني هشاشة كبيرة كانت سبباً في هجرة مئات الأطباء إلى الخارج، خصوصاً فرنسا، خلال الـ20 سنة الماضية.