«أفريكوم»: طائرات روسية تشارك في العمليات العسكرية بليبيا

صورتان جديدتان وزّعتهما «أفريكوم» لطائرات روسية في ليبيا
صورتان جديدتان وزّعتهما «أفريكوم» لطائرات روسية في ليبيا
TT

«أفريكوم»: طائرات روسية تشارك في العمليات العسكرية بليبيا

صورتان جديدتان وزّعتهما «أفريكوم» لطائرات روسية في ليبيا
صورتان جديدتان وزّعتهما «أفريكوم» لطائرات روسية في ليبيا

صعّدت الولايات المتحدة حملة الضغط المتواصلة ضد الدور الروسي في ليبيا، كاشفة للمرة الأولى أن الطائرات الحربية التي أرسلتها روسيا إلى ليبيا أخيراً تشارك فعلياً في العمليات العسكرية، وهو ما يفسّر كما يبدو سبب توقف هجوم قوات حكومة «الوفاق»، المدعومة من تركيا ومرتزقة سوريين، في اتجاه مدينة سرت الساحلية وسط ليبيا. وتبدو المدينة حالياً بمثابة «خط أحمر» وضعه أكثر من طرف في مواجهة الأتراك وحلفائهم الذين يحشدون قواتهم في مصراتة ويهددون يومياً باقتحام سرت.
وجاء في بيان أصدرته القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) أن هناك «أدلة جديدة على نشاط الطائرات الروسية في المجال الجوي الليبي. الطائرات الروسية التي تم نقلها إلى ليبيا أواخر مايو (أيار) تستعمل بنشاط في ليبيا». وأوضح البيان: «يتم استخدام هذه الطائرات الروسية لدعم الشركات العسكرية الخاصة التي ترعاها الحكومة الروسية. لدى قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا (أفريكوم) أدلة فوتوغرافية على إقلاع طائرة (ميغ 29) من الجفرة بليبيا. كما تم تصوير طائرة (ميغ 29) تعمل قرب مدينة سرت بليبيا».
وكانت قيادة «أفريكوم» قد كشفت سابقاً وصول طائرات «ميغ 29» و«سوخوي 24» من روسيا إلى مطار الجفرة في وسط ليبيا، وقالت إنها وصلت بعدما حطت في مطار حميميم السوري حيث أعيد طلاؤها. ووصلت هذه الطائرات في وقت كانت قوات حكومة «الوفاق» تتقدم ضد قوات الجيش الوطني الليبي في جنوب طرابلس. وقالت حكومة «الوفاق» وقتها إن مرتزقة يعملون لشركة «فاغنر» الروسية انسحبوا من معارك جنوب طرابلس حيث كانوا يقاتلون إلى جانب الجيش الوطني الليبي، وإنهم انتقلوا إلى مدينة بني وليد (جنوب شرقي طرابلس) ومنها إلى وجهة أخرى. واضطر الجيش الوطني الليبي بالفعل إلى الانسحاب تماماً من غرب ليبيا كله، وليس فقط من جنوب طرابلس. وسمح ذلك لقوات «الوفاق» بملاحقته شرقاً، لكن المعركة توقفت فجأة على أبواب سرت حيث تردد أن قوات روسية انتشرت في قاعدة عسكرية فيها (القرضابية) بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية في وسط البلاد. وجاء توقف المعركة بعدما تعرضت قوات «الوفاق» المتقدمة من مصراتة في اتجاه سرت لقصف جوي متكرر لم تعرف الجهة التي نفذته، لكن بيان «أفريكوم» اليوم يلمح إلى أن هذا القصف نفذه الروس، كما يبدو.
فقد نقل بيان «أفريكوم» عن عميد مشاة البحرية الأميركية، برادفرد غيرنغ، مدير العمليات في القيادة الأميركية لأفريقيا: «إن تدخل روسيا المستمر في ليبيا يزيد من العنف ويؤخِّر الحل السياسي». وتابع: «روسيا تواصل الضغط من أجل موطئ قدم استراتيجي على التخوم الجنوبية للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، وهذا على حساب أرواح ليبيين أبرياء».
وفي أواخر مايو، أفادت «أفريكوم» أنه تم نقل ما لا يقل عن 14 طائرة من «طراز MiG - 29» وكثير من «Su - 24» من روسيا إلى سوريا حيث أعيد طلاؤها «لإخفاء علاماتها الروسية».
وجاء في بيان «أفريكوم» أن «إدخال روسيا لطائرات بطيار هجومية مسلحة إلى ليبيا يغير طبيعة النزاع الحالي، ويزيد احتمال تعرض جميع الليبيين، وخاصة المدنيين الأبرياء، للخطر».
ونقل البيان عن العميد غرينغ: «هناك قلق من أن هذه الطائرات الروسية تُشغّل من قبل مرتزقة الشركات العسكرية الخاصة عديمي الخبرة وغير حكوميين لن يلتزموا بالقانون الدولي، أي أنهم غير ملزمين بالقوانين التقليدية للنزاع المسلح». وتابع: «إذا كان هذا صحيحاً وحدث القصف، فإن أرواحاً ليبية بريئة ستكون معرضة للخطر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».